عالم الحيوان الثدييات
الثدييات
الثدييات ( اللبونات ) حيوانات ذات دم حار وعظام فقرية يتغذى صغارها من
حليب أمها ، وينبت لها شعر أو فرو ويولد الصغار عادة أحياء. والبلاتينوس أو
منقار البط والنضناض أو قنفذ النمل هما الثدييان الوحيدان اللذان يضعان
بيوضا وكلاهما يعيش في أوستراليا وهي موطن معظم الثدييات الجرابية مع أنه
توجد بعض الجرابيات المنتشرة في أميركا الجنوبية. هاتان المجموعتان الأكثر
بدائية بين الثدييات حل محلهما الثدييات المشيمية المنتشرة في كل بقاع
العالم . فالجنين يتغذى وهو داخل جسم أمه بواسطة الدم الذي يمر عبر مصفاة
هي المشيمة لذلك تولد الصغار في عمر أكثر تطورا مما هو في الأنواع الأخرى
من الثدييات. والثدييات تتراوح في الحجم بين (الزبابه) وهو نوع يشبه الفأر
الصغير إلى الحوت الأزرق الضخم وتختلف الطرق المعيشية للأجناس بإختلاف
أنواعها فهي تعيش فوق الأرض وتحت الأرض في الشجر وفي الماء وفي الهواء .
وعندما يتعلق الموضوع بالبحث عن الطعام يصبح من المهم جدا أن يكون الحيوان
مكيفا على طريقة معيشية خاصة والفروق الأساسية تظهر عادة في الأطراف وفي
الأسنان وفي بعض الثدييات تكون السيقان مناسبة أكثر ما يمكن للركض وفي
البعض الآخر للقفز وفي سواها للحفر او التسلق او السباحة أو الطيران.
وتستعمل الأسنان للقضم أو للمضغ أو لتمزيق اللحم ويظهر من نوع أسنان
الثدييات ما إذا كانت آكلة لحوم أو نباتات على العموم ولأن الثدييات ذات دم
حار ومكسوة بالشعر أو الفراء فبإستطاعتها أن تعيش في البلدان الباردة كما
تعيش في البلدان الحارة ولكي تتفادى التجمد أو الحرارة الزائدة فإن تصرفها
مختلف . فهي كثيرة النشاط والحركة في الأصقاع القطبية لأن الحركة تزيد في
حرارة الجسم كما أن للحيوانات القطبية فراء أكسف أما من ناحية أخرى في
المناطق الإستوائية مثلا فالثدييات الضخمة أمثال الفيل وفرس النهر فلها
أجسام عارية من الشعر لكي تفقد الحرارة أسرع وبعض الثدييات تخفف من حرارة
جسمها بإفراز العرق كما يفعل البشر والكلاب تمد لسانها وتلهث.
إختيار الطعام :
الثدييات قد تكون آكلة لحوم وآكلة أعشاب أو الإثنين معا . وهناك أنواع ((
كناسة )) أي تقتات بالجيف والحيوانات الميتة إلا أنه بإستثناء بعض الأنواع
التي تأكل طعاما خاصا مثل دب كوالا الإسترالي والدب الكسلان اللذان يأكلان
نوعا معينا من أوراق الشجر فقط فإن معظم الثدييات تقتات بما تستطيع العثور
عليه إذا إحتاجت إلى ذلك . والقنال الهضمي في العواشب يكون عادة أطول بكثير
مما هو في اللواحم بما أن الطعام النباتي أعسر على الهضم ولبعض الثدييات
معدة ذات أقسام متعددة تحلل الغذاء بسهولة أكبر .
أنواع الثدييات :
أكثر أنواع الثدييات عددا هي القواضم ذوات الأسنان القواطع المعقوفة أو
الأزميلية الشكل وهي لا أنياب لها فالسنجاب والجرذ والفار والقنفذ جميعها
من القواضم. والأرانب رغم انها تقضم طعامها أيضا إلا أنها تنتسب إلى مجموعة
أخرى من الثدييات ولها زوج إضافي من القواضم في الفك الأعلى وأذنان
طويلتان ورجلان خلفيتان طويلتان. وآكلات اللحوم تشمل الكلب والقط وأبن عرس
والضبع والنمس والدب والراكون والباندا ومعظمها لا تأكل إلا اللحم ولكن
بعضها مثل الدب والغرير تأكل كل ما تجده والباندا لا يأكل إلا النباتات
خصوصا أغصان البامبو. وبعض الثدييات مثل الفقمة والفظ وخروف البحر ذات جسم
مختص للسباحة وكذلك الحوت وعائلته وقريبه الصغير الدلفين فهي كذلك أكثر
مهارة في السباحة وليس بإستطاعة الحيتان العيش خارج الماء . والثدييات بلا
أسنان مثل آكل النمل والدب الكسلان والمدرع فلا توجد إلا في أميركا
الجنوبية وتقتات على الحشرات والديدان . ويوجد نوعان من ذوات الأظلاف نوع
ذو عدد مفرد من أصابع القدم مثل الحصان وحمار الزرد ووحيد القرن والنوع
الثاني ذو أصابع قدم مزدوجة ويشمل أنواع الغزال والخنزير وفرس الماء
والمواشي المختلفة من بقر وخراف وماعز كذلك الجمل والزرافة وبعض ذوات
الأظلاف حيوانات مجترة. وتعيش ذوات الأظلاف بقطعان كبيرة وهي تأكل العشب
ولها أضراس متينة للمضغ وأنيابها صغيرة أو غير موجودة. والخفاش من الثدييات
ويبز الطيور في مقدرته على الطيران واطرافه الأمامية لها أصابع طويلة تشكل
هيكلا للجناحين وتطير الخفافيش في الليل وتصطاد الحشرات.
الرئيسيات :
والمجموعة الأخيرة من الثدييات هي الرئيسيات وتتألف من الليمور أو الهبار
وطفل الغابة والقرد والسعدان والإنسان وجميع هذه لها أيدي تمسك وتقبض لكي
تتسلق ومع أن بعضها لا يقتات إلا بالعشب والنبات فغيرها يأكل طعاما منوعا
وأسنان الرئيسيات أقل إختصاصا من أسنان سائر الثدييات.
أحاديات المسلك
أربعة أمور تجمع بين كل الثدييات : الدم الحار ، الشعر (أو الصوف أو الفرو)
على جسمها ، وصغارها تولد حية ، ورابعا وأخيرا جميعها تتغذى بحليب الأم .
لذلك كان إكتشاف حيوان ينبت له شعر لكنه يبيض مثل الطير مفاجأة مدهشة ووجد
هذا الحيوان في أستراليا .
البلاتيبوس أو منقار البط :
أول نموذج منها أرسل إلى انكلترا سنة 1798بعد أن أمسكوا به قرب أحد الأنهار
في أستراليا الشرقية ولما فحصه العلماء لاحظوا وجود فرو على جسمه مثل ثعلب
الماء ومنقار مثل البط وذنب مثل القندس وكان منظره من الغرابة بحيث ظن
الكثيرون أن في الأمر حيلة، أو مزاحا. فقد ظهر المنقار كأن أحدا خاط منقار
بطة ضخمة على حسم لبونة. وتبين من الفحص الدقيق لجسم الحيوان أن له مخرجا
خلفيا واحدا مثلما هو الحال لدى الطيور والزحافات بعد أن أمسكوا ببعض
الحيوانات الإضافية من هذا النوع وجدوا أن حرارة جسمها حوالي 25 درجة مئوية
أي أدنى بكثير من الثدييات الأخرى ووجدت بيضة طرية القشرة في أحد هذه
الحيوانات . هذا الخليط العجيب بين المواصفات الثدية والزحافية تأكد تماما
عندما وجدت أنثى من الحيوان مختبئة في جحرها ترضع صغيرها من حليبها فأطلق
عليها اسم بلاتيبوس أو منقار البط ويعتقد العديد من العلماء أن هذا الحيوان
هو الحلقة في سلسلة التطور بين الزحافات الأولى والثدييات المعاصرة.
كيف يعيش منقار البط :
يعيش البلاتيبوس على شواطيء البحيرات والأنهار في المناطق الشرقية من
أستراليا وفي جزيرة تسمانيا ولهذا الحيوان طرق معيشية فريدة ففي الضحى وعند
الغسق وفي الأيام الغائمة ينزل في الماء باحثا عن غذائه مثل القريدس أو
ديدان الماء وتحت الماء تغطي عينيه وأذنيه طيات من الجلد ويدفع نفسه في
الماء بيديه الأماميتين بينما رجلاه وذنبه تعمل بمثابة دفة والرجلان
عريضتان مفلطحتان لها غطاء جلدي تساعده كثيرا في السباحة ويمكن هذا الغطاء
أن ينحسر لتظهر البراثن فيستعملها للحفر. والمنقار العريض لحمي شديد
الحساسية يستطيع أن يستشعر وجود حيوانات مائية صغيرة كالبزاق والقشريات
والسمك الصغير والضفادع كذلك الديدان.
تربية الصغار :
يحفر منقار البط جحره في ضفة نهر وقد يبلغ طول النفق عشرة أمتار ويعيش
الزوجان معا بعد التزاوج في فصل الخريف تترك الأم الجحر وتحفر لنفسها نفقا
خاصا في آخره غرفة بيضاوية الشكل تضع فيها بيضتين أو ثلاث وتفقس البيوض بعد
عشرة أيام . وتلحس الصغار نفط الحليب التي تنز من غدد الحليب على بطن الأم
لأن لا حلمات لها وفي كل مرة تخرج الأم للبحث عن طعام تسد مدخل النفق
بالتراب كي لا يصل الأعداء على صغارها وليظل دافئا ويغادر الصغار (( العش))
بعد حوالي أربعة أشهر. وتتزاوج الأنثى وتخصب مرة أخرى بعد ولادة صغارها
إلا أن البيوض لا تبدأ بالنمو إلا بعد أن ينتهي موسم إرضاع صغارها. وبسبب
الفتحة الوحيدة في مؤخرة منقار البط تدعى هذه الحيوانات (( أحادية المسلك))
وهي أكثر الثدييات بداءة ومنقار البط هو الحيوان اللبون الوحيد ذو السلاح
السام . فللذكر برثن حاد على طرف كل من رجليه الخلفيتين قد يسبب جرحا أليما
جدا. ومنقار البط نادر الوجود وهو من الحيوانات المحمية التي يمنع
اصطيادها منعا باتا وأحد الأخطار التي قد تتعرض لها هذه الحيوانات هو أن
تقع خطأ في شباك الصيادين فتموت غرقا.
آكل النمل الشائك :
والنوع الآخر الوحيد من (( أحادية المسلك)) الذي مازال موجودا في هذه
الأيام هو آكل النمل الشائك ويوجد منه خمسة أنواع موزعة بين أستراليا
وغينيا الجديدة والأنواع الخمسة متشابهة مثل القنفذ تقريبا وأجزاء جسمها
العالية مكسوة بأشواك طويلة حادة. وتفضل هذه الحيوانات الأماكن الحرجية حيث
تكثر النباتات الأرضية وهي مثل القنافذ تتجول في الليل بحثا عن حشرات أو
مخلوقات صغيرة معتمدة على حاسة الشم لأن نظرها ليس قويا وهي تستخدم أطرافها
الأمامية ومخالبها لتحفر التراب ثم تقبض على فريستها بلسانها الطويل اللزج
الموجود في طرف خطمها وطعامها مؤلف من النمل والنمل الأبيض وهي قوية إلى
درجة تمكنها من حفر تلال النمل والوصول إلى العمق بسرعة كبيرة وعندما تخاف
من خطر ما تتجمع بشكل كرة وتتولى الأشواك إبعاد أي عدو قد يقترب منها.
