متى نبدأ بتدريب الحمام ؟ وكيف نقوم بذلك ؟
بدايتا أنصح الهاوى الذى يرغب فى اثبات نفسه أن يتعامل مع حمامه على نحو التدريب فى اكسابه جميع السلوكيات التى يحب أن تجتمع فى حمامه مثل ضبط مواعيد الأكل و نداء الطعام , و نداء الطيران (حيث أن بعد تعلم الفرد الطيران وبداية بلوغه تقل فترة طيرانه حيث قد لا تتجاوزالعشرة دقائق ان لم يلتفت المدرب (الهاوى) الى ذلك) .
فجعل من نفسك مدرب , لك اصرار المدرب و مثابرته ولك عينه فى اكتشاف الأخطاء ولكى ننظم التدريب سنقوم بدايتا بتقسيم عمر الحمام الزاجل الى أربع مراحل هى:
مرحلة الزغاليل , مرحلة الشباب , مرحلة الفحولة , مرحلة الكبر .
فالمرحلة الأولى تبدأ من بعد الفقس الى نهاية أول قلش , والمرحلة الثانية تطلق على الحمام من نهاية القلش الأول وحتى انصرام عامان من هذا التاريخ ,و أما المرحلة الثالثة فتطلق على الحمام من انتهاء مرحلة الشباب وحتى بلوغ العام الخامس للاناث والعام السابع للذكور وأما الاخيرة فتطلق من نهاية المرحلة الثالثة و الى ما شاء الله .
وسنتكلم عن طرق تدريب الحمام الزاجل و كيفية التسابق به فى كل مرحلة و لكن أولا يجب الأخذ فى الاعتبار ما يلى حيث أن بعض المربين لا يتفهمون النقاط التالية وأهميتها حيث أنها هى الأساس الذى يبنى عليه التدريب والا فلا نفع من ذلك :
1- الصحة الجيدة للحمام و تهيئته للتدريب , و أعلم أن لا علاقة بالخبرة والصحة حيث قد يرى المربين الجدد ان الفرد الذى يملك الخبرة قد يعوضه هذا عن أعتلال صحته ولكن هذا مفهوم خاطئ .
2- النداءات المخصوصة للحمام و التزام المدرب بها كى يلتزم الحمام .
3- حب الحمام لبيته و مدربه .
4- الالتزام بالجدول المحدد الذى وضع مسبقا للتدريب ولا نحدث تغير مفاجئ به وان حدث تغير لسبب قهرى فلجأ الى البديل الأريح بدلا من تكديس البرنامج واجهاد الحمام حيث ان هذا اخف الضررين .
5- اذا كنت تسابق لاول مرة فعلم ان استخدام الحمام فى المسافات التى أدى بها بتفوق مسبقا (أى الاهالى التى تم شراءها) عامل مهم جدا فالتدريب يجعل الحمام قادرا على اعطاءك اكبر خرج ممكن منه وهو المسافات التى ادى بها هو مسبقا او اهاليه ولا حيلة فى التمرين لذيادة هذا الخرج لادخاله فى نطاق أخر اى تجعل حمام قصير ينافس حمام متوسط فى مسافات متوسطة أو العكس , وان كان نسبة خمسة عشر فى المئة تكسر تلك القاعدة فى التنفيذ فقط , فيبقى الاداء دون المنافسة .
6- قبل بدأ التدريب يجب ان تحدد ماذا تريد من الحمام تحديدا بائن , أى من كم حمامة ستشكل فريقك ما هى المسافات المرجوة فى محطات السباق وما هوالحيز الذى يشغله السباق من المسافات عبر المحطات أى هل مسافات المحطات جميعها قصيرة او قصيرة ومتوسطة او قصيرة و متوسطة و طويلة وهذا هو ما سيحدد ان كنت ستكون فريق أحادى (كله مسافات واحدة , قصيرة مثلا) أو ان فريقك سيكون مركب ( من عدة مسافات , قصيرة و متوسطة حيث يقسم الفريق ويوزع على المحطات , مثلا......... الخ) وهذا لاحراز أكبر نقاط لصالح لفتك .
7- يجب دراسة الاجواء جيدا فى ميعاد السباق (الأمر ليس مرهق حيث ان استنتاجات تلك الدراسة ستقوم بها مرة واحدة حيث ان السباقات غالبا ما تعاد فى نفس المواعيد من العام) حيث انك ستعلم من تلك الدراسة ان كان فريق الحمام سيعد كله اعداد واحد (اى فريق نمطى) ام انك ستلجأ الى تشكيل فريق غير نمطى (اى ذو نمطين او اكثر فى التدريب) , (ملحوظة : أعلم ان الحمام الذى لا تقسو عليه فى التدريب مهيأ للوصول أولا فى حالة ما أختلفت حالة الطقس عن ما اعتاد عليه الحمام فى تدريبه طالما لم يصل الاختلاف الى حد نوة أو عاصفة) .
