Darwin's Theory أسباب تعارض نظرية داروين مع القرآن الكريم
مقدمة
إن العديد من المفاهيم لتتبادر
إلى الذهن عندما تذكر نظرية داروين للنشوء. فهناك بعض الناس ممن يؤمنون
بالمذهب المادى يعتقدون فى كون هذه النظرية حقيقة علمية مثبتة، بل و
يؤيدونها بقوة و كذلك يعارضون كل الأفكار التى تعارضها و بنفس القوة.
و فى الوقت ذاته فهناك مجموعة أخرى
من الناس ممن لا تتعدى معرفتهم بهذه النظرية و ما تدّعيه من خرافات كونها
معرفة سطحية، فهم غير مهتمين بها على الإطلاق، و يرجع ذلك إلى قلة
معرفتهم بها، و كذلك لعدم إدراكهم لمدى الأذى الذى تسببت هذه النظرية فى
حدوثه للبشرية على مدى القرن و نصف القرن الماضيين.
فهم لا يرون فى كيفية فرض هذه النظرية على
العامة أية مشكلة، بغض النظر عن عدم صحتها على الإطلاق بجميع المقاييس، لا
سيما العلمية، و لعل ذلك راجع إلى عدم مبالاتهم بمثل هذه الأمور.
و حتى و إن كانوا يعلمون أن هذه النظرية قد
فقدت كل المصداقية العلمية، إلا أنهم لا يستطيعون أن يولوا أولئك الذين
يعتقدون فى أهميتها أدنى اهتمام، فهم أنفسهم لا يعتقدون فى أهميتها.
فمن وجهة نظر هؤلاء، يعتبر تفسير عدم صحة هذه
النظرية، أو نشر الكتب أو عقد المؤتمرات، شيئا ثانويا لا ضرورة ولا حاجة
له، فهم يرون أنها نظرية قديمة قدم الأزل.
و هناك كذلك مجموعة ثالثة من الناس، تختلف عما
سبقها، فهذه المجموعة قد تأثرت بالفعل بهذه النظرية بشكل سلبى - إن صح
القول - ، فلقد خدعتهم الدعاية الكاذبة التى يتباناها أصحاب المذهب
المادى، حتى أنهم قد اطمأنوا إلى صحة هذه النظرية، و اعتبروها حقيقة علمية
ثابتة، و ليس هذا فحسب، فهم يحاولون أيضا إيجاد علاقة ما بين هذه النظرية
الملحدة فى ذاتها، و ما بين الإيمان بنظرية خلق الله سبحانه و تعالى لهذا
الكون.
و فى حقيقة الأمر، فإن كل ما سبق عرضه فى
السطور القليلة السابقة لا يمت إلى الصواب بأى صلة، فنظرية النشوء هذه
ليست بحقيقة علمية مثبتة، و ليست أمرا يمكن التهاون فى التعامل معه لعدم
أهميته، و ليست كذلك ذات أية صلة بالعقيدة أو الدين.
فمن خلال هذا الكتاب، سنرى ما تحتويه
أيديولوجية هذه النظرية من فكر غيرديني ، يؤدى بدوره إلى تفشى الإلحاد
وإنكار وجود الله جل وعلا.
فهذه الأيديولوجية تعمل بدورها عندئذ على توطيد هذا الفكر الإلحادى بمجرد تفشيه.
فأصحاب المذهب المادى يعدون الدعامة الأساسية
لهذه النظرية التى تؤمن و تضمن لهذه النظرية البقاء و ذلك عن طريق الدفاع –
عن اقتناع – و بكل قوة عن مبادئها.
فنظرية داروين، و بكل تأكيد، مبنية على الأيديولوجية و الفلسفة المادية دون غيرها.
فمنذ اللحظة الأولى لولادة هذه النظرية على يد
تشارلز داروين (1882 – 1809) و إلى يومنا هذا، فإنها لم تقدم للبشرية سوى
النزاعات الفكرية، و صور الاستغلال المختلفة، و الحروب، بل و كذلك تسببت
فى انحطاط الفكر و الأخلاق.
فمن ثمَ، و بناء على ما سبق من المعطيات، ظهرت
الحاجة الملحة للمعرفة السليمة ذات الأساس الصلب لما تدعو إليه هذه
النظرية، و ذلك بهدف التصدى لهذه الخرافات التى تروج لها نظرية داروين، و
حتى يكون هذا التصدى فعالا على مختلف المستويات، سواء أكان فكريا أو غير
ذلك.