التوالد :
يضع آكل النمل الشائك بيضة واحدة في أواخر الصيف ولكنه لا يبني عشا فالبضة
تنتقل إلى ((جيب)) أوجراب مؤقت مكون من طية جلدية على بطن الأم بخطمها أو
بيدها وتفقس البيضة بعد عشرة أيام. ويلحس الصغير حليب أمه ويظل ضمن الجراب
لمدة حوالي عشرة أسابيع وعند ذاك تكون الأشواك على جسمه قد بدأت تقسو
فتتركه الأم في مكان أمين تزوره بإنتظام وتغذيه وبعدحوالي سنة يكون الصغير
قد أكمل نموه وأصبح قادرا على العناية بنفسه.
العيش في الأسر :
آكل النمل الشائك يعمر طويلا حوالي 50 سنة تقريبا وهو من الحيوانات التي
يسهل وضعها في حدائق الحيوان فتعيش سعيدة وبالمقابل فإن منقار البط لا يحب
الأسر ويموت عادة غير أن أحد علماء الطبية الأستراليين نجح في توليده فقد
بنى نفقا طويلا وعشا متصلا بحوض للسباحة وتزاوج إثنان من منقار البط ووضعت
الأنثى صغيرين مات أحدهما أما الآخر فقد عاش وكبر وأكمل نموه.
الكنغر والولب (الكنغر الصغير)
الحيوانات الجرابية لها كيس أو (جراب) تحمل فيه صغرها وموطن الجرابيات
الرئيسي هو أستراليا والنوع الأكثر شيوعا من هذه الحيوانات هو الكنغرو وقد
ظل سكان أستراليا الأصليون يعيشون على صيد الكنغرو على مدى مئات السنين
وذكره مخلد في رقصاتهم التقليدية وفنهم التصويري واليوم فإن الكنغرو رمز
أستراليا الوطني. هناك حوالي 90 نوعا من الكنغرو ، النوع الكبير منها يسمى
الكنغرو والأصغر الولب أو الكنغرو الصغير وهناك نوع صغير جدا يدعى الجرذ
الكنغرو. وأحد اكبر الأنواع وأطولها الكنغرو الأحمر ويبلغ علوه المترين
ويعيش في المناطق العشبية المكشوفة في داخل البلاد جماعات أو أسربا وترعى
هذه الأسراب أثناء الليل وتستريح في الظل في النهار. وعندما يرعى الكنغرو
الأحمر يدب على أربع واضعا ذنبه على الأرض ومادا رجليه إلى الأمام والذنب
مهم جدا لحفظ التوازن عندما يقفز الكنغرو والقفز هو الطريقة التي يتنقل بها
بسرعة وبإستطاعة الكنغرو البالغ أن يقفز مسافة عشرة أمتار ويجتاز حاجزا
علوه مترين ونصف والرجلان الخلفيتان والبراثن تستعمل للدفاع مثلا عندما
يتنافس ذكران أو ان تهاجمها كلاب المزارع وعندها يمكن ان يلحق الكنغرو أذى
بالغا بالكلاب والكنغرو سباح ماهر وحفار سريع وكثيرا ما يحفر في الأرض بحثا
عن ماء الشرب. وبين الولب الأصغر حجما توجد أنواع كثيفة الذنب تحب المناطق
الغضة النبات والولب الصخري يفضل المناطق الصخرية أما النوع الذي يعيش في
حدائق الحيوان فيتواجد عادة في البراري المعشبة . ومن أنواع جرذ الكنغرو
توجد ثمانية أنواع. الصغير منها قد لا يتعدى طوله 30سم من رأس أنفه على آخر
ذنبه وجرذ الكنغرو يختلف عن الجرذان المشابهة بالكنغرو التي تنتسب إلى
عائلة القواضم. وقد يبدو من المستغرب ان نرى الكنغرو على شجرة إلا أن هذا
النوع موجود فعلا مع أنه يبدو مرتبكا في تسلقه معتمدا على مخالبه الطويلة .
الولادة :
بعد التزاوج يتطور الصغير داخل جسم الأم لمدة 30 أو 40 يوما والسبب هو أن
البويضة المخصبة تظل نائمة لبعض الوقت في رحم الأنثى قبل ان تبدأ بالنمو
ويسمى هذا (( الإنغراس المتأخر)) وهو يحدث في بعض أنواع الغزلان أو
القنافذ. وقبل الولادة بيوم أو يومين تستلقي الأم على ظهرها وتلحس بطنها
وتنظف الجراب وصغير الكنغرو صغير جدا فطوله لا يتجاوز النصف سنتيمتر ولا
يزن أكثر من غرام واحد ورجلاه مجعدتان قصيرة ويتمسك بفرو الأم وضمن ثلاث
دقائق يزحف من نفق الولادة على بطنها ثم يدخل الجراب بدون أية مساعدة
وعندما يصبح في الداخل يصل إلى حلمة الحليب الموجودة هناك ويتمسك بها بقوة
عظيمة حتى يصبح من العسير جدا إبعاده عنها ويظل داخل الجراب يأكل وينام
لمدة 190 يوما قبل أن يخرج لأول مرة بعد أن يكون قد نبتت له فروة. وبعد أن
يكبر يبدأ بمغادرة الجراب لمرات أطول لكنه يعود بسرعة إذا أخافه شيء فيقفز
إلى داخل الجراب ورأسه أولا ثم ينقلب رأسا على عقب وينتهي مادا رأسه ويديه
الأماميتين من الجراب وبمرور سبعة أشهر يكون بإستطاعته التجول والتغذي
بمفرده.
الصيادون :
إذا حوصرت الأم فإنها قد تدفع بصغيرها خارج الجراب لكي تصبح اخف وزنا وأسرع
حركة رغم ان ذلك يعرض الصغير لموت محقق ، وقبل وصول الرجل الأبيض على
استراليا لم يكن للكنغرو من عدو إلا الكلاب البرية ( الدينغو) والنسور التي
كانت تسطو على الصغار ولكن عندما انتشرت الزراعة وتوسعت زادت الحاجة إلى
مراع عشبية للغنم والمواشي ووضعت السياجات لكي يمنع الكنغرو من رعي العشب
ثم أدخلت الأرانب إلى استراليا وتكاثرت وهي تأكل الأعشاب ايضا فكانت
النتيجة ان أخذ الإنسان يحارب الكنغرو والأرانب.
الجرابيات
مواطن الجرابيات :
بإستثناء بعض أنواع (( الاوبوسوم)) التي تعيش في أميركا الجنوبية والشمالية
جميع الجرابيا تقريبا تعيش في أستراليا والأستراليون يسمونها ((بوسوم))
لأنها تختلف عن (( الأوبوسوم)) الأميركي. يظهر من المتحجرات أن الجرابيات
كانت منتشرة في جميع نواحي العالم منذ سبعين مليون سنة ومنذ ذلك الوقت ظهرت
ثدييات جديدة كانت مثل معظم الثدييات المعروفة اليوم وهي ذات مشيمة أو
مصفاة في جسمها توصل بين الجنين وبين الرحم لكي تستطيع تغذية الجنين وتسمى
الثدييات المشيمية . وكثير من الثدييات المشيمية تخبيء صغارها في عش أ/ا
صغير الجرابيات فيولد قبل ان يبلغ هذا الطور ولذلك يجب أن تحمله أمه في
جرابها وأن تغذيه ومن الممكن ان المشيمية كانت مميزة على الجرابية ومع
الوقت أزاحت الجرابيات من سائر أنحاء العالم ولم يبق منها إلا ما ظل في
أستراليا فأستراليا كانت قطعة من آسيا إلى أن طغى البحر على ذلك الجزء
وفصلها عن آسيا فظلت الجرابيات وحدها هناك لتتطور بطريقتها الخاصة.
((البوسوم)). هذه العائلة تشبه السنجاب وتتغذى بالثمار وأوراق الشجر
ويستطيع البعض التأرجح على الشجر بالتعلق بأذنابها واكثرها ليلة وأصغر نوع
هو العسلي وله لسان طويل يقتات به من رحيق الأزهار وأكبر الأنوع هو الكسكس
البطيء الحركة. أما الأوبوسوم الأمريكي فيختلف عنها ويقتات بالحيوانات
الصغيرة والحشرات وأوبوسوم فيرجينيا الموجود بكثرة في الولايات المتحدة
فيلد عائلة كبيرة ويحملها على ظهره بعد ان تترك الجراب وعندما يشعر بالخطر
يستلقي متماوتا ويسمى هذا الأسلوب محاكاة الأوبوسوم.
الجرابيات المنقبة :
الومبات حيوان جرابي يشبه القنفذ بأنه ينام تحت الأرض طيلة النهار ويخرج في
الليل متثاقلا مثل دب صغير وجرابه له فتحة خلفية لكي لا يدخل التراب عندما
يحفر نفقه وهو قابل للتدجين وتوجد منه أعداد أليفة في البيوت.
والجرابي المنقب الآخر هو الخلد الجرابي وهو بلا عينين ولا أذنين ويعيش مثل
الخلد الذي نعرفه والواقع ان معلومات العلماء والدارسين قليلة جدا عن
الخلد المنقب ولكنه شبيه بالومبات من حيث فتحة جرابه مدخلها من الجهة
الخلفية .
الجرابيات الصيادة :
الداصيور حيوان ثدي استرالي صياد يعيش ويسلك مثل النمس وهناك حيوان أكبر
منه حجما وصياد أيضا يدعى شيطان تسمانيا وهو رغم اسمه يمكن ان يصبح أليفا
سلسا وقد انقرض من استراليا ولم يبق منه إلا الحيوانات التي تعيش في
تسمانيا.
الكوالا :
قليلا ما تعمد حدائق الحيوان على الإحتفاظ بدب الكوالا لأنه ليس من السهل
إطعامه فهو يأكل ورق الكينا (اليوكاليبتس) أو ورق شجرة الصمغ والأوراق
الطرية لبعض أنواع النبات واليوم لا يعيش الكوالا إلا في القطاع الشرقي من
أستراليا. وهو يعيش في الأشجار ومخالبه طويلة تشبه يد الإنسان كما أنها
حادة لتمكنه من الامساك بقوة بالأغصان ولحاء الشجر. والأنثى تلد صغيرا
واحدا كل مرة يعيش في أول الأمر في جراب الأم ويتغذى بحليبها ثم تبدأ الأم
تفرز طعاما أخضر غير مكتمل الهضم فيلعقه الصغير بلسانه وجراب الأم مفتوح من
الجهة الخلفية ليستطيع الصغير بلوغ الطعام وتحصل الكوالا على ما تحتاج من
رطوبة منالطعام الذي تتغذى به وكلمة كوالا في اللغة الاسترالية الأصلية
تعني (( لا ماء)).
آكلات الحشرات
كثير من الثدييات تقتات بالحشرات وبأنواع من الحيوانات الصغيرة وهذه
الثدييات تنتسب على أنواع مختلفة أكثرها صغيرة لا يمكنها التعرض لفرائس
كبيرة الحجم وينطبق هذا على المجموعةالت يتسمى آكلة الحشرات وهي تشمل
القنفذ والخلد والزبابة.
الحيوانات الصغيرة :
الزبابة هي أصغر آكلات الحشرات ، ويصعب التفريق بينها وبين الفارة . ولكن
الفارة من القواضم ، لها أسنان قوية للقضم بينما آكلات الحشرات لها أسنان
مروسة حادة مثل الإبر . وأصغر زبابة هي زبابة (( المتوسط )) التي تعيش في
أوروبا الجنوبية ولا يزيد طولها على 5 سم . ولهذه الحيوانات الصغيرة خطم
طويل مروس ينتفض بإستمرار إذ أنها تبحث عن الغذاء ليل نهار كونها تحتاج إلى
طاقة جديدة طول الوقت والبعض منها يعيش حوالي سنة ولها غدد ذات رائحة قوية
تجعل طعمها كريها لذلك تتركها الحيوانات وشأنها بإستثناء بعض أنواع البوم
التي تأكلها . والزبابة أكثر الثدييات بدائية وهي شبيهة بالثدييات الصغيرة
التي عاصرت الدينصورات . وزبابة الفيل في أفريقيا لها أطول خطم ، وغذاؤها
الحشرات. والزبابات تعيش متجولة تحت أوراق الشجر والنباتات بينما الخلد
يحفر خنادق تحت الأرض يعيش فيها مستخدما بذلك يديه الأماميتين بمثابة رفش
يدفع به التراب إلى سطح الأرض . والخلد يصطاد الديدان الصغيرة والحشرات .