8- ان أحتمال تقلب حالة الطقس السائدة فى فترة السباق الى حالة النوات والعواصف اثبتت التجربه معه ان اداء الحمام فى مثل تلك الاجواء يعود الى الفصيلة (حيث تتفوق انواع زواجل عن مثيلاتها فى تلك الاجواء) او الوراثة حيث تجد فى حمامك من له تلك القدرة و يورثها رغم ان مثيله من نفس الفصيلة لا يستطيع .
9- ان التدرج فى التدريب يجب ان يشمل الكم والكيف اى تتدرج مع الحمام فى المسافة (الكم) , وكذا عند تمام تدريبه على مسافة اختار له توقيت مناسب للتدريب فى جو غير مثالى شرط ان يكون اتم تلك المسافة مسبقا فى جو مثالى .
10- انك اذا دربت زغاليلك بشكل منفرد (اى لا تطلقهم جماعات بل فرادى) حتى تصل الى مسافة مائة كيلو متر قبل اشتراكهم فى المسابقات فانك بذلك تكون قد دربت افراد لا يتاثرون باتجاه الحمام الاخر و من ثم لا يعوقهم شئ فى اثناء السباق والفوز بقصب السبق .
اولا: تدريب الزغاليل:-
تبداء مرحلة تدريب الزغاليل اولا بما يسمى تعليم الزغاليل وتبدأ الاخيرة بالفطام أولا , وهذا يكون عند بلوغه حوالى خمسة و عشرون يوما والبعض يفضل الانتظار حتى تمام انصرام شهرها الاول فى حجور امهاتها , حيث تؤخذ من تحت ابويها و توضع فى لفت الزغاليل , و بما ان الزغاليل فى هذه السن لا تكون قد تعودت على التقاط الحبوب بسهولة لذا يجب مراقبتها عند تناول الطعام , و انا شخصيا اقوم بخداع الزغاليل قبل الفطام بثلاثة أيام حيث اقوم بتجويعها طوال النهار فى تلك الايام الثلاثة و أضع لها الاكل هى و ابائها قبل المغرب بساعة , و بهذا لا تنتظر الزغاليل ابويها لتغزيتها فتسرع على المعالف لتتغزى من ابويها بجانب المعلف مما يحمسها على التقاط الحبوب بنفسها وان لم تستطع فسيطعمها ابويها ولكنك سترى بعد مرور الثلاثة ايام ان الزغاليل تستطيع الاعتماد على نفسها , و ستجد بعد فصل الزغاليل فى لفتها انها لا تعرف مكن المياة الامر الذى يصيبها بالاعياء والاجهاد لهذا يجب ان تعرفها اماكن المياة بان تغمس مناقيرها فى المساقى برفق ولين عند فصلها و ولا تقلك اذا وجدت ان الزغاليل قد قل وزنها عند الفطام , ولا يزعجك عدم تناولها الخلطة كاملة لانها بعدما تتعلم التقاط الحبوب و بعد طيرانها اليومى ستشعر بالجوع و تضطر لذلك ان تتناول الخلطة كاملة .
وجود سلاكة (شماسة) او (قفص من السلك حول تراب لفت الزغاليل من الخارج و يكون التراب ظهره و يمكن فكه وتركيبه) لتوضع بها الزغاليل للتعرف على المعالم المحيطة باللفت و تعويدها على الدخول من الفخ لتقليل الضائع منها اذا باتت خارج اللفت و لسهولة تدشير الحمام أمر ميسر لعملية التدشير و ايضا لضمان عدم فقد جزء منها , و يلاحظ ان يرفع الفخ فى الايام الاولى لتتعود الزغاليل على مكان الدخول لللفت ثم يركب بعد ذلك و بعد حوالى اسبوع تكون الزغاليل قد تعودت الدخول من الفخ ترفع السلاكة نهائيا و يسمح للزغاليل بالطيران والتجول حوال برج , وان لم يتيسر امر السلاكة انصح المربى عند لقو الاباء ان يتم لقو زوجين او ثلاثة قبل بدأ لقو الحمام بالكامل باسبوعين او ثلاثة مما سيجعلك تقوم بقطف زغاليل تلك الازواج مبكرا عن مثيلاتها بفترة مماثلة وسيكون من السهل تعليم تلك الزغاليل بدون سلاكة عند فطمها لاصغر اعدادها , و يسهل تدشيرها حين ياتى ميعاد قطف باقى الزغاليل ستقوم تلك الزغاليل الاولى بتعليم الاخرى بسهولة وايضا ستتبع القطفة الثانية الاولى فى طيرانها , ولا ضرر من ذلك لتقارب الاعمار ففترة الاسبوعين او الثلاثة لن تصنع فارق فى الطيران فلن تضيع احداها وهى تتبع الاخرى , فاحذر ان يذيد الفاصل عن ذلك واحذر ان تترك الزغاليل تتبع الحمام الكبير حتى ان كان اناث فى الطيران فهذا من الاخطاء الشائعة بين المربين الجدد فان لم تضيع وهى تتبعها فسيقتصر طيرانها على فترات قصيرة مما يؤخرها فى مستوى التكوين الجسمانى حيث ان اسلوب طيران الزغاليل فى الاشهر الاولى من طيرانها يشكل جسم الفرد وكما نقول نحن الهواة بيكوره ( لان طيران الافراد الكبيرة غير منتظم فهى تطير لفترات قصيرة جدا , وقد تقوم بجولات واسعة لفترة زمنية طويلة جدا قد تبتعد فيها كثيرا عن بيوتها و هى تقوم بهذا بشكل غير منتظم) , فلا ضامن لك فى طيران الزغاليل مع الافراد الكبيرة .