يقوم هذا الكتاب بالرد على الأخطاء التى تنتسب إلى الذين يؤمنون بصحة هذه النظرية و ذلك من وجهة نظر مختلفة تماما عما سبقها من قبل.
حيث أن هذا الكتاب يقوم بالرد على أولئك
المسلمين الذين يحاولون إيجاد عامل مشترك ما بين نظرية النشوء و نظرية خلق
الله سبحانه و تعالى للكون، و كذلك أولئك الذين يحاولون إثبات صحة هذه
النظرية استنادا للقران. فالهدف ليس توجيه أصابع الاتهام للمسلمين
الماديين، و كذلك ليس الهدف منه الانتقاد اللاذع لإخواننا المسلمين، و
إنما الهدف الحقيقى من وراء هذا الكتاب هو التوضيح، و الشرح لمدىالخطأ
الذى يرتكبه أي مسلم بإيمانه بهذه النظرية، و كذلك تقديم المعونة لهؤلاء
المسلمين على المستوى الفكرى، و لكى يصبح و بعون الله وسيلة لتبنى وجهة نظر
أكثر صحة تجاه هذا الموضوع الذى يختلط على بعض المسلمين خاصة و الناس
عامة نتيجة ما قد سبق سرده من أسباب واهية فى حقيقة أمرها، و إن بدت فى
ظاهرها واقعية مقنعة.
و حتى يكون بالإمكان التأكيد على مدى الخطأ
الذى قد يقع فيه بعض المسلمين بالاستهانة بهذه النظرية، و اعتقاد البعض
منهم بعدم الحاجة إلى شن حرب لمكافحة هذه النظرية، وسيتم نقاش حقيقتين
أخرتين فى هذا الكتاب فضلا عما سبق الإشارة إليه من أسباب دعت إلى ظهور
الحاجة إلى مثل هذا الكتاب.
و الحقيقة الأولى هى أن نظرية داروين للنشوء
تفتقد إلى أى أساس علمى مؤيد لها، و الحقيقة الثانية هى أن الهدف الحقيقى
لمؤيدى هذه النظرية هومحاربة الدين.
فعلى المؤمنين حقا أن يتجنبوا الدفاع عن هذه النظرية و كذلك عن المعنى الذى يدعو إليه مذهبها الفكرى
-أيدولوجيتها- حيث أن كليهما إنما يتناقض مع
الحقائق التى يدعوالإسلام إلى تبنيها. فبعض الذين يدافعون عن هذه النظرية
إنما يدافعون عن جهل ، جهل بما سببته هذه النظرية للبشرية من دمار، و ذلك
بدعوتها إلى إنكار حقيقة الخلق، كما أن المؤيدين لهذه النظرية ما هم إلا
كارهون لهذا الدين الحنيف.
و من ثم، فعلى المسلمين الذين لا تتعدى
معرفتهم بهذه النظرية كونها معرفة طفيفة، أن يتجنبوا الخوض فيها بغير علم،
و ذلك اتباعا لقول الله تعالى فى القرآن العظيم:
<blockquote>
"وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً"
( سورة الإسراء ، الآية 17)
</blockquote>
و بناء على ذلك فإن السلوك
النموذجى لأى مسلم تجاه هذا الموضوع هو ضرورة البحث بكل صدق و اخلاص
وتمحيص ، وليس هذا فحسب بل يجب عليه أيضا التصرف بناء على إدراكه أنه طبقا
لقول الله تعالى:
<blockquote>
"وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا"
(سورة الجن ، الآية 14) </blockquote>
فمن تفسير ما تأمرنا به هذه
الآية الأخيرة، يتبين لنا أنه يجب على أولئك المسلمين ممن يؤمنون بصحة هذه
النظرية، أن يتحروا الصدق قبل اتخاذهم هذا القرار الخطير و الخاطئ فى
الوقت ذاته، فعليهم أن يبحثوا و بكل عمق فى هذا الصدد، و أن يتخذوا قرارهم
بناء على ما تمليه عليهم ضمائرهم.
فإن هذا الكتاب ما هو إلا مصباح ينير لهم هذا الطريق، داعين الله العون و الهداية.