وله إحساس مرهف للذبذبات أو الرجرجة حتى يستطيع الشعور بحركات الديدان في
التراب . والخلد الذهبي يعيش في أفريقيا وله فرو جميل لماع يختلف عن فرو
سائر أقربائه الأسود. أما القنفذ فيخرج ليلا للبحث عن طعامه مفتشا بين
أوراق الشجر والتراب عن حشرات أو حيوانات صغيرة ، لا يهمه إذا أحدث جلبة
وضوضاء لأن له سهاما حادة تغطي جلده وتشكل أفضل دفاع له . فإذا أخافه شيء
التف على نفسه بشكل كرة فلا يقربه أحد . وأكبر خطر عليه هو خطر السيارات
التي قد تدهسه على الطرقات ليلا . والقنفذ الأوروبي هو أحد الثدييات
القليلة التي تسبت في الشتاء. وهناك أنواع مختلفة من القنافذ في جنوب شرقي
آسيا ، جسمها مكسو بالفرو بدلا من السهام وفي جزيرة مدغشقر توجد أنواع لها
شوك قصير. أما في أستراليا فتوجد بعض الأنواع الصغيرة من الجرابيات أشهرها
فأرة (( الأوبوسوم)) التي تصطاد حشرات أكبر منها حجما .
آكلات النمل :
بين آكلات الحشرات الضخمة آكل النمل الذي يعيش في أميركا الجنوبية ، ويبلغ
طوله أحيانا مترين ويوجد عادة في السهول أو البراري المعشوشبة ولا أسنان له
غير أن خطمه طويل فيه لسان لزج تلصق به النمل . ويستخدم مخالبه القوية في
نبش تلال النمل وبيوتها . وبعض أنواع آكلات النمل قزم يعيش في الأشجار
متدليا بواسطة ذنبه وكل هذه الأنواع تضع صغيرا واحدا كل مرة. وهناك نوع آخر
ينقب بيوت النمل وتلالها وهو الأرماديلو الذي يعلو ظهره جلد كثيف مدرع
حرشفي المظهر يشبه الزحافات ، وأسنانه صغيرة قليلة ويختلف حجم هذه الأنواع
الكبير منها قد يبلغ طوله مترا ونصف ، بينما حجم الأماديلو القزم لا يتعدى
عشرة سم ولهذا الحيوان شعر على جانبي الجسم وعندما تخاف أو تشعر بالخطر
تلتف على نفسها مثل القنفذ . وجميع أنواع الأرماديلو تعيش في أميركا
الجنوبية ، فقط نوع واحد منها إنتقل إلى أميركا الشمالية في القسم الجنوبي.
أما البنغول ( أم قرفة) فتعيش في العالم القديم وهي مثل الأرماديلو ذات
حراشف على ظهرها وأسها وجنباتها حتى ذنبها والفم الصغير لا أسنان فيه وهي
تبتلع الحصى مثل الطيور لتساعد معدتها على الهضم والحوامض ( الأسيد )
الموجودة في النمل تساعد كذلك على الهضم وبعض هذه الأنواع يعيش على الأرض
والبعض الآخر على الأشجار والنوع الضخم منها قد يبلغ مترين ونصف طولا
وجميعها حيوانات ليلية تعيش منفردة.
الرئيسات آكلات الحشرات :
بعض أنواع الرئيسات مثل الليمور أو الهبار تقتات بالحشرات في افريقيا ينتظر
(( طفل الغابة )) نوع من النسناس حلول الظلام لتجول بحثا عن حشرات مستخدما
يديه في التفتيش في الزوايا والجحور حيث تختبيء الحشرات ليلا ولهذه
الحيوانات عيون واسعة لكي ترى في الظلمة . وبين الرئيسات العليا يلجأ
الشمبانزي أحيانا إلى إستعمال العيدان للقبض على الحشرات فيدخل العود في
بيت النمل ويخرجه وقد علق به بعض النمل فيأكلها. ومع أنها تصنف بين آكلات
اللحوم إلا أن بعض أنواع القنافذ والدببة تأكل الحشرات أيضا مستخدمة بذلك
مخالبها القوية للبحث في جذوع الشجر والحطب وللتنقيب في التراب وهي تحب
الطعم الحلو المذاق وتهشم بيوت النحل والزنابير سعيا وراء اليرقانات أو
العسل . والعديد من الخفافيش تقتات بالحشرات وتقوم فيالليل بإصطياد الحشرات
الطائرة والهوام وبما أن الحشرات موجودة بكثرة ومنتشرة في كل مكان فإن
أكثر الثدييات تقتات بأنواعها خاصة إذا لم يكن طعامها متوفرا بكثرة
فالفيران والسناجب والكثير غيرها من الطيور والعظاءات والضفادع تأكل
الحشرات.
ذوات الأظلاف المزدوجه
هي الثدييات العاشبة ( آكلات العشب ) ذوات الأظلاف المقطوعة قطعتين أو أربع
وكثير منها ضخم الجثة يعيش في قطعان أو مجموعات . والأطراف بين الرسغ
والكاحل مستطيلة والسيقان خصوصا في العزلان غالبا ما تكون رشيقة طويلة
مناسبة للعدو السريع أما الخنازير فقصيرة الأرجل مربوعة .
الخنازير :
تقتات الخنازير الجذور وأحيانا بالجيف ، والكبير منها له أحيانا أنياب
محنية بارزة يستخدمها للدفاع أو الهجوم أحيانا ، كما ينقب بها التراب
والخنزير الأفريقي مشهور بأنه أبشع حيوانات العالم . أما الخنزير البري
فيعيش في أوروبا وآسيا والهند ، وأصبح نادر الوجود فقد ظل على مدى قرون هدف
الصيادين ومحبي الرياضة وهو الآن محمي ويعيش في بعض المناطق المحددة .
والخنزير الأليف متحدر من الخنزير البري والأنثى منه أحيانا تهاجم شخصا ما
إذا خشيت أن يهدد صغارها.
تحت الماء :
فرس النهر يعيش في أفريقيا وقد يبلغ طوله أربعة أمتار ويزن ثلاثة أطنان
ويعيش جماعات على شواطيء الأنهر والبحيرات أو في الماء مغمورا تقريبا لا
يظهر منه إلا عيناه ومنخراه وأذناه وبإستطاعة فرس النهر الغطس والمشي على
قاع النهر وله شبكة بين أظلافه تساعده على السباحة وطعامه نباتات الماء وفي
الليل يرعى الأعشاب بجانب الماء. وهناك نوع من فرس النهر حجمه حجم الخنزير
يعيش في أحراج الكونغو الإستوائية ويقضي معظم وقته في الماء وجلده المزيت
يقيه من الحرارة .
الجمل :
هناك نوعان من الجمال ، العربي ذو السنام الواحد أصبح حيوانا أليفا ، وهو
منذ قرون عديدة الطريقة الوحيدة لقطع الصحاري ، وما زال إلى يومنا هذا يعني
للعرب ما يعني الحصان لرعاة البقر في أميركا ويسمون الجمل سفينة الصحراء
وبإمكانه أن يقطع مسافات شاسعة بدون ماء أو غذاء. وخفا الجمال المظلفان
مناسبان تماما لتحمل ثقله على الرمال والمنخران المشقوقان يمكنه إغلاقهما
إذا عصفت الرمال وقد إستخدمت الجمال في الحروب ويمكن تدريبها وتعليمها على
أي شيء كما أن بإمكانها ان تعدو سريعا.
ذو السنامين :
أما الجمل ذو السنامين فيعيش في آسيا ، في المناطق الصخرية ولم يزل هناك
بعض الأنواع البرية تماما تعيش في صحراء غوبي وأكثرها حيوانات عظيمة
الفائدة للنقل وقد استعملت على طرقات القوافل منذ أوائل العصور قبل وجود
القطارات والسيارات وذو السنامين له صوف طويل يجعله يحتمل الطقس البارد .
الرنة :
هذا النوع أيضا يستخدم للنقل وهو ينتسب إلى عائلة الأيل الكبيرة . وقد أصبح
هذا الحيوان أليفا ، يعيش قطعانا في رعاية الشعوب الشمالية التي تربيه
لأجل حليبه ولحومه وجلده وهو شبيه للغزلان الأفريقية بأنه يهاجر في الشتاء
نزولا إلى المناطق الجنوبية حيث الطقس دافيء. والأظلاف العريضة تحدث طق طقه
عندما يمشي حيوان الرنة ، وتساعده على المشي فوق الثلج . وتقتات هذه
القطعان باشنة (( الرنة )) التي تنبت في التوندرا أي أراضي الشمال نصف
المجمدة.
المواشي وغيرها من الحيوانات الراعية
الزرافة و الأكاب :
الزرافات تشكل عائلة أخرى من مزدوجات الحوافر وتعيش في أفريقيا جنوب
الصحراء . ورقبة الزرافة مثل عنق الإنسان لها سبع عقد ويبلغ علو الزرافة
ستة أمتار وهي أطول حيوانات العالم ، وفي رقبتها شرايين لها صمامات خاصة
تساعد علىدفع الدم إلى الدماغ . وللزرافة قرنان صغيران مكسوان بجلد عليه
شعر. وتعيش الزرافة جماعات وتقتات بأوراق الشجر وتساعد ألوانها التمويهية
على إخفاء وجودها بين الأشجار وعندما تعطش تحتاج إلى بسط قوائمها الأمامية
إلى الجهتين لكي تصل إلى الماء ومع أن طريقتها في العدو تبدو خرقاء مضحكة
إلا أن سرعتها قد تضاهي سرعة جواد السبق. أما الأكاب ، قريب الزرافة ،
فحيوان خجول يعيش في أدغال الكونغو الإستوائية ولم يكتشف إلا حوالي سنة
1900 ورقبته أقصر من رقبة الزرافة وجلده أدكن يساعده على التخفي وغالبا ما
يقف في الماء وله خطوط بيضاء حول رجليه .
الماشية :
أكبر أنواع ذوات الحوافر المزدوجة هي عائلة المواشي ، وتشمل الأنعام
والخراف والماعز والإيل والظبي . وماشية المزارع التي نعرفها متحدرة من (
الأرخص ) وهو ثور أوروبي شبه منقرض كان علوه يبلغ المترين وقاطنا أحراج
أوروبا وآسيا الشمالية وقد قتل آخر هذه الحيوانات في بولوينا سنة 1827 .
ثيران الماء أو الجواميس شائعة في الشرق الأقصى وتستعمل للحراثة وهي غير
جواميس أفريقيا التي لم تزل برية . وهناك أنواع أخرى من المواشي ، مثل ثور
المسك القطبي والياك الذي يستعمله أهل التيبت كحيوان نقل والبيسون الأوروبي
الضخم كان منتشرا في الغابات لك الإنسان أباده تماما تقريبا ولم يبق منه
اليوم سوى عدد قليل في حدائق الحيوان ومجموعة صغيرة في حديقة محفوظه في
بولوينا.
وفي القرن الماضي كانت قطعان البافالو ، أو البيسون الأمريكي ، تعد
بالملايين وتزخر بها سهول أميركا الشمالية ، حيث يعيش الهنود الحمر على
صيدها فيقتاتون بلحومها ويستخدمون جلدها لصنع ثيابهم وخيامهم ولكن بعد وصول
السلاح الناري ومشاريع مد سكك الحديد وإنشاء المزارع الكبيرة كاد البافالو
أن ينقرض لولا القليل الذي تمكنت السلطات من إبقائه حيا والمحافظة عليه .
