بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله وسلم على المبعوث للعالمين بشيرا ونذيرا
أخواتي المنتقبات الصبر الصبر
أخواتي الغير المنتقبات النصرة النصرة
للأخ الفاضل أبو رضوة
وبعد،
أولا .. من باب التوضيح .. بالنسبة لحكم النقاب واختلاف الفُقهاء حول وجوبه واستحبابه .. أقول وبالله التوفيق
دائما ما درجنا على أن الوجوب أعلى درجة من الاستحباب .. .. وهذه الكلمة -الاستحباب - تقع في أذهان البعض منّا هذا الموقع .. أنها أدنى من الوجوب حُكما وثوابا ... لكن هذا غير صحيح فإن الدنو يكون في الحكم لا في الثواب .
و الحقيقة أن الاستحباب هنا في أمر النقاب - لو لم يكن النقاب فرضا - .. هو الأعلى من الوجوب في حجم التقرّب من الله عز وجل وحجم الثواب الذي تحظى به المُنتقبة عن غير المُنتقبة
وللتوضيح أكثر أقول ..
اختلف العُلماء حول كون النقاب فرض أم أنه فضل؟؟؟ .. وأن الفرض هو تغطية كل ما عدا الوجه والكفين .. وأمّا تغطية الوجه والكفين أي تغطية سائر بدن المرأة فهي زيادة قربى لله عز وجل وزيادة فضل .. فتكون من انتقبت قد أدت الفرض وزادت عليه الفضل .. بأن ورات حتّى مفاتن وجهها ورحمت الرجال والشباب من إثم النظر إليها .. فزادت المجتمع عفة .. وزادت نفسها صيانة .. وزادت من الله عز وجل قربا .. فتجد أثر كل ذلك .. إيمانا يرتفع بها ويسمو بنفسها فتجد له لذة لا يُعادلها أي لذة
-------------------------
والحقيقة .. أنني لو كتبت في هذا الموضوع بتأصيل .. فسوف أنتصر للقول بوجوب النقاب وأنه لا يجوز كشف الوجه والكفين .. وذلك أن أدلة الوجوب قوية جدا .. عقلا ونقلا .. وأدلة المُجيزين لإبداء الوجه والكفين .. كُلها مواقف فردية - ما صحّ منها - استنتاجية ومردودة كلها بالقواعد الأصولية الفقهية ولا يُمكن أن تُعارض بحال الأدلة الواضحة عقلا ونقلا والتي تُثبت وجوب تغطية سائر جسد المرأة ..
ولكنني لن أشغلكم بقراءة تأصيلات وردود علمية .. فنحن الآن لسنا بصدد الانتصار لشريعة النقاب .. من جهة إثبات حكمها الذي ندين الله عز وجل به من كونها واجبة وليست مُستحبة مُستحبة ..
لا لن نستنزف أوقاتنا وجهودنا في معركة قديمة حديثة لا طائل من ورائها .. ولن يحسم هذا الموضوع أو غيره الاختلاف القائم حولها . لكن دعوتي هنا في هذا الموضوع للنقاب تأتي في إطار الحرب التي يخوض غمارها الآن كُفّار الخارج والداخل ومنافقو الداخل والعلمانيين وعلماء السوء .. على هذه الشعيرة .. بما تستدعي فينا الحمية الإسلامية .. والغيرة على شرع الله عز وجل .. بأن نقف لهم موقف الشموخ والعزة .. وأن نقول لهم أخسئوا يا أعداء الله عز وجل أنتم وأذنابكم .. واعلموا أن أموالكم التي تنفقونها لتصدوا عن سبيل الله .. ستكون عليكم حسرة وستُغلبون ثم إلى جهنم تُحشرون .. والله مُتم نوره ولو كره الكافرون .. ولو كره العلمانيون ..
نريد أن نُريهم ..أن حربهم الخسيسة على شريعة النقاب .. وعلى تاج الحياء .. لن ينالوا منها مُرادهم .. بل بالعكس .. ستزداد المُنتقبات إصرارا وتمسكا برداء عزتها وشرفها وعنوان طهارتها وعفتها وحبها لله عز وجل وحبها لأمهات المؤمنين .. وبنات الرسول الكريم صلّى الله - عز وجل - عليه وسلم ..
