أوراق الذِكرى تشربُ الذبول..
تقتات الإنزلاق بغياهب النسيان.
غير أن صورة وجهكِ حين سطا الغضب على حدائق بهاءه..
وزرع بتقاسيمه أخاديد البشاعة..
رأيتها..ولا زلتُ أراها..نصلا صدِءً مزق من فؤادي الوتين..
أهتز لهول وقعه حبكِ المكين..
صرخ كطفلٍ..روَّعه –بالنوم العميق- هولُ كابوس..
هرعت له أمه بألف خفقٍ للحنان أهتز لها بين الضلوع ! ِ
غير أني مع زمجرة غضباتِك كنتُ اليتيم..
حِممُ براكينِك.شلَّتني..
حاصرتني بدائرة الذهول..
والريقُ جفَّ..ومرارة أشواكٍ تشبثت بالحلقوم..
الشِفاه حط بها قحطٌ..فما نبتَ من بينها تعبير..
والأحداق..بحرقة العبراتِ غنّت للألم مواويلا..
وتمادت سياط لذع كلماتِكِ..الكالِمة..
وأنا أحنو على صراخ الطفل البرئ بأعماقي..
فمدَّني بمعين الصبر والجلَدِ..
خففَ على قلبي وقع سياط الجلْدِ..
**** ***** *****
واليوم..
أتيتِ يا ملاكي ..
...
تطرقين أبواب قلبي بدقات الندم..
والعَبراتُ ناءت بثقل البوح..وقد أنتحر على شفتيكِ الكلِمُ..
أتيتِ اليوم يا ملاكي..
ونياط قلبِكِ هدّها الألمُ..
خطوُكِ متبعثرٌ..إذ تاه منك موضع القدمِ..
آهٍ..يا ملاكي
نسوةٌ بالمدينة سَكِبْنَ السُمَ بمسامِعكِ..
نفثن بين يديكِ السِحرَ في أطباقِ سيرتي..
حقَّنَ الحِقدَ بقلبكِ..
على من جعلكِ دون النساء دُرةَ قلبِه..
فضاعت منكِ خرائط ذاتي ..
فهوى حبُكِ في بئرِ يوسف !!
...
...
أيا ملاكي..
لا تثريب عليكِ اليوم..
فقد غفرتُ زلاتِك..
تعالي إلى حضني..
أُسقيكِ من معين صفحي ريًّا..
فلقد أتعبتكِ رحلة الشقاء..
لا تبكي يا ملاكي..
لا تُهدِري العبراتِ..
فهي عندي أغلى من الدرر..
من نفيس المجوهرات..
دعيني أداعِبُ خصلات شعرك المجنونة..
فهي تشبه جنون غضباتِك..على جبينك الوضاء..
دعي كفَكِ الحنون يمسح جبيني كما في سالفِ المراتِ..
ينزلقُ إلى شفتي ..يلتمس قُبلةَ الأمانِ..
تعالي ملاكي..
إني ألتفتُ إلى فوهة براكينك الغضبى..
رأيتُ فيها عنفوان حُبٍ..
حركَتْ مراجِلَه غِيرتُكِ..
والغيرة عندي بنت صادق الحب..
فتعالي صغيرتي..
فإني لا زِلتُ أُحبُكِ.بل أزداد حبي لكِ..
يا ملاكي.