ولهذه المواشي معدة ذات أربع حجيرات . فالعشب الذي يبتلع يدخل إلى الحجيرة
الأولى أو ( الكرش) ثم يمر إلى المعدة الثانية الشبكية حيث تتولى جراثيم
صغيرة حل السلولوز الموجود في النبات . وعندما يستريح الحيوان يخرج لقما من
هذا الطعام ويمضغها جيدا فيذهب الطعام بعدها إلى المعدة الثالثة ( ذات
التلافيف) ثم إلى الرابعة حيث يهضم تماما وهذه المعلية تسمى الإجترار
والغاية منها مساعدة الحيوانات وحمايتها إذ يتيح لها ذلك أن تأكل بسرعة
كمية من الطعام عند الضحى أو حين الغسق ثم الإختباء في مكان آمن وإعادة
المضغ والهضم أما البقرة التي نعرفها اليوم فلا أعداء طبيعيين لها لذلك
نراها تستلقي في وسط الحقل لتجتر.
الماعز والخراف :
هذه أيضا من الحيوانات المجترة والمرجح أن الماعز البري الموجود في جنوب
غربي آيبا هو الجد الكبير لقطعان ماعز المزارع التي نعرفها اليوم وهناك نوع
بري ، الوعل أو تيس الجبل والذي يعيش في جبال أوروبا أما ماعز جبال
الروكي فيوجد في أميركا الشمالية فقط. أما جد الخروف فهو الأروية او
الموفلون ويعيش في جزر سردينيا وكورسيكا .
الأيل :
تعيش هذه الأنواع من المجترات في البقاع الشمالية والذكور لها قرون متشعبة
تخلعها كل سنة وينبت لها غيرها والنوع الوحيد من الأيل الذي ينبت فيه
للأنثى قرون هو الرنة الذي يتواجد في أقصى الشمال. وفي القرون الوسطى كان
إصطياد الأيل رياضة الملوك خصوصا إصطياد الذكر الأحمر اللون ويوجد شبيه
بهذا الذكر في أميركا الشمالية هو الوبيت . أما الأيل الأسمر المرقط فأصله
من آسيا وحل في كثير من البلدان وبعض أنواع منه حيية تعيش في أحراج السرو
والصنوبر.
الظبي :
تعيش الظبي في أفريقيا وآسيا وشكلها مثل شكل الأيل ولكن الذكور والإناث لها
قرون غيرمتشعبة أما محنية أو حلزونية الشكل لا تخلعها وأكبر أنواع القلند
الذي يبلغ المترين علوا وأصغرها هو الظبي الملكي ولا يتعدى علوه 25 سم .
الشائك :
يعيش هذا النوع في سهول أميركا وللذكر والأنثى منه قرون دائمة لكنها متشعبة
يغير قشرتها كل سنة وهو نوع مستقل لا ينتسب إلى اي من عائلتي الأيل أو
الظبي .
ذوات الأظلاف المفردة
هناك مجموعتان من الثدييات ذوات الأظلاف المجموعة ذات الأظلاف، المجموعة
ذات الأظلاف المزدوجة ، حيث الظلفان الأوسطان هما الأكبر حجما ، والمجموعة
ذات الأظلاف المفردة ، حيث الظلف الأوسط هو الأكبر مع أنه قد يوجد أظلاف
أصغر على الجانبين.
الحصان :
عائلة الحصان مكونة من الخيول الأليفة والبرية وحمير الزرد أو الحمار
الوحشي والحمير العادية فمنذ سبعين مليون سنة وجد حيوان بحجم الكلب له
أربعة أظافر على يديه الأماميتين وثلاثة أظافر على رجليه وبالتدريج كبر
الحجم ونقص عدد الأظافر حتى تكون الحصان الذي نعرفه اليوم . وللخيول قوائم
طويلة رشيقة تساعدها على العدو السريع في البراري والسهول ، التي هي موطن
الخيول الطبيعي ، حيث تحتاج إلى السرعة لتستطيع الهرب من أعدائها وكل أنواع
عائلة الحصان حادة البصر . هناك نوع واحد من اليخول البرية لم يزل موجودا
حتى يومنا هذا ، هو حصان برزيفالسكي ( أسم المكتشف البولوني ) ويعيش بأعداد
قليلة في براري مونغوليا وهو قريب من النوع المنقرض الذي رسم إنسان ما قبل
التاريخ صوره على جدران كهوفه . ومنذ ذلك الحين يربي الإنسان الخيول
ليستخدمها في أشكال متعددة من نقل وركوب وعمل. وحصان مونغوليا البري ربع
البنية له شعر عنق قصير غض ويشبهه بوني أكسمور في إنكلترا وغيرها. أما في
أميركا حيث هربت بعض الخيول منذ حوالي ثلاثة أو أربعة قرون وعاشت حياة برية
فيسمونها (( ما ستانغ )) واستطاع الهنود الحمر القبض على بعض منها
وتطويعها واستخدامها .
الحمير :
يوجد نوعان من الحمير البرية : النوع الذي يعيش في جنوب غربي آسيا والنوع
الذي يعيش في أفريقيا وهي أخف حجما وأطول آذانا من الخيول وتعيش في المناطق
الصحراوية الجافة . أما الحمار الأليف فهو أبن الأتان المعروفة .
حمار الزرد ( الزيبرا ) :
هو الحصان ذو الجلد المخطط الذي يعيش في سهول أفريقيا الشرقية . وهناك
ثلاثة أنواع يختلف فيها التخطيط وهذه الخطوط في جلدها تجعل رؤيتها عسيرة في
الضحى وعند الغسق عندما يخرج الأسد إلى الصيد .
وحيد القرن :
توجد خمسة أنواع من وحيد القرن : نوعان في أفريقيا ونوع في كل من الهند
وجاوا وسومطره والقرن مكون من شعر مضغوط وطالما تناقس الكبراء في الحصول
على القرن لأن جرعة من خلاصته كانت تعتبر بمثابة مجدد للرجولة . لوحيد
القرن الأفريقي والسومطري قرنان ولسائر الأنواع قرن واحد والحيوان هذا يعيش
منفردا وهو مسالم على العموم ولكن الأسود منه قد يكون سيء الطباع أحيانا
ويهاجم بدون سبب أو استفزاز . ووحيد القرن الأسود يرعى الشجيرات الصغيرة
ووحيد القرن الرمادي (( الأبيض)) يرعى الحشيش.
التابير :
لهذه الحيوانات جسم ضخم وخطم طويل وهي حيية ( خجولة) ، ليلية ، تعيش في
الأحراج الإستوائية قريبا من الماء ويبلغ علوها المتر وتابير أميركا
الجنوبية رمادي اللون بينما حيوان مالايو له خطوط بيضاء وسوداء على جانبيه
وكل صغاره تكون مخططة الجلد ، وهي تختبيء في الأدغال الكثيفة وتقتات
بالثمار وأوراق الشجر.
الفيل :
الفيل حيوان ضخم جدا له أنياب عاجية وخرطوم طويل والخرطوم عبارة عن أنف
مستطيل يستعمله لبلوغ أوراق الشجر العالية وللإمساك بالأشياء ولشرب الماء
ورش الغبار على نفسه وليشم الخطر عن بعد وشم العدو هام جدا لأنه قصير النظر
لدرجة قصوى ويمكن أيضا إستعمال الخرطوم كسلاح والأنياب هي القواضم العليا
يستعملها للحفر وللقتال ولرفع الأشياء الثقيلة . ويعيش فيل أفريقيا في
قطعان في آجام أفريقيا الشرقية ، وله آذان كبيرة وجبهة مستديرة وظهر مقوس
ولطرف الخرطوم شفتان وقد يبلغ إرتفاع الذكر الضخم ثلاثة أمتار ونصف ووزنه
ستة أطنان. ونادرا ما آلفت هذه الحيوانات إلا أن هناك نوعا أصغر حجما
يتواجد في أدغال الكونغو وقد نجحوا في تدريبه على القيام ببعض الأعمال.
وكانت هذه الفيلة تعيش في كل تلك المنطقة ، شمالا حتى جبال الأطلس في
أفريقيا الشمالية بالقرب من قرطاجة وقد تكون هي الأنواع التي استخدمها
هانيبعل ليقطع جبال الألب ويصل إلى روما.
الفيل الهندي :
الفيل الأسيوي يعيش في الهند وماليزيا والهند الشرقية والأنثى لها أنياب
قصيرة مخبأة وراء الخرطوم والإنسان يستخدم هذه الفيلة منذ مئات السنين
فتساعده في نقل الأخشاب . ونادرا ما تعيش الفيلة أكثر من سبعين عاما فنموها
يكتمل بحوالي 15 سنة والصغير يولد بعد 21 شهرا من تزاوج الوالدين .
عائلة القطط
من السهل التعرف على عائلة القطط ، كبيرها وصغيرها بأنها من الثدييات
الصيادة فوجهها مسطح تقريبا وأشداقها قصيرة وعيناها في مقدمة الوجه ومخالب
جميع أنواع عائلة القطط يمكن أن تخباء عندما لا تستعملها ما عدا مخالب
الفهد الصياد وتتنقل القطط على رؤوس أصابعها مثل الكلاب والأصبع الخامس او
(( الزمعة )) يظل مرتفعا عن الأرض.
الصيد :
طريقة القطط في الاصطياد تكون عادة إما بأن تكمن للفريسة أو ان تقترب منها
بكل هدوء وحذر ثم تنقض عليها والقطط تختلف عن الكلاب فهي لا تركض لمسافات
طويلة حتى الفهد الصياد الذي يعد أسرع حيوان في العالم حيث تبلغ سرعته 100
كم في الساعة فهو لا يستطيع الإسراع إلا لمسافة قصيرة وطريقته في الصيد
تشبه طريقة الكلاب فكان قويان تعمل صعودا ونزولا وتختلف بذلك عن حركة فكي
آكلات الأعشاب الجانبية . فالأنياب القوية تنهش قطعا من اللحم والأضراس
القاطعة تفرمه قطعا صغيرة مقدمة لإبتلاعه.
الأسُود :
معظم القطط تصطاد منفردة ، إلا الأسد فهو يصطاد مع جماعته وتتعاون لبوتان
أو ثلاث صغارها التي أكتمل نوها على اصطياد الحيوانات الكبيرة ، مثل الظباء
أو حمار الزرد . فيقوم قسم منها بمطاردة الفريسة دافعين إياها بإتجاه
رفقائها الكامنين لها ويكون مع هذه المجموعة عادة أسد واحد بالغ. والأسُود
تتواجد عادة في البراري المكشوفة في أفريقيا الشرقية ، كما أنها تعيش في
أدغال (( الكير)) وهو منطقة محفوظة للحيوانات في شمال غربي الهند . ورأس
الأسد الكبير ولبدته تجعلان منظرة مهيبا ويسمونه أحيانا (( ملك الحيوانات
)) إلا أنه أحيانا كأنه جبان ، ونراه ينسحب من ملاقاة أنثى ظبي أو أيل
تدافع عن صغارها. واللبوة قد تهجر صغارها وتهرب أحيانا . وتقضي الأسود أكثر
أوقاتها بطريقة كسولة ، مستلقية في الظل ولكن إذا عكر صفو الأسد شيء فقد
يصبح سريعا خفيف الحركة .
النمور والببر :
تعيش النمور في الهند والشرق الأقصى وقد تصل إلى سيبيريا شمالا حيث يمكنها
البقاء رغم البرد القارص وبعكس الأسود فهذه الأسود الكبيرة لا تكره الماء
وقد تستحم أحيانا كثيرة . ويصدق هذا القول على النمور في الجنوب حيث الطقس
أكثر حرارة . وجسمها المخطط مناسب تماما للتخفي والتمويه في أعشاب الأدغال
العالية وقصب البامبو.
الفهد واليغور :
الفهود مموهة الألوان وتعيش في أماكن عديدة في أفريقيا وآسيا وهي متسلقة
ممتازة وتعتبر بين أشد أنواع القطط خطرا وتحمل فريستها عادة إلى أعالي
الشجرة لتأكلها ويولد صغيرها أحيانا أسود اللون وعندها يسمونه (( البانثر
)). أما اليغور المشابه للفهد فيعيش في أميركا الجنوبية وهو أكبر حجما
بقليل من الفهد والبقع بجسمه متباعدة.