بل وتزيد الصفعة على وجوه هؤلاء الأنذال إذا ما أقبلت أخواتنا الغيورات على دينهن من غير المُنتقبات على النقاب .. نصرة لدين الله عز وجل .. وتخذيلا للمنافقين .. ليرتدوا على أعقابهم خاسرين مدحورين ..
نُريد أن نُعلم هؤلاء الدُمى.. أن تضييقهم علينا في عبادتنا لله عز وجل .. لن يُثنينا عن التمسك بها .. بل سوف يُزيدنا إصرارا ..
بل أيضا وبسبب حربهم الخسيسة تلك فإن نساءً فُضليات .. ما كُنّ يُفكرنّ في لُبس النقاب .. سيلبسنه انتصار لدين الله عز وجل .. وليقلْنّ للعلمانيين "موتوا بغيظكم" .. ونساءُ أخريات كن يعتزمن ارتداءه .. لكن حين تحين الظروف .. فيُقبلنّ على لُبسه .. وقد حانت الظروف بانطلاق شرارة هذه الحرب الخسيسة .. التي ما تبتغي إلا اغتيال مظاهر التُدين واستئصال منابع الخير .. التي بدأت تسري في المجتمع المُسلم .. سريان الدماء في العروق .. لتدب الحياة في أوصال المارد الإسلامي من جديد .. لينهض من سُباته العميق .. الذي دام قرونا طويلة .. فيكسر أصنام هذا الزمان .. ويُوطىء لشرعة الرحمن .. ويحكم الدنيا بحكم القرآن .. فيعود للمسلمين مجدهم التليد .. وتشرق شمس الحضارة عندنا من جديد .. من هذا المنطق .. أردت أن نُفكر .. بعيدا عن الجدل التأصيلي .. وبعيدا عن ضرب أقوال أهل العلم بعضها ببعض ..
-------------------------
لهذا ألفت نظر أخواتي .. إلى الآتي:
اعلمن يا أخواتي الكريمات الفُضْليات .. أن النقاب إمّا أن يكون فرض وإمّا أن يكون فضل ..
فإن كان فرضا .. فإنك لو انتقبتي .. فستكونين قد حققتي الفرض .. فنجوت من الإثم .. وأخذت ثواب الطاعة والامتثال ..
وإن كان فضلا .. فهذا سيعني أنك بانتقابك قد أطعت الله عز وجل فيما أمر وزدت عليه مزيد فضل .. وهو مواراتك لموطن جمال المرأة ومحل النظر إليها وهو الوجه .. فتكونين قد بذلت مزيد طاعة ومزيد عفة ومزيد صيانة لنفسك وللمجتمع من حولك .
وهذا الأمر يُشبه تماما من يُصلّي الفروض دون النوافل .. وآخر يُصلّى الفروض ويأتي معها بالرواتب والنوافل ، فالذي صلّى الفروض فقط .. أنجى نفسه من العقاب وأخذ ثواب إقامة الفرض .. فقط ..بينما من صلّى الفروض وأتى بالنوافل بجانب ذلك .. فإن هذا قد فعل ما فعله الأول فاستحق من الثواب ما استحقه الأول .. وزاد عليه ثواب النوافل .. فهو أعلى درجة .. لو كنتم تعلمون والله يُضاعف لمن يشاء.
فأي الفريقين أهدى سبيلا .. وأي الفريقين أعظم تقرّبا .. وأجزل ثوابا .. وأكثر صيانة لنفسه وللمجتمع ؟؟..
بعض غير المُنتقبات تظن أن النقاب سيحبسها وأنه سيُضيق عليها .. وأنها قد تجد الأذى بسببه .. لكن هذا قطعا ليس بصحيح .. فإن وعدا قطعه الله على نفسه .. بأن من حفظه يحفظه ..
وشعور المنتقبات .. شعور لذيذ .. تستلذ به كل من توارت خلف نقابها عن أعين المُتلصصين .. ولا تعرفه إلا من ذاقت طعمه .. وجربت حلاوته .. وليس الخبر كالمُعاينة فهي تشعر أنها ملكة مُتوجة .. ودُرة مكنونة .. وجوهرة مصونة ..
