الهر البري الهر البري
يعتبر الهر البري Felis silvestris lybica الأصل الذي انحدر منه القط
المستأنس Felis silvestris catus . ولقد تم تخديره من قبل طبيب بيطري
وتصويره وأخذ قياساته ووزنه ومن ثم إطلاقه في نفس المكان. وبعد إطلاقه رجع
إلى مخبئه الذي اصطدته بالقرب منه، وثم رأينا قط آخر أصغر منه لكنه باللون
الأحمر. ولكي نتأكد من أنه قط بري أصيل أرسلنا الصور والمعلومات إلى متحف
التاريخ الطبيعي بلندن وكان الرد أن القط الذي صورناه لا يعتبر أصيل وقد
يكون هجين لاسيما وأن اللون الأبيض الذي فيه يزيد الشك أنه قط هجين.
لقد تم رصد نوعين من القطط البرية في الكويت الأول Felis silvestris
lybica وهو بحجم كبير أكبر قليلاً من القط المستأنس وكذلك القط الصغير
Felis silvestris margarita ويتميز الهر البري الصغير بكبر حجم رأسه
وأذنيه وتكون أذناه أفقيتان من على رأسه. وتم رصد التُّفَه (عناق الأرض)
والذي يسمى خطأً الوشق من قبل الكولينيل ديكسن سنة 1949.
كانت قياسات الهر الذي تم صيده كالتالي:
الوزن: 5.340 كيلوجرام
الطول من مقدمة الفم إلى بداية الذيل: 58 سم
الذيل: 31 سم
الساق الأمامية من الإصبع إلى عظم الكوع: 19 سم
الساق الخلفية من الإصبع إلى عظم الكوع: 12.4 سم
يمتاز الهر البري كما يذكر هاريسون في كتابه The Mammals of Arabia بكثافة
ذيله مقارنة بالقط المستأنس وبلونه الرمادي وبالبياض أسفل الرقبة.
الهر البري الذكر أكبر حجماً من الأنثى وهو أكبر قليلاً من الهر المستأنس
بينما الهر البري الأفريقي أكبر حجماً من الهر البري العربي. وشاربا الهر
البري دائماً باللون الأبيض، وأنفه بنى أو أبيض وشفتاه بيضاء وكذلك
الرقبة. ويوجد خط أسود يبدأ من طرف كل عين وينتهي أسفل الأذن.الجوانب
الخلفية للأذان تكون بلون بني وحواف سوداء.
الحياة الليلية للهر البري وعيشه منفرداً وسلوكه المتكتم وتشابهه مع القطط
الأليفة منحه الفرصة للابتعاد عن اهتمام البشر، والعيش بسلام، إلا أن كثرة
الخطوط السريعة التي تخترق البراري أدى إلى قتلها ليلاً تحت عجلات
السيارات. لا يوجد له أعداء في البراري، اللهم إلا الإنسان والظربان،
فالمفترسات الكبيرة انقرضت، كالنمر والفهد والتٌّفَه، ولكن الطيور الجارحة
قد تصيد صغار الهرر.
الصورة التالية التقطت بعد اصطياد الهر البري مباشرة وهو في المصيدة:
تعيش الهرر البرية حياة انفرادية في منطقة خاصة بها تمنع القطط الأخرى من
مشاركتها منطقتها وقد تسمح الذكور لأنثى أو أكثر مشاركتها منطقتها وتحدد
منطقتها بالتبول على حدود المنطقة بدون الدفن بينما تدفن بولها داخل
منطقتها. وتحدث معارك بين الذكور عندما يدخل أحدهم منطقة الآخر ولكل هر
رائحة خاصة به تعرفه بها الهرر الأخرى. والهر المستأنس له نفس الطباع فلو
راقبت قط ما لرأيت أنه في كل يوم يمر على نفس المكان في نفس الوقت حيث
يتفقد حدوده وأنا شخصياً لاحظت هذا الشئ عندما كنت صغيراً. وعادة القطط
بالتمسح بالأشخاص وبزوايا الجدران وبحواف السيارات وخاصة الدعامية (حامي
السيارة الأمامي) هي لوضع رائحته على نفس المكان لإبعاد القطط الأخرى عن
مكانه. ومن يراقب القطط يراها وهي تشتم زوايا الجدران ودعاميات السيارات
لتحسس إن كان هناك قط آخر مر من هنا. ولقد وجد العلماء أنه توجد غدد
لإفراز الرائحة المميزة للقط في جانبي الوجه (الخدود) وأعلى الفخذين
بالقرب من بداية الذيل، لذلك يرى القط دائماً يمسح هذين الجزأين على
الحواف البارزة.
