وقالوا لوتشاءُ سلوتَ عنها**فقلتُ لهم فاني لا أشاءُ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بإذن الله نبحر اليوم فى عيون الأدب
مع أمير جديد من أمراء دولةالشعر
و
قيس بن الملوح
-مجنون ليلي-
توطئة
قبل محاولة التحليق فوق رياض شعر قيس أحببتُ أن أنوه أن وجود قيس نفسه من عدمه مُختلف فيه بين الرواة
كان الأصمعي يُنكر وجوده، وقال الجاحظ فيه-ما تركَ الناس شعراً مجهول القائل فيه ذكر ليلي إلا ونسبوه للمجنون-ونَسب بن الكلبي كل شعره لغيره
والمجنون أشهر شعراء الهوي وإن لم يكن أشعرهم
وهو قيس بن الملوح بن مزاحم من بني عامر بن صعصعة
عشقَ ليلي بنت عمه منذ الصغرونظم الشعر فيهاونسي أن التشبيب فى عُرف العرب يزري به إلى الحرمان، ولما مُنع عنها هام فى البيداء من وداي إلي وادي ومن كثيب إلى مرتفع، وانتهي به الأمر أن وُجد ميتا
اقتطفتُ لكم من رياض شعره
فى سبيل العشق
أُحِبُّكِ حُبَّاً قَدْ تَمَكَّـن فِـي الحَشَـا** لَهُ بَيـنَ جِلْـدِي وَالْعِظـامِ دَبِيـبُ
أُحِبُّـكِ يَا لَيلَـى مَحَبَّـةَ عَاشِـقٍ**أَهَاجَ الهَوَى فِي القَلْبِ مِنْـهُ لَهِيـبُ
أُحِبُّـكِ حَتَّـى يَبْعَـثُ اللهُ خَلْقَـهُ** وَلِي مِنْكِ فِي يَوْمِ الحِسَابِ حَسِيـبُ
أحبكِ يا ليلي
أُحِبُّـكِ يَا لَيلَـى مَحَبَّـةَ عَاشِـقٍ**عَلَيهِ جِميـعُ المُصْعَبَـاتِ تَهـونُ
أُحِبُّـكِ حُـبًّا لَوْ تَحِبِّيـنَ مِثلَـهُ**أَصَابَكِ مِنْ وَجْـدٍ عَلَـيَّ جُنُـونُ
أَلاَ فَارْحَمِي صَـبًّا كَئِيبـاً مُعَذَّبـاً**حَرِيقُ الحَشَا مُضْنَى الفؤادِ حَزِيـنُ
قَتِيلٌ مِنَ الأَشْـوَاقِ ، أَمَّـا نَهَـارُه**فَـبَـاكٍ ، وَأَمَّـا لَيلُـهُ فَـأَنِيـنُ
لَهُ عَبْـرَةٌ تَهمِـي وَنِيـرَانُ قَلْبِـه**وَأَجفَانِه ، تُذرِي الدُّمُوعَ ، عُيـونُ
أصورُ صورة
[size=25]أُصَوِّرُ صُـورَةً فِي التُّـرْبِ مِنْـهَا**وَأَبْكِـي إِنَّ قَلْبِـي فِـي عَـذابِ
وَأشْكـو هَجْرَهَـا مِنْـهَا إِلَيـهَا**شِكَايَةَ مُدْنَـفٍ عَظِـمِ المُصَـابِ
وَأَشْكو مَا لَقَيْـتُ وَكُـلَّ وَجْـدٍ**غَـرَامـاً بالشِكَـايَـةِ للتُّـرَابِ
يَمِيلُ بِيَ الهَـوَى فِـي أَرْضِ لَيلَـى**فَأَشْكُـوهَـا غَرَامِـي والتِهَابِـي
وَأُمْطِرُ فِي التُّرَابِ سَحَابَ جَفْنِـي**وَقَلْبِـي فِـي هُمـومٍ واكْتِئَـابِ
وَأَشْكو للدِّيَـارِ عَظِيـمَ وَجْـدِي**وَدَمْعِـي فِي انْهِمَـالٍ وانْسِيَـابِ
أُكَلِّـمُ صُـورَةً فِي التُّـرْبِ مِنْـهَا**كَـأَنَّ التُّـرْبَ مُسْتَمِـعٌ خِطَابِـي
كَأَنَّـي عِنْـدَهَـا أَشْكـو إِلَيـهَا**مُصَابِي وَالحَدِيـثُ إلـى التُّـرَابِ
