" تَــرْنــِيْـمَـةُ الْأَسـَــىْ "
جلسَ الفؤادُ ينوحُ نـوحَ غريـبِ بينَ الضلوعِ يُزيد مـن تعذيبـي |
ويؤجِّجُ الآهاتِ في غرفِ الهـوى , نبضاته تهـذي بغيـرِ مُجيـبِ |
همساتـه جمـرٌ يهيّـجُ حرقتـي يجتاحـهُ شـوقٌ لقلـبِ حبيـبِ |
فجلسـتُ أبصـرُ دمعـه وأنينـه وأجولُ فِـكْراً في مُتونِ الشِـيبِ |
يا قلبُ ماذا يعتريكَ ؟ .. أمنْ جنو نٍ تشتكـي أم تقتـدي بكئيـبِ ؟ |
مـاذا دهـاكَ لتستحـلَّ توجُّعـي وتكسَّرَ الأضـلاعَ دونَ ذنـوبِ ؟ |
ما بينَ أنهـارِ الدمـوعِ وحزنـهِ نهضَ الفؤادُ يجيبُ سـؤلَ قريـبِ |
يا أنتَ يا جسدي المغطّى بالأسى اسمعْ جوابـي , لاتـزد تأنيبـي |
أنا من خلقتُ من الترابِ لأحتسي كأسَ العـذابِ وانتشـي بنحيبـي |
أنا من غرقتُ بحبّها مـن نظـرةٍ فاسأل عيونكَ .. هل لها تكذيبي ! |
واسأل رحيقَ الوردِ في كلماتهـا روحُ الحياةِ تعيدُها بـ" حبيبـي " |
أم قدّها الميـاسُ حيـنَ تنزّلـتْ كغزالـةٍ غنَّـتْ بلحـنِ طـروبِ |
سلْ قاربَ الشعراءِ في بحرِ الهوى ليجيبَ صمتُ الشعرِ دونَ هبـوبِ |
هي راحةُ الأحلامِ أهدتنـي الدنـا فغرقتُ عشقاً في رحى المحبـوبِ |
في لحظةٍ أبصرتُ سهـمَ خيانـةٍ ضاعَ الحبيبُ وضعتُ بين دروبي |
لعبتْ بنبضي واستباحت حرقتـي ورمـتْ بحبّـي فابتـدا تعذيبـي |
فجلستُ في كهفِ الكآبـةِ ناعيـاً حبـي وآلامـي بغيـر طبـيـبِ |
أعلمتَ أسبابَ الدمـوعِ ولوعتـي وعلمتَ أنَّ الحزنَ بعض نصيبـي |
لا الدمعُ يكفي كي يبـدّدَ وحدتـي , سأظلُّ مذبوحـاً ببحـرِ قلـوبِ |
فانسابِ دمعي حين أكملَ حرفـه وجلستُ أبكي مثل أيّ غريـبِ ! |
بقلمي