إنها كاللؤلؤة في صدفتها في قاع البحر .. بعيدة عن عبث العابثين .. ونظرات المُستهترين .. تجد الاحترام من الناس لنقابها .. فإذا ما ركبت مُواصلة عامة كالقطار أو المترو أو الأتوبيس .. قام لها الرجال لتجلس لئلا يحتك بها أحد .. وغير ذلك من المشاعر والمواقف .. التي قرأتها لأخوات انتقبن وحكين هذه المشاعر وحكين مواقف عزيزة مع النقاب .. لعلّي أنقلها لكن فيما بعد .. لتُحرك فيكن مشاعر الحب لهذه الشعيرة العظيمة
فيا أختي حجم الثواب الذي سيزيد في رصيد حسناتك بسبب النقاب عظيم .. أنت تحتاجين إليه .. حسنات ببلاش .. دون أن تفعلي شيء .. ودون أن تبذلي مجهود .. فقط تسيرين في الشارع - إذا خرجت من بيتك لضرورة شرعية - وأنت خلف حجابٍ ساتر سابغ .. يصونك ويصون مجتمعك ..
ومجتمعك هذا منه ابنك وزوجك وأخوك وأبوك .. فتأمنين عليهم وتأمنين على نفسك .. ويسود الطُهر في المجتمع .. وينشغل الرجال بتحصيل العلم النافع والعمل الجاد الدؤوب .. وتنشغل النساء برعاية بيوتهن وإقامتها على شرع الله
فيرتقي المجتمع ومن ثم ترتقي الأمة .. لتمسك بشعلة الحضارة من جديد .. ولتكون كلمة الله هي العُليا وكلمة الذين كفروا هي السُفلى .
فهل إذا كان النقاب فضل فوق الفرض .. فهل أنت في غنى عن هذا الفضل ؟؟..
لا والله يا أختاه .. فقد تكونين بحاجة إلى حسنة واحدة ترجح بها كفتك .. لتعتقي بها نفسك من النار .. فكيف بجبال من الحسنات بإذن الله .
والنقاب في زمن الغربة .. وفي ساعات المحن ثوابه أعظم بكثير من النقاب في أيام الرخاء والأمن .. وصبر المرأة على ما قد تُلاقيه من أذى في ذات الله .. هو من أعظم القربات التي تُقربها من الله عز وجل .. فيرضى الله عنها .. والله عز وجل لن يُعذب بإذن الله عبدا أو أمة رضي عنه ورضى عنها .
إن إيثار مرضاة الله عز وجل والتضحية بحظ النفس والثبات على المبدأ .. ولو خسر المرء في سبيل ذلك ما خسر .. لهو من أعظم القربات التي يُمكن أن يتقرب بها العبد لمولاه .. فيستجلب رضاه .. فيشعر بأمان الله له .. وبقرب الله عز وجل منه ..
فيا أمة الله المُنتقبة .. اثبتي على نقابك ولا تتزحزحي .. ولو منعوك ليس من الجامعة وفقط ومدينتها .. بل ولو منعوك من الماء والهواء .. فالعزيمة العزيمة .. والصبر الصبر .. فإن موعدكم الجنة .. وما عند الله خير وأبقى .. ما عند الله خير وأبقى .. فلا تبعنّ الجنة بهذا الثمن البخس .
ويا إماء الله من غير المنتقبات .. والله إن النقاب شرف ما بعده شرف وعزة ما بعدها عزة .. وطاعة لها لذة ما لطاعة غيرها لها ذات هذه اللذة ..
فالنقاب مزيد فضل أنت لست في غنىً عنه والنقاب رداء العز وفخر المرأة المُسلمة .. به تصون مجتمعها وتصون نفسها
وها أنتن ترين .. كيف أن أعداء الله عز وجل وأذنابهم .. قد اجتمعوا بمكرهم وكيدهم ليحاربوا هذه الشعيرة الإسلامية .. فأين غيرتكن على هذا الدين .. وأين بذلكن وتضحيتكن .. وأين نصرتكن ..
ألا تُشاركن أخواتكن المُنتقبات .. محنتهن فيزددن بانضمامكن إلى جموعهن المُباركة ثباتا بعد ثبات .. وتزداد حسرات المنافقين حسرات وحسرات .. فيرتدون خائبين مدحورين. ألا تُكثرن بانتقابكن سواد المُنتقبات .. فترتجف قلوب الكافرين وتزداد رُعبا على رعب .. وهلعا فوق هلع .
أخواتنا المسلمات من غير المُنتقبات .. النصرة النصرة .. بارك الله فيكن.