الكوجر :
الكوجر ، أو أسد الجبال ، يعيش في أميركا الشمالية وكثيرا ما يظهر في
الأفلام الأميركية كحيوان خطر ولكنه في الواقع حيي ( خجول ) جبان يهرب من
الإنسان ويتواجد في أنواع مختلفة من المناطق من جبلية وحرجية وصحراوية بعد
أن أصبح مطرودا من المناطق التي تتكاثف الزراعة فيها.
الوشق :
هذا النوع من القطط المتوسطة الحجم ، يعيش في المناطق الشمالية في الأحراج
والغابات وله ذنب قصير وأذنان ينبت فيها شعر طويل. وقد أصبح الوشق نادرا
تقريبا نظرا إلى كثرة اصطياده بسبب نعومة فرائه وجماله وأجمل نوع بين هذه
القطط هو الفهد الذي يعيش في أشجار جنوب شرقي آسيا أما البح او السنور
الوحشي المرقط فهو صغير الحجم يعيش في سهول أفريقيا وهو مطلوب أيضا لجمال
فرائه .
القطط الأليفة :
تتحدر القطط المنزلية الأليفة من قطط شمالي أفريقيا البرية فالمزارعون
الأول الذين استوطنوا البحر المتوسط والشرق الأوسط كانوا محتاجين إلى طريقة
لحماية مخزونهم من الحبوب من الفئران والجرذان ووجدوا أن القطط مفيدة لذلك
. وبالتدريج إنتشرت القطة المنزلية في كل أنحاء العالم وصار توليدها
وتربيتها بطرق عديدة مثل الكلاب.
الكلاب والدببة
الكلاب مثل القطط من أكلة اللحوم وهي ذات أرجل طويلة وتركض على أصابع
قوائمها ولما كانت القطط تفضل الصيد بمفردها فتفاجيء فريستها وتنقض عليها
فإن الكلاب تطارد الفريسة على مسافات طويلة إلى أن تنهكها .
وفيما عدا الثعلب لا تصطاد الكلاب بمفردها فلها حاسة شم مرهفة وسمع قوي
والكلاب حيوانات إجتماعية تحب التجمع قطعانا وكل قطيع له قائد.
الذئاب :
طرق الصيد لدى فصيلة الئاب هي أفضل مثال فالذئاب تصطاد جماعات أو عائلة من
حوالي ستة أفراد وتتواجد الذئاب في مناطق واسعة من أميركا الشمالية وأوروبا
وآسيا رغم أنها قد ابعدت عن المناطق الآهلة بالمزارع . ورغم الروايات
والقصص فنادرا ما تهاجم الذئاب الإنسان . والكويوتي الأصغر حجما ( في
أميركا الشمالية ) وأبن اوى في أفريقيا هي أكلة جيف أكثر مما هي صيادة .
وهناك أنواع متعددة من الذئاب.
الكلاب الأليفة :
غالبية أنواع الكلاب التي تعيش في البلاد الشمالية الباردة مثل كلاب
الأسكيمو متحدرة من الذئاب فطريقة معيشتها وسلوكها مشابهان وهي تعتبر سيدها
بمثابة قائد القطيع وتعتمد عليه أكثر بكثير. والكلب يلتهم طعامه . مثل
الذئب بينما للقطط تهذيب أرفع والسبب هو أن القطة البرية تستطيع أن تأكل
طعامها على مهل بينما الكلاب والذئاب تعيش جماعات والأسرع في الأكل ينال
قسطا اوفر من الطعام . وجراء الكلب مثل جراء القطط تحب اللهو والمرح واللعب
مقدمة لعمليات الصيد عندما تكبر وتربى الكلاب الآن لتقوم بأعمال متعددة
منها الصيد والتقاط الطيور والحراسة وإرشاد العميان ولجر الزحافات والثلجية
وكحيوان أليف في المنازل.
الثعلب :
يميل الثعلب إلى الإنفراد في معيشته وفي طريقته للصيد متتبعا أثر فريسته
على طريقة القطط والثعالب نفسها تشكل فريسة للحيوانات وللإنسان على السواء
ولذلك فهي شديدة الحذر لا تخرج إلا في الليل ولكن لم يزل الثعلب موجودا
بكثرة في أنحاء العالم وكثيرا ما يدخل إلى المدن والقرى للبحث عن طعام .
والثعلب القطبي يعيش في أقصى الشمال ويتغير لون فرائه فيصبح أبيض في الشتاء
أما الثعلب الفضي فيربى في مزارع خاصة لأجل فرائه.
الضبع :
مع أن منظرها يشبه الكلاب إلا أن الضباع تنتسب إلى فصيلة أخرى فهي لا تحسن
الركض مثل الكلاب وظهرها أشد إنحدارا نحو الوراء وتوجد أربعة أنواع من
الضباع : المرقطة والبنية اللون تعيش في سهول أفريقيا وذات الخطوط في شمالي
أفريقيا وذئب الأرض كما تسمى توجد في أفريقيا الجنوبية وهذا الأخير يقتات
بالحشرات وفكاه ضعيفان أما سائر الأنواع فقوية الفكين وتأكل الجيف
وبإمكانها تكسير العظام الغليظة . وكان الناس يعتقدون أن الضبع حيوان جبان
ينتظر حتى يأكل فضلات الأسود ولكننا نعلم الآن أن الضباع تفتك بفريستها
بنفسها وكثيرا ما تخيف الأسود وتطردها (( وضحكة )) الضبع من الأصوات
المألوفة في البراري الأفريقية .
الدببة :
الدببة أضخم آكلات اللحوم وهي تدب على أربع على مسطح أقدامها بحيث تترك
أصابعها الخمس أثرا على الأرض وبعض أنواع الدببة تحسن التسلق ومع أن لها
أنيابا عريضة وفكا قويا مثل أكلة اللحوم إلا أنها تأكل كل شيء من الديدان
إلى ثمر العليق إلى الفرائس الكبيرة . معظم الدببة تعيش في البلدان
الشمالية ولها فراء غليظ يقيها صقيع الشتاء وأكثر الأنواع إنتشارا هو الدب
الأسمر ويتواجد في أميركا الشمالية وأوروبا إلى آسيا والهند وتختلف أحجام
الدببة أكبرها الدب الأسود في جبال روكي الأميركية ودب كودياك في ألاسكا .
وتعيش أنواع أخرى من الدببة السوداء في اميركا كما يعيش الدب الكسلان في
الهند. أما دب أقصى الشمال الدب القطبي الأبيض فيعيش في ثلج وجليد القطب
متجولا بمفرده أكثر الوقت ويعيش على إصطياد الفقمة .
صغار الدببة:
يركز الدب إهتمامه في الصيف على أكل أكبر كمية ممكنة من الغذاء وعندما يأتي
الشتاء ينسحب إلى مكان أمين يختبيء فيه ويسبت وفي هذا الفصل يولد الصغار
ويكون حجم المولود الجديد من أصغر المواليد نسبة إلى حجم الأم. فقد يبلغ
وزن الأم 220 كجم بيما لا يصل وزن المولود إلى أكثر من بضعة غرامات. وتتغذى
الصغار بحليب الأم وأول مرة يغادرون فيها الوكر تكون في الربيع ويظل
الصغير مرافقا لأمه مدة ثلاثة سنوات . ويمكن أن يصبح الدب الصغير أليفا
ويتدرب على القيام بأنواع الألعاب في السيرك وحدائق الملاهي .
ثعلب الماء (القضاعة) والغرير والراكون
معظم أصناف عائلة أبن عرس لها أجسام طويلة نحيفة وأرجل قصيرة . وهي تركض
بطريقة القفز ، وتشتهر بشراستها بالصيد ، إلا أن بعض الأنواع تقتات
بالنباتات والحشرات .
ابن عرس والقاقم :
ابن عرس الأوروبي من أصغر الأنواع ، لا يتعدى طوله 22 سم والأنثى أصغر من
ذلك وهو يفضل العيش منفردا ويصطاد مع أفراد عائلته أحيانا وتقتات هذه
الحيوانات بالثدييات الصغيرة كالفئران وفئران الحقل. أما القاقم فيصطاد
الأرانب وطيور الأرض . ورأس ذنبه أسود اللون وفي البلدان الشمالية الثلجية
يتغير لون جلده إلى الأبيض فيسمونه عندها (( إرمين)) وهو من أنواع الفرو
الفاخرة وهو مثل ابن عرس أي يلجأ إلى الصيد مع جماعته وكثيرا ما تدخل هذه
الحيوانات إلى جحر حيوانات أخرى لكي تفترسها . ولهذه المخلوقات غدد رائحة
تستخدمها للتفاهم فيما بينها وكذلك للدفاع فرائحة بعض الأنواع مثل فأر
الخيل المنتن والظربان الأميركي كريهة لدرجة أنها تبعد الحيوانات الأخرى
عنه .
الدلق والمنك :
الدلق وأقرباؤه بارعة في تسلق الأشجار حتى أن بعضها يتمكن أحيانا من إصطياد
السناجب. والدلق مثل المنك والسمور مرغوبة بسبب نعومة وجمال فرائها لذلك
اصبحت نادرة الوجود في بعض الأماكن . والمنك حيوان أميركي بالأصل ويربى
الآن في مزارع خاصة لأجل فروه الثمين وقد إستطاعت بعض الحيوانات منه أن
تهرب لتعيش طليقة في البرية الأوروبية وهي صيادة ماهرة وسباحة سريعة تسطو
على الطيور المائية .
الشره والغرير :
يعش الشره وأنواعه في أوروبا الشمالية وآسيا وأميركا ، وهو من أكثر أنواع
فصيلة ابن عرس ونظره مثل الغرير الكبير الحجم . والغرير حفار قوي ينقب
التراب ويعيش في مجموعة من السراديب يحافظ على نظافتها ويجعل أماكن خاصة
يستخدمها بمثابة بيوت خلاء. وهذه الحيوانات تأكل كل ما تجده من نبات وجذور
وحيوانات صغيرة وديدان وأرجلها قوية وأظافرها حادة وهي تمشي على مسطح قدمها
والغرير الأوروبي يعيش في الأمكنة الحرجية بينما صنوه الأميركي يفضل
السهول . وهي كلها ذات خطوط سوداء وبيضاء على جلدها مثل إنذار لإعدائها
ويمكنها أن تعض بقوة. أما (( غرير العسل)) في أفريقيا فيفتش على خلا
الثدييات
الثدييات ( اللبونات ) حيوانات ذات دم حار وعظام فقرية يتغذى صغارها من
حليب أمها ، وينبت لها شعر أو فرو ويولد الصغار عادة أحياء. والبلاتينوس أو
منقار البط والنضناض أو قنفذ النمل هما الثدييان الوحيدان اللذان يضعان
بيوضا وكلاهما يعيش في أوستراليا وهي موطن معظم الثدييات الجرابية مع أنه
توجد بعض الجرابيات المنتشرة في أميركا الجنوبية. هاتان المجموعتان الأكثر
بدائية بين الثدييات حل محلهما الثدييات المشيمية المنتشرة في كل بقاع
العالم . فالجنين يتغذى وهو داخل جسم أمه بواسطة الدم الذي يمر عبر مصفاة
هي المشيمة لذلك تولد الصغار في عمر أكثر تطورا مما هو في الأنواع الأخرى
من الثدييات. والثدييات تتراوح في الحجم بين (الزبابه) وهو نوع يشبه الفأر
الصغير إلى الحوت الأزرق الضخم وتختلف الطرق المعيشية للأجناس بإختلاف
أنواعها فهي تعيش فوق الأرض وتحت الأرض في الشجر وفي الماء وفي الهواء .
