لعل كل متتبع لمباريات البطولة الوطنية لكرة القدم بجميع أقسامها سيلاحظ من دون شك الفوضى والتسيب اللذان أصبحت تعيشهما الملاعب الوطنية بل أصبحت الكثيرمن الشعارات بعبارات ساقطة مخلة بالحياء تداع على الهواء مباشرة على مسامع جميع المشاهدين من أطفال و نساء, كبارا و صغارا عبر القنوات الناقلة للمباريات في كل أنحاء العالم . فكيف إذن تحس عندما تكون مجتمعا رفقة العائلة و أنت تتابع مباراة فريقك المفضل و تسمع أغاني بكلمات قبيحة هي ألحان جميلة موسيقيا لكن بمضمون لا يناسب تقاليدنا و أعرافنا و إدا ما عدنا لتحليل هدا نجد أنفسنا طرفا مباشرا أحيانا في ما يقع عندما نتواجد بالملعب فنجد أنفسنا نردد رفقة الجمهور شعارات مخلة بالحياء في مضمونها .حيث أنه مباشرة بعد أن يصفر الحكم معلنا عن خطأ ما و لو كان على صواب تنطلق احتجاجات جميع مكونات الفريق المعلن ضده الخطأ. بداية من لاعبين و مسيرين تم إلى الجمهور في المدرجات الذي بنهال على الجميع بوابل من السب و الشتم بعبارات نابية يندى الجبين لسماعها فما بالك بذكرها . وسأعطي مثالا هنا بمباراة الرجاء الرياضي البيضاوي و الكوكب المراكشي برسم الدورة الواحدة والعشرين و التي انتهت لصالح الأخير ,حين أعلن الحكم عن ضربة جزاء واضحة لصالح الفريق المراكشي و الإعادة الثلفزية أثبتت صحة قرار الحكم في نظر الجميع أن الأمور ستسير بخير لكن المؤسف أن نرى لاعب كبير من قيمة النجاري يدفع الحكم أمام عدسات الكاميرات و هنا يجب مؤاخذة الحكم و تهنئته في ذات الآن . التهنئة على قراره الشجاع بالإعلان عن ضربة جزاء ضد أصحاب الأرض و الجمهور في وقت جد حساس رغم انه حديث العهد في التحكيم بمباريات النخبة لكن في اللقطة التي ذكرنا و تكلمنا عنها سلفا كان من الواجب و الضروري إخراج البطاقة الحمراء في وجه اللاعب النجاري عمر الذي تصرف بطريقة غابوية حيال الحكم الذي لم يخرج ولو بطاقة صفراء و نتمنى فى نفس الوقت أن لا تحدو لجنة التحكيم المغربية حد لجنة التحكيم بالإتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي أوقف الحكم كوفي كودجا قائد مباراة الجزائر و مصر في بانغيلا بالطوغو في إطار كأس الأمم الإفريقية 2010 و دالك على خافية عدم طرده للحرس الجزائري فوزي شاوشي الذي نطح الحكم مطالبا بإعادة نفيد ضربة الجزاء لصالح الفراعنة. ذكرنا حالة مباراة الرجاء و الكوكب و كدا حالة اللاعب عمر النجاري أما عن شغب الجمهور فهو في جميع الملاعب دون استثناء و هنا سأعطي حالة مقابلة الدفاع الحسني الجديدي و النادي القنيطري التي آلت لصالح الأخير بهدف يتيم حمل توقيع اللاعب بلال بيات .ألغى الحكم هدفا مشروعا للدفاع الجديدي و وجه بطاقة صفراء ضلما للاعب الجديدي الشيخ عمر دابو إثر اصطدام مع الحارس زهير العروبي الذي كان يستحق البطاقة الصفراء لم يحتج أي لاعب و إمتتل الجميع لقرارات الحكم بمن فيهم اللاعب الشيخ عمر دابو الذي تلقى بطاقة صفراء ظالمة لكن المثير في القصة أنه مباشرة بعد نهاية المقابلة بهزيمة الدفاع الأولى داخل الميدان هدا الموسم إنطلقت أعمال الشغب بجميع الأحياء المحيطة بالملعب كحي سيدي موسى و برارك حسن الذي يجاور ملعب العبدي مند سنوات بل إمتدت أعمال التخريب والنهب والسرقة حتى أحياء بعيدة كل البعد عن الملعب كحي كدية بن دريس و حي السعادة بل و حتى مقر عمالة الجديدة و المركب التجاري القريب منها لم ينجوا من عبت الجماهير الغاضبة . و شمل التخريب ممتلكات عامة و خاصة كالسيارات و الحافلات مما أثار الهلع في صفوف المواطنين.أصابع الاتهام هنا قد تشير إلى الأمن الإقليمي بالجديدة لتقصيره في أداء مهامه كما ينبغي, لكن لا يجب الاعتماد على المقاربة الأمنية كخيار لحل هده المعضلة لأنه لكان كذلك لاحتاجت وزارة الداخلية لشرطيين لكل مواطن وهدا شيء مستحيل بطبيعة الحال . و عليه و جب علينا مراجعة دواتنا و التحلي بالروح الرياضية كتصرف و كأفعال لا كشعارات و لافتات معلقة على جنا بات الملاعب والتركيز في المنظومة التربوية على بعض القيم كثقافة احترام الخصوم و تقبل الهزيمة والتعادل كالفوز تماما لأن الفوز الحقيقي للجمهور هو المتعة الكروية