الصورة التالية التقطت بعد اصطياد الهر البري مباشرة وهو في المصيدة:
الهر البري حيوان ليلي المعيشة يخرج مع الغروب وعند طلوع الفجر للبحث عن
فرائسه كالفئران والحشرات و العضايا (السحالي) ولقد رأيت قنفذاً عند مخبأ
الهر قد فتح من أسفل بطنه ولم يبقى منه إلا الشوك. والهر البري لا يستأنس
وقد حاول الكثير من العلماء استئناسه فلم يستطيعوا تحقيق ذلك ويقال أنه
إذا أخذ من أمه قبل فتح عينيه من الممكن استئناسه.
وأول من استأنس الهر البري هم المصريون القدماء وذلك قبل الميلاد ب 1500
سنة بعد أن بدئوا بزراعة الحبوب وكثرت الفئران التي تأكل محاصيلهم
وتخربها، حينها اهتموا بتربية الهر واستئناسه والإكثار منه للقضاء على
الفئران التي أهلكت محاصيلهم.
الصحراء التي يعيش فيها الهر لا يوجد بها ماء خصوصاً في أشهر الصيف الحارة
والهر وباقي حيوانات الصحراء كالثعالب وغيرها توفر فقدان الماء بعدم
الخروج نهاراً وتكتفي بالسوائل من الحيوانات التي تفترسها وقد تحصل على
بعض الماء من جذور بعض النباتات كالأرطى وغيرها، وتشرب الماء شتاءً عند
سقوط الأمطار.
والهر يعلم صغاره الافتراس بأن يجلب لهم حيوان كالفأر مثلاً ويكون مجروح
وبه حياة ويترك الصغار يلعبون به وهم في الواقع يتدربون على الصيد
والافتراس وحينما يكتفون بالتدريب بعدها يجب أن يأتي أحدهم بالعضة القاتلة
بأن يعضه من أعلى رقبته ويستمر بالعض إلى أن تفارق الحيوان الحياة. والعضة
القاتلة الأولى مهمة لكل مفترس صغير بحيث إن لم يأت بها صغيراً فلن يستطيع
الصيد و الافتراس كبيراً. لذلك نرى القطط المهجنة والتي تباع بالأسواق
ويتم تربيتها بدون أمها لا تفترس و لا تكترث للفئران وصغار الطيور بسبب
أنها لم تدرب من قبل أبويها على الافتراس، ولا تأكل إلا ما عودت هي عليه،
كالمعلبات الخاصة بالقطط.
والحيوانات البرية المفترسة كالقطط والثعالب والأسود والضباع لها رائحة
خاصة بها ومن يقترب من جحورها وأوكارها يشتم تلك الرائحة وهي نفس الرائحة
التي يشمها الإنسان في حديقة الحيوان عندما يقترب من أقفاص الحيوانات
المفترسة.
ملاحظات على الهر الذي تم اصطياده:
1- يتميز بخدود عريضة منتفخة وجلد مرتخي حول الرقبة في كلا الجهتين.
2- قوائمه الأربعة عريضة بعض الشيء من الأصابع إلى الكتف.
3- في ذيله خمسة حلق سوداء تبدأ من نهاية الذيل.