وعندما يتعلق الموضوع بالبحث عن الطعام يصبح من المهم جدا أن يكون الحيوان
مكيفا على طريقة معيشية خاصة والفروق الأساسية تظهر عادة في الأطراف وفي
الأسنان وفي بعض الثدييات تكون السيقان مناسبة أكثر ما يمكن للركض وفي
البعض الآخر للقفز وفي سواها للحفر او التسلق او السباحة أو الطيران.
وتستعمل الأسنان للقضم أو للمضغ أو لتمزيق اللحم ويظهر من نوع أسنان
الثدييات ما إذا كانت آكلة لحوم أو نباتات على العموم ولأن الثدييات ذات دم
حار ومكسوة بالشعر أو الفراء فبإستطاعتها أن تعيش في البلدان الباردة كما
تعيش في البلدان الحارة ولكي تتفادى التجمد أو الحرارة الزائدة فإن تصرفها
مختلف . فهي كثيرة النشاط والحركة في الأصقاع القطبية لأن الحركة تزيد في
حرارة الجسم كما أن للحيوانات القطبية فراء أكسف أما من ناحية أخرى في
المناطق الإستوائية مثلا فالثدييات الضخمة أمثال الفيل وفرس النهر فلها
أجسام عارية من الشعر لكي تفقد الحرارة أسرع وبعض الثدييات تخفف من حرارة
جسمها بإفراز العرق كما يفعل البشر والكلاب تمد لسانها وتلهث.
إختيار الطعام :
الثدييات قد تكون آكلة لحوم وآكلة أعشاب أو الإثنين معا . وهناك أنواع ((
كناسة )) أي تقتات بالجيف والحيوانات الميتة إلا أنه بإستثناء بعض الأنواع
التي تأكل طعاما خاصا مثل دب كوالا الإسترالي والدب الكسلان اللذان يأكلان
نوعا معينا من أوراق الشجر فقط فإن معظم الثدييات تقتات بما تستطيع العثور
عليه إذا إحتاجت إلى ذلك . والقنال الهضمي في العواشب يكون عادة أطول بكثير
مما هو في اللواحم بما أن الطعام النباتي أعسر على الهضم ولبعض الثدييات
معدة ذات أقسام متعددة تحلل الغذاء بسهولة أكبر .
أنواع الثدييات :
أكثر أنواع الثدييات عددا هي القواضم ذوات الأسنان القواطع المعقوفة أو
الأزميلية الشكل وهي لا أنياب لها فالسنجاب والجرذ والفار والقنفذ جميعها
من القواضم. والأرانب رغم انها تقضم طعامها أيضا إلا أنها تنتسب إلى مجموعة
أخرى من الثدييات ولها زوج إضافي من القواضم في الفك الأعلى وأذنان
طويلتان ورجلان خلفيتان طويلتان. وآكلات اللحوم تشمل الكلب والقط وأبن عرس
والضبع والنمس والدب والراكون والباندا ومعظمها لا تأكل إلا اللحم ولكن
بعضها مثل الدب والغرير تأكل كل ما تجده والباندا لا يأكل إلا النباتات
خصوصا أغصان البامبو. وبعض الثدييات مثل الفقمة والفظ وخروف البحر ذات جسم
مختص للسباحة وكذلك الحوت وعائلته وقريبه الصغير الدلفين فهي كذلك أكثر
مهارة في السباحة وليس بإستطاعة الحيتان العيش خارج الماء . والثدييات بلا
أسنان مثل آكل النمل والدب الكسلان والمدرع فلا توجد إلا في أميركا
الجنوبية وتقتات على الحشرات والديدان . ويوجد نوعان من ذوات الأظلاف نوع
ذو عدد مفرد من أصابع القدم مثل الحصان وحمار الزرد ووحيد القرن والنوع
الثاني ذو أصابع قدم مزدوجة ويشمل أنواع الغزال والخنزير وفرس الماء
والمواشي المختلفة من بقر وخراف وماعز كذلك الجمل والزرافة وبعض ذوات
الأظلاف حيوانات مجترة. وتعيش ذوات الأظلاف بقطعان كبيرة وهي تأكل العشب
ولها أضراس متينة للمضغ وأنيابها صغيرة أو غير موجودة. والخفاش من الثدييات
ويبز الطيور في مقدرته على الطيران واطرافه الأمامية لها أصابع طويلة تشكل
هيكلا للجناحين وتطير الخفافيش في الليل وتصطاد الحشرات.
الرئيسيات :
والمجموعة الأخيرة من الثدييات هي الرئيسيات وتتألف من الليمور أو الهبار
وطفل الغابة والقرد والسعدان والإنسان وجميع هذه لها أيدي تمسك وتقبض لكي
تتسلق ومع أن بعضها لا يقتات إلا بالعشب والنبات فغيرها يأكل طعاما منوعا
وأسنان الرئيسيات أقل إختصاصا من أسنان سائر الثدييات.
أحاديات المسلك
أربعة أمور تجمع بين كل الثدييات : الدم الحار ، الشعر (أو الصوف أو الفرو)
على جسمها ، وصغارها تولد حية ، ورابعا وأخيرا جميعها تتغذى بحليب الأم .
لذلك كان إكتشاف حيوان ينبت له شعر لكنه يبيض مثل الطير مفاجأة مدهشة ووجد
هذا الحيوان في أستراليا .
البلاتيبوس أو منقار البط :
أول نموذج منها أرسل إلى انكلترا سنة 1798بعد أن أمسكوا به قرب أحد الأنهار
في أستراليا الشرقية ولما فحصه العلماء لاحظوا وجود فرو على جسمه مثل ثعلب
الماء ومنقار مثل البط وذنب مثل القندس وكان منظره من الغرابة بحيث ظن
الكثيرون أن في الأمر حيلة، أو مزاحا. فقد ظهر المنقار كأن أحدا خاط منقار
بطة ضخمة على حسم لبونة. وتبين من الفحص الدقيق لجسم الحيوان أن له مخرجا
خلفيا واحدا مثلما هو الحال لدى الطيور والزحافات بعد أن أمسكوا ببعض
الحيوانات الإضافية من هذا النوع وجدوا أن حرارة جسمها حوالي 25 درجة مئوية
أي أدنى بكثير من الثدييات الأخرى ووجدت بيضة طرية القشرة في أحد هذه
الحيوانات . هذا الخليط العجيب بين المواصفات الثدية والزحافية تأكد تماما
عندما وجدت أنثى من الحيوان مختبئة في جحرها ترضع صغيرها من حليبها فأطلق
عليها اسم بلاتيبوس أو منقار البط ويعتقد العديد من العلماء أن هذا الحيوان
هو الحلقة في سلسلة التطور بين الزحافات الأولى والثدييات المعاصرة.
كيف يعيش منقار البط :
يعيش البلاتيبوس على شواطيء البحيرات والأنهار في المناطق الشرقية من
أستراليا وفي جزيرة تسمانيا ولهذا الحيوان طرق معيشية فريدة ففي الضحى وعند
الغسق وفي الأيام الغائمة ينزل في الماء باحثا عن غذائه مثل القريدس أو
ديدان الماء وتحت الماء تغطي عينيه وأذنيه طيات من الجلد ويدفع نفسه في
الماء بيديه الأماميتين بينما رجلاه وذنبه تعمل بمثابة دفة والرجلان
عريضتان مفلطحتان لها غطاء جلدي تساعده كثيرا في السباحة ويمكن هذا الغطاء
أن ينحسر لتظهر البراثن فيستعملها للحفر. والمنقار العريض لحمي شديد
الحساسية يستطيع أن يستشعر وجود حيوانات مائية صغيرة كالبزاق والقشريات
والسمك الصغير والضفادع كذلك الديدان.
تربية الصغار :
يحفر منقار البط جحره في ضفة نهر وقد يبلغ طول النفق عشرة أمتار ويعيش
الزوجان معا بعد التزاوج في فصل الخريف تترك الأم الجحر وتحفر لنفسها نفقا
خاصا في آخره غرفة بيضاوية الشكل تضع فيها بيضتين أو ثلاث وتفقس البيوض بعد
عشرة أيام . وتلحس الصغار نفط الحليب التي تنز من غدد الحليب على بطن الأم
لأن لا حلمات لها وفي كل مرة تخرج الأم للبحث عن طعام تسد مدخل النفق
بالتراب كي لا يصل الأعداء على صغارها وليظل دافئا ويغادر الصغار (( العش))
بعد حوالي أربعة أشهر. وتتزاوج الأنثى وتخصب مرة أخرى بعد ولادة صغارها
إلا أن البيوض لا تبدأ بالنمو إلا بعد أن ينتهي موسم إرضاع صغارها. وبسبب
الفتحة الوحيدة في مؤخرة منقار البط تدعى هذه الحيوانات (( أحادية المسلك))
وهي أكثر الثدييات بداءة ومنقار البط هو الحيوان اللبون الوحيد ذو السلاح
السام . فللذكر برثن حاد على طرف كل من رجليه الخلفيتين قد يسبب جرحا أليما
جدا. ومنقار البط نادر الوجود وهو من الحيوانات المحمية التي يمنع
اصطيادها منعا باتا وأحد الأخطار التي قد تتعرض لها هذه الحيوانات هو أن
تقع خطأ في شباك الصيادين فتموت غرقا.
آكل النمل الشائك :
والنوع الآخر الوحيد من (( أحادية المسلك)) الذي مازال موجودا في هذه
الأيام هو آكل النمل الشائك ويوجد منه خمسة أنواع موزعة بين أستراليا
وغينيا الجديدة والأنواع الخمسة متشابهة مثل القنفذ تقريبا وأجزاء جسمها
العالية مكسوة بأشواك طويلة حادة. وتفضل هذه الحيوانات الأماكن الحرجية حيث
تكثر النباتات الأرضية وهي مثل القنافذ تتجول في الليل بحثا عن حشرات أو
مخلوقات صغيرة معتمدة على حاسة الشم لأن نظرها ليس قويا وهي تستخدم أطرافها
الأمامية ومخالبها لتحفر التراب ثم تقبض على فريستها بلسانها الطويل اللزج
الموجود في طرف خطمها وطعامها مؤلف من النمل والنمل الأبيض وهي قوية إلى
درجة تمكنها من حفر تلال النمل والوصول إلى العمق بسرعة كبيرة وعندما تخاف
من خطر ما تتجمع بشكل كرة وتتولى الأشواك إبعاد أي عدو قد يقترب منها.
التوالد :
يضع آكل النمل الشائك بيضة واحدة في أواخر الصيف ولكنه لا يبني عشا فالبضة
تنتقل إلى ((جيب)) أوجراب مؤقت مكون من طية جلدية على بطن الأم بخطمها أو
بيدها وتفقس البيضة بعد عشرة أيام. ويلحس الصغير حليب أمه ويظل ضمن الجراب
لمدة حوالي عشرة أسابيع وعند ذاك تكون الأشواك على جسمه قد بدأت تقسو
فتتركه الأم في مكان أمين تزوره بإنتظام وتغذيه وبعدحوالي سنة يكون الصغير
قد أكمل نموه وأصبح قادرا على العناية بنفسه.
العيش في الأسر :
آكل النمل الشائك يعمر طويلا حوالي 50 سنة تقريبا وهو من الحيوانات التي
يسهل وضعها في حدائق الحيوان فتعيش سعيدة وبالمقابل فإن منقار البط لا يحب
الأسر ويموت عادة غير أن أحد علماء الطبية الأستراليين نجح في توليده فقد
بنى نفقا طويلا وعشا متصلا بحوض للسباحة وتزاوج إثنان من منقار البط ووضعت
الأنثى صغيرين مات أحدهما أما الآخر فقد عاش وكبر وأكمل نموه.