ويجب عدم اجبار الزغاليل على الطيران خوفا من ضياعها لانها اذا اجبرت على الطيران فى هذا السن فستطير بدون تفكير حيث ان قوة جناحيها تكون اكبر من قدرة تنبهها, و فى هذه الحالة غالبا ما تهبط فى اى مكان ولا تستطيع العودة لعدم المامها بمعالم الطريق , و عندما تبدأ الزغاليل فى الطيران نجد أن كل زغلول يطير فى جهة مختلفة عن الجهة التى يطير فيها غيره و لمدة مختلفة و قصيرة تطول بمضى الايام , وعندما تطير الزغاليل مجتمعة و لمدة لا تقل عن نصف ساعة نبدأ فى تدريبها , و يكون ذلك فى يوم صحو , وان تاخر تدريبها بعض الوقت .
طريقة تدريب الزغاليل:
يجب ان تعلم انه كلما تدرب الزغلول و هو صغير كان ذلك أفضل , ويرى البعض انه خوفا من ضياع الزغاليل يفضل اطلاق حماما كبيرا ليرشدها الى طريق العودة , ولكن هذا خطأ فادح لسببين :
الاول ان الزغاليل اضعف من ان تجارى الحمام الكبير الامر الذى قد يوأدى الى ارهاق الزغلول , وغالبا ما سيحط فى اى مكان مما سيؤدى الى ضياعه , كما ان من سينجح فى الوصول الى اللفت من الزغاليل سيصل منهك (فى بعض الحالات يصاب بانحلال الاجنحة) ولن يطيل احتمال مضايقة الحمام الكبير خارج اللفت قبل الحبس مما قد يضطره للهرب و عدم العودة , والادها ان الذكور قد تمنع الزغاليل من الحبس .
الثانى انك بهذا تفقد الثقة بحمام قد يكون فى المستقبل بطلا ان وثقت به و اعطيته الثقة بنفسه ولا تنسى النصيحة رقم (10) النصائح السابقة الذكر فى بداية الحديث .
وقبل بدء التدريب يجب ان نعودها على المكوث هادئة فى قفص المسابقات و ذلك بأن نحبسها فى اوقات مختلفة ليلا و نهارا و لمدد مختلفة , وانا عن نفسى استغل بعض الاوقات مثل اوقات التنظيف و اضع الحمام بالكامل فى تلك الاقفاص حتى لا ينزعجوا من الحركة اثناء التنظيف , و بهذا تظهر عادة المكوث بهدوء فى الاقفاص عبر الاجيال و تصبح عادة مرسخة , والغرض من ذلك هو مكوث الزغاليل هادئة ومطمئنة عند ارسالها للتدريب او السباق , كما انها ستقبل على الشرب عند وضع الماء لها , و من الملاحظ ان الزغاليل التى لا تكون معتادة على المكوث فى الاقفاص تكون رعناء و تمتنع عن الشرب فى الاقفاص حتى وان كانت عطشى , الامر الذى يدعوها للهبوط فى اى مكان به ماء لتشرب فتتاخر عن باقى الحمام , كما انصح بشكل شخصى بأن يفتح للزغاليل مرتان فى اليوم بعد انتظام حركة طيرانها , ولا تطلق الا وهى جائعة مما يعودها على الحبس فور سماع نداء الطعام , ايضا ان تمنع اعطائها الكلفة الثقيلة بتاتا قبل بداية التدريب بأسبوع و يبقى اعتمادها على كلفة السباق , و استعدادا للتدريب يتم القاء الزغاليل فى فى الاسبوع السابق للتدريب من مسافة 1كيلو متر من مرتان الى ثلاثة مرات و ذلك لسببين بث روح الثقة فى الزغلول و الاخر ان يتم الاطلاق فى ميعد اعتادت الزغاليل على وضع الكلفة لها فيه مما يجعلها تحبس فور الوصول فتجد الطعام فتصبح عادة مرسخة , كما ان عدم ارهاب الزغاليل او امساكها بخشونة امر هام بل يجب معاملتها برفق و لين لان اعصابها تكون متعبة