مقدمة
إن العديد من المفاهيم لتتبادر
إلى الذهن عندما تذكر نظرية داروين للنشوء. فهناك بعض الناس ممن يؤمنون
بالمذهب المادى يعتقدون فى كون هذه النظرية حقيقة علمية مثبتة، بل و
يؤيدونها بقوة و كذلك يعارضون كل الأفكار التى تعارضها و بنفس القوة.
و فى الوقت ذاته فهناك مجموعة أخرى
من الناس ممن لا تتعدى معرفتهم بهذه النظرية و ما تدّعيه من خرافات كونها
معرفة سطحية، فهم غير مهتمين بها على الإطلاق، و يرجع ذلك إلى قلة
معرفتهم بها، و كذلك لعدم إدراكهم لمدى الأذى الذى تسببت هذه النظرية فى
حدوثه للبشرية على مدى القرن و نصف القرن الماضيين.
فهم لا يرون فى كيفية فرض هذه النظرية على
العامة أية مشكلة، بغض النظر عن عدم صحتها على الإطلاق بجميع المقاييس، لا
سيما العلمية، و لعل ذلك راجع إلى عدم مبالاتهم بمثل هذه الأمور.
و حتى و إن كانوا يعلمون أن هذه النظرية قد
فقدت كل المصداقية العلمية، إلا أنهم لا يستطيعون أن يولوا أولئك الذين
يعتقدون فى أهميتها أدنى اهتمام، فهم أنفسهم لا يعتقدون فى أهميتها.
فمن وجهة نظر هؤلاء، يعتبر تفسير عدم صحة هذه
النظرية، أو نشر الكتب أو عقد المؤتمرات، شيئا ثانويا لا ضرورة ولا حاجة
له، فهم يرون أنها نظرية قديمة قدم الأزل.
و هناك كذلك مجموعة ثالثة من الناس، تختلف عما
سبقها، فهذه المجموعة قد تأثرت بالفعل بهذه النظرية بشكل سلبى - إن صح
القول - ، فلقد خدعتهم الدعاية الكاذبة التى يتباناها أصحاب المذهب
المادى، حتى أنهم قد اطمأنوا إلى صحة هذه النظرية، و اعتبروها حقيقة علمية
ثابتة، و ليس هذا فحسب، فهم يحاولون أيضا إيجاد علاقة ما بين هذه النظرية
الملحدة فى ذاتها، و ما بين الإيمان بنظرية خلق الله سبحانه و تعالى لهذا
الكون.
و فى حقيقة الأمر، فإن كل ما سبق عرضه فى
السطور القليلة السابقة لا يمت إلى الصواب بأى صلة، فنظرية النشوء هذه
ليست بحقيقة علمية مثبتة، و ليست أمرا يمكن التهاون فى التعامل معه لعدم
أهميته، و ليست كذلك ذات أية صلة بالعقيدة أو الدين.
فمن خلال هذا الكتاب، سنرى ما تحتويه
أيديولوجية هذه النظرية من فكر غيرديني ، يؤدى بدوره إلى تفشى الإلحاد
وإنكار وجود الله جل وعلا.
فهذه الأيديولوجية تعمل بدورها عندئذ على توطيد هذا الفكر الإلحادى بمجرد تفشيه.
فأصحاب المذهب المادى يعدون الدعامة الأساسية
لهذه النظرية التى تؤمن و تضمن لهذه النظرية البقاء و ذلك عن طريق الدفاع –
عن اقتناع – و بكل قوة عن مبادئها.
فنظرية داروين، و بكل تأكيد، مبنية على الأيديولوجية و الفلسفة المادية دون غيرها.
فمنذ اللحظة الأولى لولادة هذه النظرية على يد
تشارلز داروين (1882 – 1809) و إلى يومنا هذا، فإنها لم تقدم للبشرية سوى
النزاعات الفكرية، و صور الاستغلال المختلفة، و الحروب، بل و كذلك تسببت
فى انحطاط الفكر و الأخلاق.
فمن ثمَ، و بناء على ما سبق من المعطيات، ظهرت
الحاجة الملحة للمعرفة السليمة ذات الأساس الصلب لما تدعو إليه هذه
النظرية، و ذلك بهدف التصدى لهذه الخرافات التى تروج لها نظرية داروين، و
حتى يكون هذا التصدى فعالا على مختلف المستويات، سواء أكان فكريا أو غير
ذلك.