فَلاَ شَخْصٌ يَـرُدُّ جَـوَابَ قَوْلِـي**وَلاَ العِتَّـابُ يَرْجِـعُ فِي جَوَابِـي
فَأرْجِـعُ خَائبـاً وَالدَّمْـعُ مِنَّـي**هَتُـونٌ مِثْلُ تَسْكَـابِ السَّحَـابِ
عَلَى أنِّـي بِهَـا المجنـونَ حَقًّـا**وَقَلْبِـيَ مِنْ هَوَاهَـا فِـي عَـذَابِ
يقولون ليلي
يقـولون ليلـــى بالعــراق مريضــــة * * فما لك لا تضنـىوأنت صديـق
شفى الله مرضى بالعـراق فأننـــي * * على كل مرضى بالعراق شفيـق
فإن تك ليلـــى بالعـــراق مريضـــة * * فإني في بـحر الحتـوف غريـق
ومع بديعة قيس-المؤنسة-
تذكرت ليلى والسنين الخواليا *** وأيام لانخش على اللهو ناهـــــيــا
ويوم كظل الرمـح قصّرت ظلـــه *** بليلى فلهاني وماكنت ناسيـــــا
فيا ليل كم من حاجة لي مهمـة *** اذا جئتكم بالليل لم ادر ماهيــــا
خليلي إن لا تبكياني ألتمـــس *** خليلاً اذا أنزفت دمعي بكى ليـــا
وقد يجع الله الشتيتين بعد ما *** يظنان كل الظن ان لا تلاقيــــــــا
خليلي لا والله لا املك الــذي *** قضى الله في ليلى ولا ماقضى ليــــــا
قضاها لغيري وابتلاني بحبــها *** فهلا بشئ غير ليلى ابتلانيـــــــــا
فيارب سوّ الحب بيني وبينــها *** يكون كفافاً لا عليّ ولا ليـــــــــا
فما طلع النجم الذي يُهتدى به *** ولا الصبح الا هيجا ذكرها ليــــا
ولا سُميت عندي لها من سميـــةٍ *** من الناس الا بلّ دمعي ردائيــــــا
ولاهبت الريح الجنوب لأرضـــها *** من الليل الا بتُّ للريح حانيـــــا
فإن تمنعو ليلى وتحموا بلادها *** عليّ فلن تحموا عليّ القوافــيـــــا
فأشـهـد عـند الله أني أحبها *** فهذا لها عندي فما عندها ليـــــــا
قضىالله بالمعروف منها لغيرنا *** وبالشوق منّي والغرام قضى ليــــــا
أعدّ الليالي ليلةً بعــد ليلـةٍ *** وقد عشت دهراً لا أعدُ اللياليـــا
أراني اذا صليت يممت نحوهـــا *** بوجهي وان كان المصلى ورائيـــــا
اصلي فلا ادري إذا ماذكرتهـــا *** اثنتين صليت الضحى ام ثمانيـــــا
ومابي إشراك ولكنّ حُبّـــــــها *** وعظم الجوى أعيا الطبيب المداويا
أحب من الاسماء ماوافق اسمهــا *** أو شبهه أو كان منه مدانيـــــا
وتُجــرم ليلى ثم تزعـــم انني *** سلوت ولا يخفى على الناس ما بيــا
إذا ما استطال الدهر ياأم مالك *** فشأن المنايا القاضيات وشانيــا
فأنت التي إن شئت أشقيتِ عيشتي *** وأنت التي إن شئتِ أشقيتِ باليــــا
هي السحر إلا أن للسحر رقيـــةً *** وإني لا ألفى لها الدهر راقيـــا
ألاايها الركب اليمانيون عرجوا *** علينا فقد أمس هوانا يمانيــــا
ألا ليت شعري ما لليلى وما لـيا *** وما للصبا بعد شيبٍ علانيــــــا
ألا أيها الواشي بليلى ألا تــرى *** إلى من تشيها أو بمن جئت واشيـا