وصلّى الله وسلم على المبعوث للعالمين بشيرا ونذيرا
أخواتي المنتقبات الصبر الصبر
أخواتي الغير المنتقبات النصرة النصرة
للأخ الفاضل أبو رضوة
وبعد،
أولا .. من باب التوضيح .. بالنسبة لحكم النقاب واختلاف الفُقهاء حول وجوبه واستحبابه .. أقول وبالله التوفيق
دائما ما درجنا على أن الوجوب أعلى درجة من الاستحباب .. .. وهذه الكلمة -الاستحباب - تقع في أذهان البعض منّا هذا الموقع .. أنها أدنى من الوجوب حُكما وثوابا ... لكن هذا غير صحيح فإن الدنو يكون في الحكم لا في الثواب .
و الحقيقة أن الاستحباب هنا في أمر النقاب - لو لم يكن النقاب فرضا - .. هو الأعلى من الوجوب في حجم التقرّب من الله عز وجل وحجم الثواب الذي تحظى به المُنتقبة عن غير المُنتقبة
وللتوضيح أكثر أقول ..
اختلف العُلماء حول كون النقاب فرض أم أنه فضل؟؟؟ .. وأن الفرض هو تغطية كل ما عدا الوجه والكفين .. وأمّا تغطية الوجه والكفين أي تغطية سائر بدن المرأة فهي زيادة قربى لله عز وجل وزيادة فضل .. فتكون من انتقبت قد أدت الفرض وزادت عليه الفضل .. بأن ورات حتّى مفاتن وجهها ورحمت الرجال والشباب من إثم النظر إليها .. فزادت المجتمع عفة .. وزادت نفسها صيانة .. وزادت من الله عز وجل قربا .. فتجد أثر كل ذلك .. إيمانا يرتفع بها ويسمو بنفسها فتجد له لذة لا يُعادلها أي لذة
-------------------------
والحقيقة .. أنني لو كتبت في هذا الموضوع بتأصيل .. فسوف أنتصر للقول بوجوب النقاب وأنه لا يجوز كشف الوجه والكفين .. وذلك أن أدلة الوجوب قوية جدا .. عقلا ونقلا .. وأدلة المُجيزين لإبداء الوجه والكفين .. كُلها مواقف فردية - ما صحّ منها - استنتاجية ومردودة كلها بالقواعد الأصولية الفقهية ولا يُمكن أن تُعارض بحال الأدلة الواضحة عقلا ونقلا والتي تُثبت وجوب تغطية سائر جسد المرأة ..
ولكنني لن أشغلكم بقراءة تأصيلات وردود علمية .. فنحن الآن لسنا بصدد الانتصار لشريعة النقاب .. من جهة إثبات حكمها الذي ندين الله عز وجل به من كونها واجبة وليست مُستحبة مُستحبة ..
لا لن نستنزف أوقاتنا وجهودنا في معركة قديمة حديثة لا طائل من ورائها .. ولن يحسم هذا الموضوع أو غيره الاختلاف القائم حولها . لكن دعوتي هنا في هذا الموضوع للنقاب تأتي في إطار الحرب التي يخوض غمارها الآن كُفّار الخارج والداخل ومنافقو الداخل والعلمانيين وعلماء السوء .. على هذه الشعيرة .. بما تستدعي فينا الحمية الإسلامية .. والغيرة على شرع الله عز وجل .. بأن نقف لهم موقف الشموخ والعزة .. وأن نقول لهم أخسئوا يا أعداء الله عز وجل أنتم وأذنابكم .. واعلموا أن أموالكم التي تنفقونها لتصدوا عن سبيل الله .. ستكون عليكم حسرة وستُغلبون ثم إلى جهنم تُحشرون .. والله مُتم نوره ولو كره الكافرون .. ولو كره العلمانيون ..
نريد أن نُريهم ..أن حربهم الخسيسة على شريعة النقاب .. وعلى تاج الحياء .. لن ينالوا منها مُرادهم .. بل بالعكس .. ستزداد المُنتقبات إصرارا وتمسكا برداء عزتها وشرفها وعنوان طهارتها وعفتها وحبها لله عز وجل وحبها لأمهات المؤمنين .. وبنات الرسول الكريم صلّى الله - عز وجل - عليه وسلم ..