بعد عودتها من السباق او التدريب و اذا لاحظ المربى ان بعض الزغاليل تهبط على اماكن اخرى غير اللفت فيجب العمل على تلافى هذا فورا قبل ان تتفشى تلك العادة السيئة بالا تطلق تلك الزغاليل مع باقى الزغاليل ولا يسمح لها بالاكل فى نفس اليوم اذا ما عادت متاخرا نتيجة للركن على اماكن اخرى و يطلق سراحها فى اليوم التالى وهى بحالة جوعها تلك , فاذا لم تترك تلك العادة بعد عدة محاولات يجب التخلص منها بالذبحفورا لان زغلول واحد به هذه العادة سيعدى بقية الزغاليل ( ولكن اذكر ان احدالهواة المبتدئين قام بستشارتى وقال لى لن بعض حمامه يركن على الاسطح المجاورة فأعطيته النصيحة فلم تنجح فنصحته بالتخلص منهم فقال لى انه لا يستطيع فسالته لماذا فصارحنى قائلا ان حمامه كله يفعل هذا ولم يرتجع بعد عدة محاولات فقلت له ان صارحتنى فى البداية لكنا عالجنا الموقف لان ان فعل حمامك كله تلك العادة فعلم انه يبحث عن شئ انت لا توفره له فراجعت معة التغزية وادارة لفته فوجدته لا يضع جريت (تحديئة) لحمامه فنصحته فورا بوضعها فاختفت العادة فورا من الاجيال التى افرخت بعد ذلك و تطلب الامر جهدا و صبرا مضاعفا و بعض الخسائر حتى اختفت العادة من حمامه كله) , أما بالنسبة للمسافة التى يستطيع ان يطيرها الزغلول فى المرة الواحدة فمن المستحسن الا تتعدى ماءة وستين كيلومترا يصل اليها بالتدريب كما سنذكر لاحقا , و ليس هعنى هذا ان الزغلول لا يمكنه الطيران مسافة اكبر من هذا ولكنه اذا طار اكثر يكون معرضا لان تصاب عضلاته بالانحلال و عندئذ تكون قد جنيت على زغلول ربما كان سيصبح بطلا لو لم يجهد , وطبعا لكل قاعدة شواز ولكن كن رحيما بحمامك ولا تقسو عليه , و يجب ان تعطى فترة راحة بعد النتهاء من التدريب و قبل السباق تقدر بحوالى خمسة ايام .
سير التدريب:
يجب ان يبدء التدريب كما اسلفنا عندما نجد ان الزغاليل تستطيع ان تطير نصف ساعة يوميا و تكون متجمعة , ويجب ان يكون التدريب فى يوم صحو .
ومتوسط المسافة التى تدرب الزغلول على قطعها لتكون وحدة انتقال من مرحلة لاخرى تكون حوالى ثلاثين كيلو متر يبلغها بالتدريج وبالطريقة المقترحة التالية , كما انه قد تقل الى عشرين كيلومتر او تزيد الى اربعين كيلومتر .
حيث نبدا اولا بمسافة ثلاثة كيلو مترات ثم خمسة ثم عشرة ثم عشرين ثم ثلاثين , و يكون التدريب بفاصل يومين او ثلاثة و يستحسن ان يكرر التدريب لغاية الخمسة عشر كيلومتر الاوائل و الافضل طبعا تكرار التدريب للمسافات كلها و يا حبذا لو اننا عند بلوغ مسافة الثلاثون كيلو متر نكررها من الاربع اتحهات الرئيسية وذلك حتى يميز الزغلول مداخل المدينة , ثم بعد ذلك ندرب مرتان اسبوعيا و فى كل اسبوع نزيد ثلاثون كيلو متر على الاسبوع السابق مع المحافظة على عدم طيران الفرد حرا ايام التدريب , و يفضل ان لا يطير فى اليوم التالى ايضا الا بعد بلوغ مسافة المائة كيلو و تكرارها , مع المحافظة على الطيران الحر اليومى فى الايام الاخرى حيث لا يقل عن نصف ساعة فى الصباح الباكر و مثلها قبل المغرب .