المغص , مفهومه و التحكم فيه
ملاك الخيل , احترسوا . إن أول مسببات الموت في الخيل هو المغص (( الكوليك
)) , و المغص هو ليس مرض بل هو في الحقيقة مجموعة من أعراض تشير الى ألام
في بطن الحصان أو الفرس . و المغص قد يتراوح بين البسيط الى العنيف . و أي
كان فلا يمكن إطلاقا إهماله . و هذا يرجع لعديد المسببات له و التي تؤدي
إلى تهديد حياة الحصان في فترة زمنية بسيطة جدا من ظهور هذا العرض . و
الإستعانة بالطبيب البيطري بسرعة يزيد و يساعد من إحتمالية الشفاء و علاج
هذا العرض .
تمييز المغص و التعرف عليه :
إن المشكلة الكبيرة التي تواجه مالك الخيل و مربيها هي التعرف على علامات
المغص وذلك لآن الأعراض قد تكون فردية و يعتمد هذا على شدة الألم .
عموما سأدرج أهم العلامات المميزة للمغص في نقاط تالية :
- النظر المتكرر و التفات الرأس إلى جهة الخاصرة للحصان
- ضرب الأرض بحافر اليد و تسمى هذه الظاهرة ب Pawing .
- ركل البطن أو عضها
- الانبساط لغرض التبول رغم عدم قدرته للتبول .
- تكرار الاضطجاع أرضا و الوقوف أو محاولة تكرار ذلك بإستمرار .
- التدحرج و خاصة التدحرج العنيف ( التمرغ في التراب )
- أخد وضع جلسة الكلب , أو جلوس الحصان على مؤخرته .
- فقدان الشهية و التوقف عن الأكل . (anorexia)
- وضع رأسه أسفل لغرض شرب الماء مع ملاحظة انه لا يشرب الماء .
- توقف حركة الأمعاء و نشاطها الطبيعي و يلاحظ ذلك من صغر كرات البراز
- انخفاض أو اختفاء أصوات الهضم و الجهاز الهضمي .
- العرق
- سرعة التنفس , و ملاحظة اتساع فتحة الأنف .
- ازدياد معدل نبضات القلب ( إلى أكثر من 52 نبضة في الدقيقة )
- الحيوان يبدو خاملا و كئيبا
- اعتصار الشفاه أو جرش الأسنان و هذه الظاهرة تسمى ب (Flehmen response) .
- برودة أطراف الحصان .
اتخاذ الإجراءات الفورية :
إن الوقت له علاقة هامة في تفادي الضرر الذي يسببه المغص , و التدخل الطبي
مهم جدا , وقبيل التدخل الطبي يجب على المربي أن يتخذ بعض الإجراءات التي
ترفع من مستوى احتمالية العلاج .
لذلك إن ظننت أن خيلك يعاني من المغص عليك إتباع الخطوات التالية :
1- قم بإزالة الطعام و الماء من أمام الخيل المصابة
2- حاول أن تتصل فورا بطبيبك البيطري
3- كن مستعدا لتقديم المعلومات التالية للطبيب البيطري :
- سرعة النبض
- معدل التنفس (breathing)
- درجة الحرارة ( من المستقيم )
- لون الأغشية المخاطية
- زمن إعادة ملئ الأوعية الشعرية الدموية Capillary refill time: و يتم
ذلك من خلال حساب الزمن الذي يستغرقه عودة اللون الطبيعي للثة الملاصقة
للأسنان بعد الضغط عليها بالإصبع حتى يبهت لونها لعدة ثواني .
- العلامات السلوكية , مثل: الرفس و الركل و التدحرج و الخمول ... الخ .
- أصوات الهضم من عدمها .
- حركة تفريغ الأمعاء ( التغوط ) من حيث لون البراز و كثافته و صلابته و تكرار التغوط
- أي تغيرات حديثة في المعاملة و التغذية و التمرين قام بها المربي قبل ظهور المغص .
- سجل تاريخ التداوي للحصان قبل ظهور العرض , مثل الدواء المضاد للديدان و الذي يعطى بصورة دورية و غيرها من الأدوية .