بل وتزيد الصفعة على وجوه هؤلاء الأنذال إذا ما أقبلت أخواتنا الغيورات على دينهن من غير المُنتقبات على النقاب .. نصرة لدين الله عز وجل .. وتخذيلا للمنافقين .. ليرتدوا على أعقابهم خاسرين مدحورين ..
نُريد أن نُعلم هؤلاء الدُمى.. أن تضييقهم علينا في عبادتنا لله عز وجل .. لن يُثنينا عن التمسك بها .. بل سوف يُزيدنا إصرارا ..
بل أيضا وبسبب حربهم الخسيسة تلك فإن نساءً فُضليات .. ما كُنّ يُفكرنّ في لُبس النقاب .. سيلبسنه انتصار لدين الله عز وجل .. وليقلْنّ للعلمانيين "موتوا بغيظكم" .. ونساءُ أخريات كن يعتزمن ارتداءه .. لكن حين تحين الظروف .. فيُقبلنّ على لُبسه .. وقد حانت الظروف بانطلاق شرارة هذه الحرب الخسيسة .. التي ما تبتغي إلا اغتيال مظاهر التُدين واستئصال منابع الخير .. التي بدأت تسري في المجتمع المُسلم .. سريان الدماء في العروق .. لتدب الحياة في أوصال المارد الإسلامي من جديد .. لينهض من سُباته العميق .. الذي دام قرونا طويلة .. فيكسر أصنام هذا الزمان .. ويُوطىء لشرعة الرحمن .. ويحكم الدنيا بحكم القرآن .. فيعود للمسلمين مجدهم التليد .. وتشرق شمس الحضارة عندنا من جديد .. من هذا المنطق .. أردت أن نُفكر .. بعيدا عن الجدل التأصيلي .. وبعيدا عن ضرب أقوال أهل العلم بعضها ببعض ..
-------------------------
لهذا ألفت نظر أخواتي .. إلى الآتي:
اعلمن يا أخواتي الكريمات الفُضْليات .. أن النقاب إمّا أن يكون فرض وإمّا أن يكون فضل ..
فإن كان فرضا .. فإنك لو انتقبتي .. فستكونين قد حققتي الفرض .. فنجوت من الإثم .. وأخذت ثواب الطاعة والامتثال ..
وإن كان فضلا .. فهذا سيعني أنك بانتقابك قد أطعت الله عز وجل فيما أمر وزدت عليه مزيد فضل .. وهو مواراتك لموطن جمال المرأة ومحل النظر إليها وهو الوجه .. فتكونين قد بذلت مزيد طاعة ومزيد عفة ومزيد صيانة لنفسك وللمجتمع من حولك .
وهذا الأمر يُشبه تماما من يُصلّي الفروض دون النوافل .. وآخر يُصلّى الفروض ويأتي معها بالرواتب والنوافل ، فالذي صلّى الفروض فقط .. أنجى نفسه من العقاب وأخذ ثواب إقامة الفرض .. فقط ..بينما من صلّى الفروض وأتى بالنوافل بجانب ذلك .. فإن هذا قد فعل ما فعله الأول فاستحق من الثواب ما استحقه الأول .. وزاد عليه ثواب النوافل .. فهو أعلى درجة .. لو كنتم تعلمون والله يُضاعف لمن يشاء.
فأي الفريقين أهدى سبيلا .. وأي الفريقين أعظم تقرّبا .. وأجزل ثوابا .. وأكثر صيانة لنفسه وللمجتمع ؟؟..
بعض غير المُنتقبات تظن أن النقاب سيحبسها وأنه سيُضيق عليها .. وأنها قد تجد الأذى بسببه .. لكن هذا قطعا ليس بصحيح .. فإن وعدا قطعه الله على نفسه .. بأن من حفظه يحفظه ..
وشعور المنتقبات .. شعور لذيذ .. تستلذ به كل من توارت خلف نقابها عن أعين المُتلصصين .. ولا تعرفه إلا من ذاقت طعمه .. وجربت حلاوته .. وليس الخبر كالمُعاينة فهي تشعر أنها ملكة مُتوجة .. ودُرة مكنونة .. وجوهرة مصونة ..