4- جلده سميك بعض الشيء وشعره غليظ وكثيف.
5- لم يخرج صوتاً طوال فترة الأسر وهي ستة أيام، ولم يظهر أي شعور آخر غير
الفزع والدوران في القفص ولم ينفخ شعر ذيله أو ظهره، ولم يهاجم أو يحاول
العض أو إشهار مخالبه عندما تمتد اليد له داخل القفص، وعندما يكون هادئاً
بعض الشيء من الممكن لمس ظهره بهدوء وبعدها يبتعد قليلاً داخل القفص. وقد
نفخ من فمه مرتين عندما أمسكه مساعد البيطري داخل القفص بواسطة القفاز
والفوطة لكنه لم يحاول العض.
صورة أخرى التقطت بعد اصطياد الهر البري مباشرة وهو في المصيدة:
تكاثرها: يبدأ موسم التزاوج في شهري فبراير ومارس وتكون فترة الحمل 63
يوماً بعدها تضع الهرة من 2 إلى 4 (وقد تصل لثمانية) وقد تلد الإناث مرة
أخرى في شهري أغسطس. الصغار يولدون مغمضي العين وبعد سبعة إلى عشرة أيام
تفتح عينيها ويحصل الصغار عناية جيدة لمدة شهرين، حيث يرضعون الحليب لمدة
شهر وبعد الشهرين يخرجون مع الأم ليتعلمون للصيد. ويكتمل النمو بعد 10
أشهر بعدها يتفرقون لتكوين منطقة خاصة بهم.
ومن ربى القطط يعرف أن الذكر إذا كبر ترك المكان وذهب إلى غير رجعة، لأن
القطط الكبيرة لا تسمح له بالبقاء في مكانها، أما الأنثى فلا يمانع الذكر
من بقائها.
الهر البري وهو في ميزان البيطري وتظهر في الصورة قوائمه العريضة:
يقول العلماء أن أصل القطط هو القط البري وذلك أن القطط تفرقت في جميع
الأمصار وعاشت وحشية بعيدة عن الإنسان وحافظت على نسلها، أما القطط
المستأنسة فقد نقلت مع البحارة والمسافرين إلى مناطق أخرى وتناسلت مع قطط
مستأنسة من بلدان أخرى فتنوع أصلها. فيكون القط البري أنقاها عرقاً.
يشاهد في الصورة التالية مخالب الهر الخمسة التي في الأرجل الأمامية:
للهر خمسة أصابع في الأرجل الأمامية وأربعة في الأرجل الخلفية وفي كل إصبع
مخلب ووسادة لحمية تساعده في المشي وعدم الانزلاق. وفي باطن الكف توجد
راحة لحمية أخرى. تتميز الأرجل الأمامية بوجود زائدة لحمية أخرى تكون أسفل
الكف والإصبع الخامسة كما مبين في الصورة التالية، تساعد بالتشبث وعدم
الانزلاق عند تسلق الأشجار والجدران.
يوجد في الأرجل الخلفية أربعة أصابع فقط كما أسلفا سابقاً وفي كل إصبع
مخلب ولا توجد لحمية أسفل راحة الكف كما هو موجود في الأرجل الأمامية كما
يشاهد في الصورة التالية:
يوجد في فك الهر أربعة أنياب اثنان منها في كل فك تساعده على تمزيق لحم
الفريسة أما الأضراس الصغيرة الستة التي بين الأنياب في كل فك فهي لتقطيع
اللحم والأنياب الجانبية للتمزيق. وبما أن الهر يفتقر للطواحن فهو يأكل
اللحم بتقطيعه وليس طحنه.
الأضراس والأنياب تشاهد في الصورتين التاليتين:
هل كلمة قط عربية؟
ورد في لسان العرب: الليث: القِطَّةُ السِّنَّوْرُ، نعت لها دون الذكر.