الكنغر والولب (الكنغر الصغير)
الحيوانات الجرابية لها كيس أو (جراب) تحمل فيه صغرها وموطن الجرابيات
الرئيسي هو أستراليا والنوع الأكثر شيوعا من هذه الحيوانات هو الكنغرو وقد
ظل سكان أستراليا الأصليون يعيشون على صيد الكنغرو على مدى مئات السنين
وذكره مخلد في رقصاتهم التقليدية وفنهم التصويري واليوم فإن الكنغرو رمز
أستراليا الوطني. هناك حوالي 90 نوعا من الكنغرو ، النوع الكبير منها يسمى
الكنغرو والأصغر الولب أو الكنغرو الصغير وهناك نوع صغير جدا يدعى الجرذ
الكنغرو. وأحد اكبر الأنواع وأطولها الكنغرو الأحمر ويبلغ علوه المترين
ويعيش في المناطق العشبية المكشوفة في داخل البلاد جماعات أو أسربا وترعى
هذه الأسراب أثناء الليل وتستريح في الظل في النهار. وعندما يرعى الكنغرو
الأحمر يدب على أربع واضعا ذنبه على الأرض ومادا رجليه إلى الأمام والذنب
مهم جدا لحفظ التوازن عندما يقفز الكنغرو والقفز هو الطريقة التي يتنقل بها
بسرعة وبإستطاعة الكنغرو البالغ أن يقفز مسافة عشرة أمتار ويجتاز حاجزا
علوه مترين ونصف والرجلان الخلفيتان والبراثن تستعمل للدفاع مثلا عندما
يتنافس ذكران أو ان تهاجمها كلاب المزارع وعندها يمكن ان يلحق الكنغرو أذى
بالغا بالكلاب والكنغرو سباح ماهر وحفار سريع وكثيرا ما يحفر في الأرض بحثا
عن ماء الشرب. وبين الولب الأصغر حجما توجد أنواع كثيفة الذنب تحب المناطق
الغضة النبات والولب الصخري يفضل المناطق الصخرية أما النوع الذي يعيش في
حدائق الحيوان فيتواجد عادة في البراري المعشبة . ومن أنواع جرذ الكنغرو
توجد ثمانية أنواع. الصغير منها قد لا يتعدى طوله 30سم من رأس أنفه على آخر
ذنبه وجرذ الكنغرو يختلف عن الجرذان المشابهة بالكنغرو التي تنتسب إلى
عائلة القواضم. وقد يبدو من المستغرب ان نرى الكنغرو على شجرة إلا أن هذا
النوع موجود فعلا مع أنه يبدو مرتبكا في تسلقه معتمدا على مخالبه الطويلة .
الولادة :
بعد التزاوج يتطور الصغير داخل جسم الأم لمدة 30 أو 40 يوما والسبب هو أن
البويضة المخصبة تظل نائمة لبعض الوقت في رحم الأنثى قبل ان تبدأ بالنمو
ويسمى هذا (( الإنغراس المتأخر)) وهو يحدث في بعض أنواع الغزلان أو
القنافذ. وقبل الولادة بيوم أو يومين تستلقي الأم على ظهرها وتلحس بطنها
وتنظف الجراب وصغير الكنغرو صغير جدا فطوله لا يتجاوز النصف سنتيمتر ولا
يزن أكثر من غرام واحد ورجلاه مجعدتان قصيرة ويتمسك بفرو الأم وضمن ثلاث
دقائق يزحف من نفق الولادة على بطنها ثم يدخل الجراب بدون أية مساعدة
وعندما يصبح في الداخل يصل إلى حلمة الحليب الموجودة هناك ويتمسك بها بقوة
عظيمة حتى يصبح من العسير جدا إبعاده عنها ويظل داخل الجراب يأكل وينام
لمدة 190 يوما قبل أن يخرج لأول مرة بعد أن يكون قد نبتت له فروة. وبعد أن
يكبر يبدأ بمغادرة الجراب لمرات أطول لكنه يعود بسرعة إذا أخافه شيء فيقفز
إلى داخل الجراب ورأسه أولا ثم ينقلب رأسا على عقب وينتهي مادا رأسه ويديه
الأماميتين من الجراب وبمرور سبعة أشهر يكون بإستطاعته التجول والتغذي
بمفرده.
الصيادون :
إذا حوصرت الأم فإنها قد تدفع بصغيرها خارج الجراب لكي تصبح اخف وزنا وأسرع
حركة رغم ان ذلك يعرض الصغير لموت محقق ، وقبل وصول الرجل الأبيض على
استراليا لم يكن للكنغرو من عدو إلا الكلاب البرية ( الدينغو) والنسور التي
كانت تسطو على الصغار ولكن عندما انتشرت الزراعة وتوسعت زادت الحاجة إلى
مراع عشبية للغنم والمواشي ووضعت السياجات لكي يمنع الكنغرو من رعي العشب
ثم أدخلت الأرانب إلى استراليا وتكاثرت وهي تأكل الأعشاب ايضا فكانت
النتيجة ان أخذ الإنسان يحارب الكنغرو والأرانب.
الجرابيات
مواطن الجرابيات :
بإستثناء بعض أنواع (( الاوبوسوم)) التي تعيش في أميركا الجنوبية والشمالية
جميع الجرابيا تقريبا تعيش في أستراليا والأستراليون يسمونها ((بوسوم))
لأنها تختلف عن (( الأوبوسوم)) الأميركي. يظهر من المتحجرات أن الجرابيات
كانت منتشرة في جميع نواحي العالم منذ سبعين مليون سنة ومنذ ذلك الوقت ظهرت
ثدييات جديدة كانت مثل معظم الثدييات المعروفة اليوم وهي ذات مشيمة أو
مصفاة في جسمها توصل بين الجنين وبين الرحم لكي تستطيع تغذية الجنين وتسمى
الثدييات المشيمية . وكثير من الثدييات المشيمية تخبيء صغارها في عش أ/ا
صغير الجرابيات فيولد قبل ان يبلغ هذا الطور ولذلك يجب أن تحمله أمه في
جرابها وأن تغذيه ومن الممكن ان المشيمية كانت مميزة على الجرابية ومع
الوقت أزاحت الجرابيات من سائر أنحاء العالم ولم يبق منها إلا ما ظل في
أستراليا فأستراليا كانت قطعة من آسيا إلى أن طغى البحر على ذلك الجزء
وفصلها عن آسيا فظلت الجرابيات وحدها هناك لتتطور بطريقتها الخاصة.
((البوسوم)). هذه العائلة تشبه السنجاب وتتغذى بالثمار وأوراق الشجر
ويستطيع البعض التأرجح على الشجر بالتعلق بأذنابها واكثرها ليلة وأصغر نوع
هو العسلي وله لسان طويل يقتات به من رحيق الأزهار وأكبر الأنوع هو الكسكس
البطيء الحركة. أما الأوبوسوم الأمريكي فيختلف عنها ويقتات بالحيوانات
الصغيرة والحشرات وأوبوسوم فيرجينيا الموجود بكثرة في الولايات المتحدة
فيلد عائلة كبيرة ويحملها على ظهره بعد ان تترك الجراب وعندما يشعر بالخطر
يستلقي متماوتا ويسمى هذا الأسلوب محاكاة الأوبوسوم.
الجرابيات المنقبة :
الومبات حيوان جرابي يشبه القنفذ بأنه ينام تحت الأرض طيلة النهار ويخرج في
الليل متثاقلا مثل دب صغير وجرابه له فتحة خلفية لكي لا يدخل التراب عندما
يحفر نفقه وهو قابل للتدجين وتوجد منه أعداد أليفة في البيوت.
والجرابي المنقب الآخر هو الخلد الجرابي وهو بلا عينين ولا أذنين ويعيش مثل
الخلد الذي نعرفه والواقع ان معلومات العلماء والدارسين قليلة جدا عن
الخلد المنقب ولكنه شبيه بالومبات من حيث فتحة جرابه مدخلها من الجهة
الخلفية .
الجرابيات الصيادة :
الداصيور حيوان ثدي استرالي صياد يعيش ويسلك مثل النمس وهناك حيوان أكبر
منه حجما وصياد أيضا يدعى شيطان تسمانيا وهو رغم اسمه يمكن ان يصبح أليفا
سلسا وقد انقرض من استراليا ولم يبق منه إلا الحيوانات التي تعيش في
تسمانيا.
الكوالا :
قليلا ما تعمد حدائق الحيوان على الإحتفاظ بدب الكوالا لأنه ليس من السهل
إطعامه فهو يأكل ورق الكينا (اليوكاليبتس) أو ورق شجرة الصمغ والأوراق
الطرية لبعض أنواع النبات واليوم لا يعيش الكوالا إلا في القطاع الشرقي من
أستراليا. وهو يعيش في الأشجار ومخالبه طويلة تشبه يد الإنسان كما أنها
حادة لتمكنه من الامساك بقوة بالأغصان ولحاء الشجر. والأنثى تلد صغيرا
واحدا كل مرة يعيش في أول الأمر في جراب الأم ويتغذى بحليبها ثم تبدأ الأم
تفرز طعاما أخضر غير مكتمل الهضم فيلعقه الصغير بلسانه وجراب الأم مفتوح من
الجهة الخلفية ليستطيع الصغير بلوغ الطعام وتحصل الكوالا على ما تحتاج من
رطوبة منالطعام الذي تتغذى به وكلمة كوالا في اللغة الاسترالية الأصلية
تعني (( لا ماء)).
آكلات الحشرات
كثير من الثدييات تقتات بالحشرات وبأنواع من الحيوانات الصغيرة وهذه
الثدييات تنتسب على أنواع مختلفة أكثرها صغيرة لا يمكنها التعرض لفرائس
كبيرة الحجم وينطبق هذا على المجموعةالت يتسمى آكلة الحشرات وهي تشمل
القنفذ والخلد والزبابة.
الحيوانات الصغيرة :
الزبابة هي أصغر آكلات الحشرات ، ويصعب التفريق بينها وبين الفارة . ولكن
الفارة من القواضم ، لها أسنان قوية للقضم بينما آكلات الحشرات لها أسنان
مروسة حادة مثل الإبر . وأصغر زبابة هي زبابة (( المتوسط )) التي تعيش في
أوروبا الجنوبية ولا يزيد طولها على 5 سم . ولهذه الحيوانات الصغيرة خطم
طويل مروس ينتفض بإستمرار إذ أنها تبحث عن الغذاء ليل نهار كونها تحتاج إلى
طاقة جديدة طول الوقت والبعض منها يعيش حوالي سنة ولها غدد ذات رائحة قوية
تجعل طعمها كريها لذلك تتركها الحيوانات وشأنها بإستثناء بعض أنواع البوم
التي تأكلها . والزبابة أكثر الثدييات بدائية وهي شبيهة بالثدييات الصغيرة
التي عاصرت الدينصورات . وزبابة الفيل في أفريقيا لها أطول خطم ، وغذاؤها
الحشرات. والزبابات تعيش متجولة تحت أوراق الشجر والنباتات بينما الخلد
يحفر خنادق تحت الأرض يعيش فيها مستخدما بذلك يديه الأماميتين بمثابة رفش
يدفع به التراب إلى سطح الأرض . والخلد يصطاد الديدان الصغيرة والحشرات .
وله إحساس مرهف للذبذبات أو الرجرجة حتى يستطيع الشعور بحركات الديدان في
التراب . والخلد الذهبي يعيش في أفريقيا وله فرو جميل لماع يختلف عن فرو
سائر أقربائه الأسود. أما القنفذ فيخرج ليلا للبحث عن طعامه مفتشا بين
أوراق الشجر والتراب عن حشرات أو حيوانات صغيرة ، لا يهمه إذا أحدث جلبة
وضوضاء لأن له سهاما حادة تغطي جلده وتشكل أفضل دفاع له . فإذا أخافه شيء
التف على نفسه بشكل كرة فلا يقربه أحد . وأكبر خطر عليه هو خطر السيارات
التي قد تدهسه على الطرقات ليلا . والقنفذ الأوروبي هو أحد الثدييات
القليلة التي تسبت في الشتاء. وهناك أنواع مختلفة من القنافذ في جنوب شرقي
آسيا ، جسمها مكسو بالفرو بدلا من السهام وفي جزيرة مدغشقر توجد أنواع لها
شوك قصير. أما في أستراليا فتوجد بعض الأنواع الصغيرة من الجرابيات أشهرها
فأرة (( الأوبوسوم)) التي تصطاد حشرات أكبر منها حجما .