مُعذبتي لولاك ماكنت هائمــــــاً *** أبيت سخين العين حرّان باكيــــــا
مُعذبتي قد طال وجــــدي وشفّنـي *** هواك فيا للناس قلّ عزائــيــــا
وددتُ على طيب الحيـاة لو أنــه *** يُزداد لليلى عمرها من حياتيـــا
يقولون ليلى بالعراق مريضــــة *** فيا ليتني كنت الطبيب المداويــا
تمر الليالي والشهـــور ولا أرى *** غرامي لها يزداد إلا تماديــــــــا
فياربّ اذ صيّرت ليلى هي المُنــى *** فزّني بعينيها كما زنتها ليــــا
على مثل ليلى يقتل المرء نفسـه *** وإن كنت من ليلى على اليأس طاويـا
خليليّ ان ضنُّو بليلى فقربـــــا *** ليا النعش والاكفان واستغفرا ليــا
ومحبة منا لقيس نتسترحم عليه ونختم بقوله
وإن متُ من داء الصبابة فأبلغا**شبيهة ضوء الشمس مني سلاميا
هذا والله أسأل أن يرتقي موضوعي لذائقتكم الراقية
فإن كان من توفيق فمنه سبحانه
مودتي وأمراء البيان
عنهم
النمر المظفر
وَأشْكـو هَجْرَهَـا مِنْـهَا إِلَيـهَا**شِكَايَةَ مُدْنَـفٍ عَظِـمِ المُصَـابِ
وَأَشْكو مَا لَقَيْـتُ وَكُـلَّ وَجْـدٍ**غَـرَامـاً بالشِكَـايَـةِ للتُّـرَابِ
يَمِيلُ بِيَ الهَـوَى فِـي أَرْضِ لَيلَـى**فَأَشْكُـوهَـا غَرَامِـي والتِهَابِـي
وَأُمْطِرُ فِي التُّرَابِ سَحَابَ جَفْنِـي**وَقَلْبِـي فِـي هُمـومٍ واكْتِئَـابِ
وَأَشْكو للدِّيَـارِ عَظِيـمَ وَجْـدِي**وَدَمْعِـي فِي انْهِمَـالٍ وانْسِيَـابِ
أُكَلِّـمُ صُـورَةً فِي التُّـرْبِ مِنْـهَا**كَـأَنَّ التُّـرْبَ مُسْتَمِـعٌ خِطَابِـي
كَأَنَّـي عِنْـدَهَـا أَشْكـو إِلَيـهَا**مُصَابِي وَالحَدِيـثُ إلـى التُّـرَابِ
فَلاَ شَخْصٌ يَـرُدُّ جَـوَابَ قَوْلِـي**وَلاَ العِتَّـابُ يَرْجِـعُ فِي جَوَابِـي
فَأرْجِـعُ خَائبـاً وَالدَّمْـعُ مِنَّـي**هَتُـونٌ مِثْلُ تَسْكَـابِ السَّحَـابِ
عَلَى أنِّـي بِهَـا المجنـونَ حَقًّـا**وَقَلْبِـيَ مِنْ هَوَاهَـا فِـي عَـذَابِ
يقولون ليلي
يقـولون ليلـــى بالعــراق مريضــــة * * فما لك لا تضنـىوأنت صديـق
شفى الله مرضى بالعـراق فأننـــي * * على كل مرضى بالعراق شفيـق
فإن تك ليلـــى بالعـــراق مريضـــة * * فإني في بـحر الحتـوف غريـق
ومع بديعة قيس-المؤنسة-
تذكرت ليلى والسنين الخواليا *** وأيام لانخش على اللهو ناهـــــيــا
ويوم كظل الرمـح قصّرت ظلـــه *** بليلى فلهاني وماكنت ناسيـــــا
فيا ليل كم من حاجة لي مهمـة *** اذا جئتكم بالليل لم ادر ماهيــــا
خليلي إن لا تبكياني ألتمـــس *** خليلاً اذا أنزفت دمعي بكى ليـــا
وقد يجع الله الشتيتين بعد ما *** يظنان كل الظن ان لا تلاقيــــــــا