ابن سيده: القِطُّ السنور، والجمع قِطاطٌ وقِطَطة، والأُنثى قِطَّة.
هل كلمة قط جاءت من الفرس أم الروم؟ الفرس لم يسموا السنور قط. أما الروم فسموها قطو. أنظر التالي:
الايطاليون يسمونها: Gatto
الأسبان والبرتغاليون: Gato
الأتراك: kedisi
الانجليز: Cat
الفرنسيون: Chat
الهولنديون: Kat
الألمان: Katze
الأوربيون الشرقيون والروس والأتراك سموها بأسماء مختلفة تختلف عن كلمة قط.
وأكثر ما يرد في الكتب من أسماء القط، هو السنور والهر وقليلاً ما يرد اسم القط.
والذي يظهر لي أن كلمة قط غير عربية كما قال ابن دريد وقد تكون رومية. فلم تظهر كلمة قط في الشعر الجاهلي كما يبدو لي والله أعلم.
ومن أسماء الهر: الغيطل، الخيدع، الضَيْوَن، والقَيْعَمُ، الخاز باز (وهو اسم نبات وكذلك الذباب أنظر لسان العرب باب خوز)، والدم.
ويقول الدميري أيضاً:
والسنور ثلاثة أنواع: أهلي ووحشي وسنور الزباد، وكل من الأهلي والوحشي له
نفس غضوبة يفترس ويأكل اللحم الحي ويناسب الإنسان في أمور منها: أنه يعطس
ويتثائب ويتمطى ويتناول الشىء بيده، وتحمل الأنثى في السنة مرتين ومدة
حملها خمسون يوماً. والوحشي حجمه أكبر من حجم الأهلي.(وسنور الزباد يؤتى
به من بلاد الهند)
الهر البري في القفص قبل إطلاقه:
تم تصوير الهرة التالية بالقرب من مكان الهر الأول وقد تكون أنثاه:
الصورة التالية تبين مخبأ الهر يكون تحت الصخور في جحور وكهوف طبيعية:
منقول
يعتبر الهر البري Felis silvestris lybica الأصل الذي انحدر منه القط
المستأنس Felis silvestris catus . ولقد تم تخديره من قبل طبيب بيطري
وتصويره وأخذ قياساته ووزنه ومن ثم إطلاقه في نفس المكان. وبعد إطلاقه رجع
إلى مخبئه الذي اصطدته بالقرب منه، وثم رأينا قط آخر أصغر منه لكنه باللون
الأحمر. ولكي نتأكد من أنه قط بري أصيل أرسلنا الصور والمعلومات إلى متحف
التاريخ الطبيعي بلندن وكان الرد أن القط الذي صورناه لا يعتبر أصيل وقد
يكون هجين لاسيما وأن اللون الأبيض الذي فيه يزيد الشك أنه قط هجين.
لقد تم رصد نوعين من القطط البرية في الكويت الأول Felis silvestris
lybica وهو بحجم كبير أكبر قليلاً من القط المستأنس وكذلك القط الصغير
Felis silvestris margarita ويتميز الهر البري الصغير بكبر حجم رأسه
وأذنيه وتكون أذناه أفقيتان من على رأسه. وتم رصد التُّفَه (عناق الأرض)
والذي يسمى خطأً الوشق من قبل الكولينيل ديكسن سنة 1949.
كانت قياسات الهر الذي تم صيده كالتالي:
الوزن: 5.340 كيلوجرام
الطول من مقدمة الفم إلى بداية الذيل: 58 سم
الذيل: 31 سم
الساق الأمامية من الإصبع إلى عظم الكوع: 19 سم
الساق الخلفية من الإصبع إلى عظم الكوع: 12.4 سم
يمتاز الهر البري كما يذكر هاريسون في كتابه The Mammals of Arabia بكثافة
ذيله مقارنة بالقط المستأنس وبلونه الرمادي وبالبياض أسفل الرقبة.