- تاريخ ميلاد الفرس و التزاوج و فترة الحمل إن كانت فرس و تاريخ استعمال الحصان في التجانس إن كان ذكر .
- تبيان التأمين الصحي للحصان و قيمة الحصان المادية ... و هذا يساعد
اتخاذ إجراء العلاج كالجراحة و اللجوء إلى سبيل القتل الرحيم ( إعدام
الحصان ) .
4- حاول أن تبقي الحصان هادئ و في راحة تامة , و إن لاحظت أنه يميل للبقاء على الأرض فلا تمنع ذلك تجنبا لآي جروح قد تحدث عرضا .
5- و إن كان الحصان يحاول أن يتدحرج بعنف على الأرض تستطيع أن تمنع هذه الحالة بتمشية الحصان بصورة بطيئة و برفق .
6- لا تقم بإعطاء الحصان أي دواء ما لم يكن تحت إشراف مختص بالخيل (
الطبيب البيطري) أو بأمر الطبيب البيطري. فهذه النقطة قد تسببت في أخطاء
كبيرة يقوم بها صاحب الخيل ... إذ ان استعمال الدواء قبل حظور الطبيب
البيطري يؤدي إلى مشاكل تمويهية للتشخيص السليم .
7- إتباع تعليمات الطبيب البيطري بدقة و انتظاره حتى يتدخل طبيا .
تشخيص السبب للمغص :
إن أول مهمة للطبيب البيطري هي تثبيت الحالة و تخفيف شدتها و البحث بدقة
على مسببتها , و فحص الطبيب و علاجه قد يشمل الإجراءات التالية :-
- مراقبة و ملاحظة بعض الظواهر و العلامات كالعرق و انتفاخ البطن و سرعة
التنفس و اتساع الفتحات الأنفية و السلوك الغير طبيعي للحصان أو الفرس .
- التحصل على أدق معلومات صحيحة عن تاريخ الحالة المرضية .
- تمرير الأنبوب المعدي stomach tube للكشف عن وجود غازات و سوائل و الفرث و معاينتها .
- مراقبة العلامات الحياتية كدرجة الحرارة و النبض و التنفس و لون الأغشية المخاطية و زمن إعادة امتلاء الأوعية الشعرية الدموية .
- الجس باليد المستقيم لتحسس أي انسداد للأمعاء أو انتفاخ أو أي علامات غير طبيعية .
- اختبار تحليل للدم لمعرفة عدد كرات الدم البيضاء و بقية المعلومات المختبرية .
- ينصح باستعمال Abdominal tap لتقييم مستوى البروتين و نوع الخلايا في السائل الصفاقي peritoneal fluid .
- استعمال المسكنات و المهدئات لتخفيف الألم و القلق .
- استعمال الملينات Laxatives لإعادة الوظائف الطبيعة للأمعاء أو المساعدة على ذلك .
- المراقبة المستمرة للحالة لتحديد الاستجابة للعلاج .
- نقل الحيوان للمستشفى البيطري للمراقبة و استعمال العلاج المكثف إن استدعت الحالة لذلك .
- التدخل الجراحي عند الحاجة .
تصنيف المغـــص :
الخطوات المطالب باتخاذها الطبيب البيطري لتعامل مع الحالة يعتمد على
نتائج كشفه و مثال على ذلك بعض حالات المغص تتطلب و فقط تدخل جراحي , رغم
وجود أسباب كثيرة للمغص , و بصورة عامة فإن المغص و إن تعددت أسبابه فمن
الممكن أن نصنفه في ثلاث مجموعات :
I. الاختلال الوظيفي للأمعاء :
و هي الفئة الغالبة للمسببات المغص بصورة عامة و هي بكل بساطة عبارة عن
اختلال في وظائف الأمعاء الملاحظ من خلال التغوط و عدم الحركة الطبيعية
للأمعاء و هي تشمل انتفاخ الأمعاء و تجمع الغازات , التخمة , التقلصات
العضلية اللاإرادية و حالات من الشلل .