إنها كاللؤلؤة في صدفتها في قاع البحر .. بعيدة عن عبث العابثين .. ونظرات المُستهترين .. تجد الاحترام من الناس لنقابها .. فإذا ما ركبت مُواصلة عامة كالقطار أو المترو أو الأتوبيس .. قام لها الرجال لتجلس لئلا يحتك بها أحد .. وغير ذلك من المشاعر والمواقف .. التي قرأتها لأخوات انتقبن وحكين هذه المشاعر وحكين مواقف عزيزة مع النقاب .. لعلّي أنقلها لكن فيما بعد .. لتُحرك فيكن مشاعر الحب لهذه الشعيرة العظيمة
فيا أختي حجم الثواب الذي سيزيد في رصيد حسناتك بسبب النقاب عظيم .. أنت تحتاجين إليه .. حسنات ببلاش .. دون أن تفعلي شيء .. ودون أن تبذلي مجهود .. فقط تسيرين في الشارع - إذا خرجت من بيتك لضرورة شرعية - وأنت خلف حجابٍ ساتر سابغ .. يصونك ويصون مجتمعك ..
ومجتمعك هذا منه ابنك وزوجك وأخوك وأبوك .. فتأمنين عليهم وتأمنين على نفسك .. ويسود الطُهر في المجتمع .. وينشغل الرجال بتحصيل العلم النافع والعمل الجاد الدؤوب .. وتنشغل النساء برعاية بيوتهن وإقامتها على شرع الله
فيرتقي المجتمع ومن ثم ترتقي الأمة .. لتمسك بشعلة الحضارة من جديد .. ولتكون كلمة الله هي العُليا وكلمة الذين كفروا هي السُفلى .
فهل إذا كان النقاب فضل فوق الفرض .. فهل أنت في غنى عن هذا الفضل ؟؟..
لا والله يا أختاه .. فقد تكونين بحاجة إلى حسنة واحدة ترجح بها كفتك .. لتعتقي بها نفسك من النار .. فكيف بجبال من الحسنات بإذن الله .
والنقاب في زمن الغربة .. وفي ساعات المحن ثوابه أعظم بكثير من النقاب في أيام الرخاء والأمن .. وصبر المرأة على ما قد تُلاقيه من أذى في ذات الله .. هو من أعظم القربات التي تُقربها من الله عز وجل .. فيرضى الله عنها .. والله عز وجل لن يُعذب بإذن الله عبدا أو أمة رضي عنه ورضى عنها .
إن إيثار مرضاة الله عز وجل والتضحية بحظ النفس والثبات على المبدأ .. ولو خسر المرء في سبيل ذلك ما خسر .. لهو من أعظم القربات التي يُمكن أن يتقرب بها العبد لمولاه .. فيستجلب رضاه .. فيشعر بأمان الله له .. وبقرب الله عز وجل منه ..
فيا أمة الله المُنتقبة .. اثبتي على نقابك ولا تتزحزحي .. ولو منعوك ليس من الجامعة وفقط ومدينتها .. بل ولو منعوك من الماء والهواء .. فالعزيمة العزيمة .. والصبر الصبر .. فإن موعدكم الجنة .. وما عند الله خير وأبقى .. ما عند الله خير وأبقى .. فلا تبعنّ الجنة بهذا الثمن البخس .
ويا إماء الله من غير المنتقبات .. والله إن النقاب شرف ما بعده شرف وعزة ما بعدها عزة .. وطاعة لها لذة ما لطاعة غيرها لها ذات هذه اللذة ..
فالنقاب مزيد فضل أنت لست في غنىً عنه والنقاب رداء العز وفخر المرأة المُسلمة .. به تصون مجتمعها وتصون نفسها
وها أنتن ترين .. كيف أن أعداء الله عز وجل وأذنابهم .. قد اجتمعوا بمكرهم وكيدهم ليحاربوا هذه الشعيرة الإسلامية .. فأين غيرتكن على هذا الدين .. وأين بذلكن وتضحيتكن .. وأين نصرتكن ..
ألا تُشاركن أخواتكن المُنتقبات .. محنتهن فيزددن بانضمامكن إلى جموعهن المُباركة ثباتا بعد ثبات .. وتزداد حسرات المنافقين حسرات وحسرات .. فيرتدون خائبين مدحورين. ألا تُكثرن بانتقابكن سواد المُنتقبات .. فترتجف قلوب الكافرين وتزداد رُعبا على رعب .. وهلعا فوق هلع .
أخواتنا المسلمات من غير المُنتقبات .. النصرة النصرة .. بارك الله فيكن.