خليلي لا والله لا املك الــذي *** قضى الله في ليلى ولا ماقضى ليــــــا
قضاها لغيري وابتلاني بحبــها *** فهلا بشئ غير ليلى ابتلانيـــــــــا
فيارب سوّ الحب بيني وبينــها *** يكون كفافاً لا عليّ ولا ليـــــــــا
فما طلع النجم الذي يُهتدى به *** ولا الصبح الا هيجا ذكرها ليــــا
ولا سُميت عندي لها من سميـــةٍ *** من الناس الا بلّ دمعي ردائيــــــا
ولاهبت الريح الجنوب لأرضـــها *** من الليل الا بتُّ للريح حانيـــــا
فإن تمنعو ليلى وتحموا بلادها *** عليّ فلن تحموا عليّ القوافــيـــــا
فأشـهـد عـند الله أني أحبها *** فهذا لها عندي فما عندها ليـــــــا
قضىالله بالمعروف منها لغيرنا *** وبالشوق منّي والغرام قضى ليــــــا
أعدّ الليالي ليلةً بعــد ليلـةٍ *** وقد عشت دهراً لا أعدُ اللياليـــا
أراني اذا صليت يممت نحوهـــا *** بوجهي وان كان المصلى ورائيـــــا
اصلي فلا ادري إذا ماذكرتهـــا *** اثنتين صليت الضحى ام ثمانيـــــا
ومابي إشراك ولكنّ حُبّـــــــها *** وعظم الجوى أعيا الطبيب المداويا
أحب من الاسماء ماوافق اسمهــا *** أو شبهه أو كان منه مدانيـــــا
وتُجــرم ليلى ثم تزعـــم انني *** سلوت ولا يخفى على الناس ما بيــا
إذا ما استطال الدهر ياأم مالك *** فشأن المنايا القاضيات وشانيــا
فأنت التي إن شئت أشقيتِ عيشتي *** وأنت التي إن شئتِ أشقيتِ باليــــا
هي السحر إلا أن للسحر رقيـــةً *** وإني لا ألفى لها الدهر راقيـــا
ألاايها الركب اليمانيون عرجوا *** علينا فقد أمس هوانا يمانيــــا
ألا ليت شعري ما لليلى وما لـيا *** وما للصبا بعد شيبٍ علانيــــــا
ألا أيها الواشي بليلى ألا تــرى *** إلى من تشيها أو بمن جئت واشيـا
مُعذبتي لولاك ماكنت هائمــــــاً *** أبيت سخين العين حرّان باكيــــــا
مُعذبتي قد طال وجــــدي وشفّنـي *** هواك فيا للناس قلّ عزائــيــــا
وددتُ على طيب الحيـاة لو أنــه *** يُزداد لليلى عمرها من حياتيـــا
يقولون ليلى بالعراق مريضــــة *** فيا ليتني كنت الطبيب المداويــا
تمر الليالي والشهـــور ولا أرى *** غرامي لها يزداد إلا تماديــــــــا
فياربّ اذ صيّرت ليلى هي المُنــى *** فزّني بعينيها كما زنتها ليــــا
على مثل ليلى يقتل المرء نفسـه *** وإن كنت من ليلى على اليأس طاويـا
خليليّ ان ضنُّو بليلى فقربـــــا *** ليا النعش والاكفان واستغفرا ليــا
ومحبة منا لقيس نتسترحم عليه ونختم بقوله
وإن متُ من داء الصبابة فأبلغا**شبيهة ضوء الشمس مني سلاميا
هذا والله أسأل أن يرتقي موضوعي لذائقتكم الراقية
فإن كان من توفيق فمنه سبحانه
مودتي وأمراء البيان
عنهم
النمر المظفر
[/size]