يقوم هذا الكتاب بالرد على الأخطاء التى تنتسب إلى الذين يؤمنون بصحة هذه النظرية و ذلك من وجهة نظر مختلفة تماما عما سبقها من قبل.
حيث أن هذا الكتاب يقوم بالرد على أولئك
المسلمين الذين يحاولون إيجاد عامل مشترك ما بين نظرية النشوء و نظرية خلق
الله سبحانه و تعالى للكون، و كذلك أولئك الذين يحاولون إثبات صحة هذه
النظرية استنادا للقران. فالهدف ليس توجيه أصابع الاتهام للمسلمين
الماديين، و كذلك ليس الهدف منه الانتقاد اللاذع لإخواننا المسلمين، و
إنما الهدف الحقيقى من وراء هذا الكتاب هو التوضيح، و الشرح لمدىالخطأ
الذى يرتكبه أي مسلم بإيمانه بهذه النظرية، و كذلك تقديم المعونة لهؤلاء
المسلمين على المستوى الفكرى، و لكى يصبح و بعون الله وسيلة لتبنى وجهة نظر
أكثر صحة تجاه هذا الموضوع الذى يختلط على بعض المسلمين خاصة و الناس
عامة نتيجة ما قد سبق سرده من أسباب واهية فى حقيقة أمرها، و إن بدت فى
ظاهرها واقعية مقنعة.
و حتى يكون بالإمكان التأكيد على مدى الخطأ
الذى قد يقع فيه بعض المسلمين بالاستهانة بهذه النظرية، و اعتقاد البعض
منهم بعدم الحاجة إلى شن حرب لمكافحة هذه النظرية، وسيتم نقاش حقيقتين
أخرتين فى هذا الكتاب فضلا عما سبق الإشارة إليه من أسباب دعت إلى ظهور
الحاجة إلى مثل هذا الكتاب.
و الحقيقة الأولى هى أن نظرية داروين للنشوء
تفتقد إلى أى أساس علمى مؤيد لها، و الحقيقة الثانية هى أن الهدف الحقيقى
لمؤيدى هذه النظرية هومحاربة الدين.
فعلى المؤمنين حقا أن يتجنبوا الدفاع عن هذه النظرية و كذلك عن المعنى الذى يدعو إليه مذهبها الفكرى
-أيدولوجيتها- حيث أن كليهما إنما يتناقض مع
الحقائق التى يدعوالإسلام إلى تبنيها. فبعض الذين يدافعون عن هذه النظرية
إنما يدافعون عن جهل ، جهل بما سببته هذه النظرية للبشرية من دمار، و ذلك
بدعوتها إلى إنكار حقيقة الخلق، كما أن المؤيدين لهذه النظرية ما هم إلا
كارهون لهذا الدين الحنيف.
و من ثم، فعلى المسلمين الذين لا تتعدى
معرفتهم بهذه النظرية كونها معرفة طفيفة، أن يتجنبوا الخوض فيها بغير علم،
و ذلك اتباعا لقول الله تعالى فى القرآن العظيم:
<blockquote>
"وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً"
( سورة الإسراء ، الآية 17)
</blockquote>
و بناء على ذلك فإن السلوك
النموذجى لأى مسلم تجاه هذا الموضوع هو ضرورة البحث بكل صدق و اخلاص
وتمحيص ، وليس هذا فحسب بل يجب عليه أيضا التصرف بناء على إدراكه أنه طبقا
لقول الله تعالى:
<blockquote>
"وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا"
(سورة الجن ، الآية 14) </blockquote>
فمن تفسير ما تأمرنا به هذه
الآية الأخيرة، يتبين لنا أنه يجب على أولئك المسلمين ممن يؤمنون بصحة هذه
النظرية، أن يتحروا الصدق قبل اتخاذهم هذا القرار الخطير و الخاطئ فى
الوقت ذاته، فعليهم أن يبحثوا و بكل عمق فى هذا الصدد، و أن يتخذوا قرارهم
بناء على ما تمليه عليهم ضمائرهم.
فإن هذا الكتاب ما هو إلا مصباح ينير لهم هذا الطريق، داعين الله العون و الهداية.