الهر البري الذكر أكبر حجماً من الأنثى وهو أكبر قليلاً من الهر المستأنس
بينما الهر البري الأفريقي أكبر حجماً من الهر البري العربي. وشاربا الهر
البري دائماً باللون الأبيض، وأنفه بنى أو أبيض وشفتاه بيضاء وكذلك
الرقبة. ويوجد خط أسود يبدأ من طرف كل عين وينتهي أسفل الأذن.الجوانب
الخلفية للأذان تكون بلون بني وحواف سوداء.
الحياة الليلية للهر البري وعيشه منفرداً وسلوكه المتكتم وتشابهه مع القطط
الأليفة منحه الفرصة للابتعاد عن اهتمام البشر، والعيش بسلام، إلا أن كثرة
الخطوط السريعة التي تخترق البراري أدى إلى قتلها ليلاً تحت عجلات
السيارات. لا يوجد له أعداء في البراري، اللهم إلا الإنسان والظربان،
فالمفترسات الكبيرة انقرضت، كالنمر والفهد والتٌّفَه، ولكن الطيور الجارحة
قد تصيد صغار الهرر.
الصورة التالية التقطت بعد اصطياد الهر البري مباشرة وهو في المصيدة:
تعيش الهرر البرية حياة انفرادية في منطقة خاصة بها تمنع القطط الأخرى من
مشاركتها منطقتها وقد تسمح الذكور لأنثى أو أكثر مشاركتها منطقتها وتحدد
منطقتها بالتبول على حدود المنطقة بدون الدفن بينما تدفن بولها داخل
منطقتها. وتحدث معارك بين الذكور عندما يدخل أحدهم منطقة الآخر ولكل هر
رائحة خاصة به تعرفه بها الهرر الأخرى. والهر المستأنس له نفس الطباع فلو
راقبت قط ما لرأيت أنه في كل يوم يمر على نفس المكان في نفس الوقت حيث
يتفقد حدوده وأنا شخصياً لاحظت هذا الشئ عندما كنت صغيراً. وعادة القطط
بالتمسح بالأشخاص وبزوايا الجدران وبحواف السيارات وخاصة الدعامية (حامي
السيارة الأمامي) هي لوضع رائحته على نفس المكان لإبعاد القطط الأخرى عن
مكانه. ومن يراقب القطط يراها وهي تشتم زوايا الجدران ودعاميات السيارات
لتحسس إن كان هناك قط آخر مر من هنا. ولقد وجد العلماء أنه توجد غدد
لإفراز الرائحة المميزة للقط في جانبي الوجه (الخدود) وأعلى الفخذين
بالقرب من بداية الذيل، لذلك يرى القط دائماً يمسح هذين الجزأين على
الحواف البارزة.
الصورة التالية التقطت بعد اصطياد الهر البري مباشرة وهو في المصيدة:
الهر البري حيوان ليلي المعيشة يخرج مع الغروب وعند طلوع الفجر للبحث عن
فرائسه كالفئران والحشرات و العضايا (السحالي) ولقد رأيت قنفذاً عند مخبأ
الهر قد فتح من أسفل بطنه ولم يبقى منه إلا الشوك. والهر البري لا يستأنس
وقد حاول الكثير من العلماء استئناسه فلم يستطيعوا تحقيق ذلك ويقال أنه
إذا أخذ من أمه قبل فتح عينيه من الممكن استئناسه.
وأول من استأنس الهر البري هم المصريون القدماء وذلك قبل الميلاد ب 1500
سنة بعد أن بدئوا بزراعة الحبوب وكثرت الفئران التي تأكل محاصيلهم
وتخربها، حينها اهتموا بتربية الهر واستئناسه والإكثار منه للقضاء على
الفئران التي أهلكت محاصيلهم.