II. الحوادث العارضة المعوية :
و هي تحدث بأقل نسبة من الأولى و هي تشمل الإزاحة المعوية displacements و
الالتواء و الفتق و التي من خلالها تكون الأمعاء في حالة اختناق أو تضيق
في التجويف المعوي .. و معظم هذه الحالات تستدعي التدخل الجراحي .
III. الالتهابات المعوية و التقرحات :
هذه المجموعة من المغص ترتبط بالالتهاب و الإصابة الخمجية و أضرار الجهاز
الهضمي و هي بسبب عدة عوامل تشمل الإجهاد و المرض و الإصابة البكترية
بالسلمونيلا مثلا و كذلك الطفيليات كالديدان .
كيف نمنع حالات المغص في الخيل ؟
بما أن الخيل معرضة للمغص نتيجة للصفة التشريحية و الوظيفية لجهازها
الهضمي , لذلك فإن التعامل السليم للخيل يلعب دورا مهما في تفادي حدوث
المغص و منعه .
و بالرغم من أن ليس بالإمكان تجنب الحالات كأكل . و لكن الخطوات التالية ترفع المستوى الصحي للخيل و تقلل خطورة المغص :
- تثبيت نظام روتيني يومي يشمل برنامج التغذية و جدول التمرين المحدد و التقيد بها .
- التغذية بغذاء ذو قيمة نوعية عالية مشتملا على تغذية خشنة ((كالتبن مثلا )) .
- تجنب التغذية المفرطة للحبوب و الإضافات الغذائية ذات الطاقة العالية
- تقسيم فترة التغذية اليومية للنفس كمية الطعام على مرحلتين في اليوم أو
أكثر تجنبا لإجهاد الجهاز الهضمي و قد سجلت الأبحاث أن لهذه الخطوة أهمية
قصوى في الخيل . و ملاحظة أن التبن هو أفضل أنواع الغذاء الغير مقيد بكمية
.
- حدد برنامج منظم و تحت إشراف الطبيب البيطري لغرض الوقاية من الأمراض الطفيلية و الديدان , و عمل الكشوفات الدورية لذلك .
- القيام بتدريب الحصان و تمرينه و إراحته في فترات محددة من اليوم منظمة .
- و التدرج في تكثيف التمرين بصورة متتالية و عدم إجهاد الخيل بمفاجئتها بتمرين مكثف .
- تزويد الحصان طول الوقت بماء نظيف , فقط عندما يكون الحصان حالي الحرارة
نتيجة تمرين من الممكن أن يضاف ماء فاتر حتى يعود الحصان لوضعه الطبيعي و
درجة حرارته العادية .
- تجنب استعمال الأدوية البيطرية ما لم تكن تحت إشراف طبي بيطري , و خاصة مسكنات الألم و مضادات التقلص و التي تسبب التقرحات .
- أفحص التبن والفرشة و المرعى للحصان و محيطه من احتواء مواد أو عناصر
سامة , كالأعشاب الضارة أو حشرات ضارة أو مواد قد يبتلعها الحصان مثل قطع
النايلون أو غيره .
- لا تقم بتقديم الطعام و لو كانت أعشاب على الأرضية و خاصة أن كانت تراب , و يتم ذلك بتوريد الطعام في إناء خاص بذلك .
- قم في حالة تغير نوعية الغذاء بالتدرج في تغير الطعام . مثلا يوم ربع
الكمية غدا نصفها و بعدها ثلاث أرباعها .. ثم تعطي الكمية كاملة و هذا مهم جدا .
- تجنب أحداث إجهاد للخيل
- رتب عناية خاصة للخيول في حالة نقلها من مكانها أو المشاركة في معارض أو سباقات بعيدة المسافة ... نقل خاص بالخيل .
- ملاحظة الفرس قبل و بعد الولادة و التدخل الفوري بطبيب بيطري في حالة ظهور أي علامة للمغص .
- تدوين البرنامج الغذائي و الصحي للخيل في ملف خاص . لتسهيل التحكم بالحالة .