الصحراء التي يعيش فيها الهر لا يوجد بها ماء خصوصاً في أشهر الصيف الحارة
والهر وباقي حيوانات الصحراء كالثعالب وغيرها توفر فقدان الماء بعدم
الخروج نهاراً وتكتفي بالسوائل من الحيوانات التي تفترسها وقد تحصل على
بعض الماء من جذور بعض النباتات كالأرطى وغيرها، وتشرب الماء شتاءً عند
سقوط الأمطار.
والهر يعلم صغاره الافتراس بأن يجلب لهم حيوان كالفأر مثلاً ويكون مجروح
وبه حياة ويترك الصغار يلعبون به وهم في الواقع يتدربون على الصيد
والافتراس وحينما يكتفون بالتدريب بعدها يجب أن يأتي أحدهم بالعضة القاتلة
بأن يعضه من أعلى رقبته ويستمر بالعض إلى أن تفارق الحيوان الحياة. والعضة
القاتلة الأولى مهمة لكل مفترس صغير بحيث إن لم يأت بها صغيراً فلن يستطيع
الصيد و الافتراس كبيراً. لذلك نرى القطط المهجنة والتي تباع بالأسواق
ويتم تربيتها بدون أمها لا تفترس و لا تكترث للفئران وصغار الطيور بسبب
أنها لم تدرب من قبل أبويها على الافتراس، ولا تأكل إلا ما عودت هي عليه،
كالمعلبات الخاصة بالقطط.
والحيوانات البرية المفترسة كالقطط والثعالب والأسود والضباع لها رائحة
خاصة بها ومن يقترب من جحورها وأوكارها يشتم تلك الرائحة وهي نفس الرائحة
التي يشمها الإنسان في حديقة الحيوان عندما يقترب من أقفاص الحيوانات
المفترسة.
ملاحظات على الهر الذي تم اصطياده:
1- يتميز بخدود عريضة منتفخة وجلد مرتخي حول الرقبة في كلا الجهتين.
2- قوائمه الأربعة عريضة بعض الشيء من الأصابع إلى الكتف.
3- في ذيله خمسة حلق سوداء تبدأ من نهاية الذيل.
4- جلده سميك بعض الشيء وشعره غليظ وكثيف.
5- لم يخرج صوتاً طوال فترة الأسر وهي ستة أيام، ولم يظهر أي شعور آخر غير
الفزع والدوران في القفص ولم ينفخ شعر ذيله أو ظهره، ولم يهاجم أو يحاول
العض أو إشهار مخالبه عندما تمتد اليد له داخل القفص، وعندما يكون هادئاً
بعض الشيء من الممكن لمس ظهره بهدوء وبعدها يبتعد قليلاً داخل القفص. وقد
نفخ من فمه مرتين عندما أمسكه مساعد البيطري داخل القفص بواسطة القفاز
والفوطة لكنه لم يحاول العض.
صورة أخرى التقطت بعد اصطياد الهر البري مباشرة وهو في المصيدة:
تكاثرها: يبدأ موسم التزاوج في شهري فبراير ومارس وتكون فترة الحمل 63
يوماً بعدها تضع الهرة من 2 إلى 4 (وقد تصل لثمانية) وقد تلد الإناث مرة
أخرى في شهري أغسطس. الصغار يولدون مغمضي العين وبعد سبعة إلى عشرة أيام
تفتح عينيها ويحصل الصغار عناية جيدة لمدة شهرين، حيث يرضعون الحليب لمدة
شهر وبعد الشهرين يخرجون مع الأم ليتعلمون للصيد. ويكتمل النمو بعد 10
أشهر بعدها يتفرقون لتكوين منطقة خاصة بهم.
ومن ربى القطط يعرف أن الذكر إذا كبر ترك المكان وذهب إلى غير رجعة، لأن
القطط الكبيرة لا تسمح له بالبقاء في مكانها، أما الأنثى فلا يمانع الذكر
من بقائها.
الهر البري وهو في ميزان البيطري وتظهر في الصورة قوائمه العريضة:
يقول العلماء أن أصل القطط هو القط البري وذلك أن القطط تفرقت في جميع
الأمصار وعاشت وحشية بعيدة عن الإنسان وحافظت على نسلها، أما القطط
المستأنسة فقد نقلت مع البحارة والمسافرين إلى مناطق أخرى وتناسلت مع قطط
مستأنسة من بلدان أخرى فتنوع أصلها. فيكون القط البري أنقاها عرقاً.
يشاهد في الصورة التالية مخالب الهر الخمسة التي في الأرجل الأمامية:
للهر خمسة أصابع في الأرجل الأمامية وأربعة في الأرجل الخلفية وفي كل إصبع
مخلب ووسادة لحمية تساعده في المشي وعدم الانزلاق. وفي باطن الكف توجد
راحة لحمية أخرى. تتميز الأرجل الأمامية بوجود زائدة لحمية أخرى تكون أسفل
الكف والإصبع الخامسة كما مبين في الصورة التالية، تساعد بالتشبث وعدم
الانزلاق عند تسلق الأشجار والجدران.
يوجد في الأرجل الخلفية أربعة أصابع فقط كما أسلفا سابقاً وفي كل إصبع
مخلب ولا توجد لحمية أسفل راحة الكف كما هو موجود في الأرجل الأمامية كما
يشاهد في الصورة التالية:
يوجد في فك الهر أربعة أنياب اثنان منها في كل فك تساعده على تمزيق لحم
الفريسة أما الأضراس الصغيرة الستة التي بين الأنياب في كل فك فهي لتقطيع
اللحم والأنياب الجانبية للتمزيق. وبما أن الهر يفتقر للطواحن فهو يأكل
اللحم بتقطيعه وليس طحنه.
الأضراس والأنياب تشاهد في الصورتين التاليتين:
هل كلمة قط عربية؟
ورد في لسان العرب: الليث: القِطَّةُ السِّنَّوْرُ، نعت لها دون الذكر.
ابن سيده: القِطُّ السنور، والجمع قِطاطٌ وقِطَطة، والأُنثى قِطَّة.
هل كلمة قط جاءت من الفرس أم الروم؟ الفرس لم يسموا السنور قط. أما الروم فسموها قطو. أنظر التالي:
الايطاليون يسمونها: Gatto
الأسبان والبرتغاليون: Gato
الأتراك: kedisi
الانجليز: Cat
الفرنسيون: Chat
الهولنديون: Kat
الألمان: Katze
الأوربيون الشرقيون والروس والأتراك سموها بأسماء مختلفة تختلف عن كلمة قط.
وأكثر ما يرد في الكتب من أسماء القط، هو السنور والهر وقليلاً ما يرد اسم القط.
والذي يظهر لي أن كلمة قط غير عربية كما قال ابن دريد وقد تكون رومية. فلم تظهر كلمة قط في الشعر الجاهلي كما يبدو لي والله أعلم.
ومن أسماء الهر: الغيطل، الخيدع، الضَيْوَن، والقَيْعَمُ، الخاز باز (وهو اسم نبات وكذلك الذباب أنظر لسان العرب باب خوز)، والدم.
ويقول الدميري أيضاً:
والسنور ثلاثة أنواع: أهلي ووحشي وسنور الزباد، وكل من الأهلي والوحشي له
نفس غضوبة يفترس ويأكل اللحم الحي ويناسب الإنسان في أمور منها: أنه يعطس
ويتثائب ويتمطى ويتناول الشىء بيده، وتحمل الأنثى في السنة مرتين ومدة
حملها خمسون يوماً. والوحشي حجمه أكبر من حجم الأهلي.(وسنور الزباد يؤتى
به من بلاد الهند)
الهر البري في القفص قبل إطلاقه:
تم تصوير الهرة التالية بالقرب من مكان الهر الأول وقد تكون أنثاه:
الصورة التالية تبين مخبأ الهر يكون تحت الصخور في جحور وكهوف طبيعية:
منقول