آكلات النمل :
بين آكلات الحشرات الضخمة آكل النمل الذي يعيش في أميركا الجنوبية ، ويبلغ
طوله أحيانا مترين ويوجد عادة في السهول أو البراري المعشوشبة ولا أسنان له
غير أن خطمه طويل فيه لسان لزج تلصق به النمل . ويستخدم مخالبه القوية في
نبش تلال النمل وبيوتها . وبعض أنواع آكلات النمل قزم يعيش في الأشجار
متدليا بواسطة ذنبه وكل هذه الأنواع تضع صغيرا واحدا كل مرة. وهناك نوع آخر
ينقب بيوت النمل وتلالها وهو الأرماديلو الذي يعلو ظهره جلد كثيف مدرع
حرشفي المظهر يشبه الزحافات ، وأسنانه صغيرة قليلة ويختلف حجم هذه الأنواع
الكبير منها قد يبلغ طوله مترا ونصف ، بينما حجم الأماديلو القزم لا يتعدى
عشرة سم ولهذا الحيوان شعر على جانبي الجسم وعندما تخاف أو تشعر بالخطر
تلتف على نفسها مثل القنفذ . وجميع أنواع الأرماديلو تعيش في أميركا
الجنوبية ، فقط نوع واحد منها إنتقل إلى أميركا الشمالية في القسم الجنوبي.
أما البنغول ( أم قرفة) فتعيش في العالم القديم وهي مثل الأرماديلو ذات
حراشف على ظهرها وأسها وجنباتها حتى ذنبها والفم الصغير لا أسنان فيه وهي
تبتلع الحصى مثل الطيور لتساعد معدتها على الهضم والحوامض ( الأسيد )
الموجودة في النمل تساعد كذلك على الهضم وبعض هذه الأنواع يعيش على الأرض
والبعض الآخر على الأشجار والنوع الضخم منها قد يبلغ مترين ونصف طولا
وجميعها حيوانات ليلية تعيش منفردة.
الرئيسات آكلات الحشرات :
بعض أنواع الرئيسات مثل الليمور أو الهبار تقتات بالحشرات في افريقيا ينتظر
(( طفل الغابة )) نوع من النسناس حلول الظلام لتجول بحثا عن حشرات مستخدما
يديه في التفتيش في الزوايا والجحور حيث تختبيء الحشرات ليلا ولهذه
الحيوانات عيون واسعة لكي ترى في الظلمة . وبين الرئيسات العليا يلجأ
الشمبانزي أحيانا إلى إستعمال العيدان للقبض على الحشرات فيدخل العود في
بيت النمل ويخرجه وقد علق به بعض النمل فيأكلها. ومع أنها تصنف بين آكلات
اللحوم إلا أن بعض أنواع القنافذ والدببة تأكل الحشرات أيضا مستخدمة بذلك
مخالبها القوية للبحث في جذوع الشجر والحطب وللتنقيب في التراب وهي تحب
الطعم الحلو المذاق وتهشم بيوت النحل والزنابير سعيا وراء اليرقانات أو
العسل . والعديد من الخفافيش تقتات بالحشرات وتقوم فيالليل بإصطياد الحشرات
الطائرة والهوام وبما أن الحشرات موجودة بكثرة ومنتشرة في كل مكان فإن
أكثر الثدييات تقتات بأنواعها خاصة إذا لم يكن طعامها متوفرا بكثرة
فالفيران والسناجب والكثير غيرها من الطيور والعظاءات والضفادع تأكل
الحشرات.
ذوات الأظلاف المزدوجه
هي الثدييات العاشبة ( آكلات العشب ) ذوات الأظلاف المقطوعة قطعتين أو أربع
وكثير منها ضخم الجثة يعيش في قطعان أو مجموعات . والأطراف بين الرسغ
والكاحل مستطيلة والسيقان خصوصا في العزلان غالبا ما تكون رشيقة طويلة
مناسبة للعدو السريع أما الخنازير فقصيرة الأرجل مربوعة .
الخنازير :
تقتات الخنازير الجذور وأحيانا بالجيف ، والكبير منها له أحيانا أنياب
محنية بارزة يستخدمها للدفاع أو الهجوم أحيانا ، كما ينقب بها التراب
والخنزير الأفريقي مشهور بأنه أبشع حيوانات العالم . أما الخنزير البري
فيعيش في أوروبا وآسيا والهند ، وأصبح نادر الوجود فقد ظل على مدى قرون هدف
الصيادين ومحبي الرياضة وهو الآن محمي ويعيش في بعض المناطق المحددة .
والخنزير الأليف متحدر من الخنزير البري والأنثى منه أحيانا تهاجم شخصا ما
إذا خشيت أن يهدد صغارها.
تحت الماء :
فرس النهر يعيش في أفريقيا وقد يبلغ طوله أربعة أمتار ويزن ثلاثة أطنان
ويعيش جماعات على شواطيء الأنهر والبحيرات أو في الماء مغمورا تقريبا لا
يظهر منه إلا عيناه ومنخراه وأذناه وبإستطاعة فرس النهر الغطس والمشي على
قاع النهر وله شبكة بين أظلافه تساعده على السباحة وطعامه نباتات الماء وفي
الليل يرعى الأعشاب بجانب الماء. وهناك نوع من فرس النهر حجمه حجم الخنزير
يعيش في أحراج الكونغو الإستوائية ويقضي معظم وقته في الماء وجلده المزيت
يقيه من الحرارة .
الجمل :
هناك نوعان من الجمال ، العربي ذو السنام الواحد أصبح حيوانا أليفا ، وهو
منذ قرون عديدة الطريقة الوحيدة لقطع الصحاري ، وما زال إلى يومنا هذا يعني
للعرب ما يعني الحصان لرعاة البقر في أميركا ويسمون الجمل سفينة الصحراء
وبإمكانه أن يقطع مسافات شاسعة بدون ماء أو غذاء. وخفا الجمال المظلفان
مناسبان تماما لتحمل ثقله على الرمال والمنخران المشقوقان يمكنه إغلاقهما
إذا عصفت الرمال وقد إستخدمت الجمال في الحروب ويمكن تدريبها وتعليمها على
أي شيء كما أن بإمكانها ان تعدو سريعا.
ذو السنامين :
أما الجمل ذو السنامين فيعيش في آسيا ، في المناطق الصخرية ولم يزل هناك
بعض الأنواع البرية تماما تعيش في صحراء غوبي وأكثرها حيوانات عظيمة
الفائدة للنقل وقد استعملت على طرقات القوافل منذ أوائل العصور قبل وجود
القطارات والسيارات وذو السنامين له صوف طويل يجعله يحتمل الطقس البارد .
الرنة :
هذا النوع أيضا يستخدم للنقل وهو ينتسب إلى عائلة الأيل الكبيرة . وقد أصبح
هذا الحيوان أليفا ، يعيش قطعانا في رعاية الشعوب الشمالية التي تربيه
لأجل حليبه ولحومه وجلده وهو شبيه للغزلان الأفريقية بأنه يهاجر في الشتاء
نزولا إلى المناطق الجنوبية حيث الطقس دافيء. والأظلاف العريضة تحدث طق طقه
عندما يمشي حيوان الرنة ، وتساعده على المشي فوق الثلج . وتقتات هذه
القطعان باشنة (( الرنة )) التي تنبت في التوندرا أي أراضي الشمال نصف
المجمدة.
المواشي وغيرها من الحيوانات الراعية
الزرافة و الأكاب :
الزرافات تشكل عائلة أخرى من مزدوجات الحوافر وتعيش في أفريقيا جنوب
الصحراء . ورقبة الزرافة مثل عنق الإنسان لها سبع عقد ويبلغ علو الزرافة
ستة أمتار وهي أطول حيوانات العالم ، وفي رقبتها شرايين لها صمامات خاصة
تساعد علىدفع الدم إلى الدماغ . وللزرافة قرنان صغيران مكسوان بجلد عليه
شعر. وتعيش الزرافة جماعات وتقتات بأوراق الشجر وتساعد ألوانها التمويهية
على إخفاء وجودها بين الأشجار وعندما تعطش تحتاج إلى بسط قوائمها الأمامية
إلى الجهتين لكي تصل إلى الماء ومع أن طريقتها في العدو تبدو خرقاء مضحكة
إلا أن سرعتها قد تضاهي سرعة جواد السبق. أما الأكاب ، قريب الزرافة ،
فحيوان خجول يعيش في أدغال الكونغو الإستوائية ولم يكتشف إلا حوالي سنة
1900 ورقبته أقصر من رقبة الزرافة وجلده أدكن يساعده على التخفي وغالبا ما
يقف في الماء وله خطوط بيضاء حول رجليه .
الماشية :
أكبر أنواع ذوات الحوافر المزدوجة هي عائلة المواشي ، وتشمل الأنعام
والخراف والماعز والإيل والظبي . وماشية المزارع التي نعرفها متحدرة من (
الأرخص ) وهو ثور أوروبي شبه منقرض كان علوه يبلغ المترين وقاطنا أحراج
أوروبا وآسيا الشمالية وقد قتل آخر هذه الحيوانات في بولوينا سنة 1827 .
ثيران الماء أو الجواميس شائعة في الشرق الأقصى وتستعمل للحراثة وهي غير
جواميس أفريقيا التي لم تزل برية . وهناك أنواع أخرى من المواشي ، مثل ثور
المسك القطبي والياك الذي يستعمله أهل التيبت كحيوان نقل والبيسون الأوروبي
الضخم كان منتشرا في الغابات لك الإنسان أباده تماما تقريبا ولم يبق منه
اليوم سوى عدد قليل في حدائق الحيوان ومجموعة صغيرة في حديقة محفوظه في
بولوينا.
وفي القرن الماضي كانت قطعان البافالو ، أو البيسون الأمريكي ، تعد
بالملايين وتزخر بها سهول أميركا الشمالية ، حيث يعيش الهنود الحمر على
صيدها فيقتاتون بلحومها ويستخدمون جلدها لصنع ثيابهم وخيامهم ولكن بعد وصول
السلاح الناري ومشاريع مد سكك الحديد وإنشاء المزارع الكبيرة كاد البافالو
أن ينقرض لولا القليل الذي تمكنت السلطات من إبقائه حيا والمحافظة عليه .
ولهذه المواشي معدة ذات أربع حجيرات . فالعشب الذي يبتلع يدخل إلى الحجيرة
الأولى أو ( الكرش) ثم يمر إلى المعدة الثانية الشبكية حيث تتولى جراثيم
صغيرة حل السلولوز الموجود في النبات . وعندما يستريح الحيوان يخرج لقما من
هذا الطعام ويمضغها جيدا فيذهب الطعام بعدها إلى المعدة الثالثة ( ذات
التلافيف) ثم إلى الرابعة حيث يهضم تماما وهذه المعلية تسمى الإجترار
والغاية منها مساعدة الحيوانات وحمايتها إذ يتيح لها ذلك أن تأكل بسرعة
كمية من الطعام عند الضحى أو حين الغسق ثم الإختباء في مكان آمن وإعادة
المضغ والهضم أما البقرة التي نعرفها اليوم فلا أعداء طبيعيين لها لذلك
نراها تستلقي في وسط الحقل لتجتر.
الماعز والخراف :
هذه أيضا من الحيوانات المجترة والمرجح أن الماعز البري الموجود في جنوب
غربي آيبا هو الجد الكبير لقطعان ماعز المزارع التي نعرفها اليوم وهناك نوع
بري ، الوعل أو تيس الجبل والذي يعيش في جبال أوروبا أما ماعز جبال
الروكي فيوجد في أميركا الشمالية فقط. أما جد الخروف فهو الأروية او
الموفلون ويعيش في جزر سردينيا وكورسيكا .
الأيل :
تعيش هذه الأنواع من المجترات في البقاع الشمالية والذكور لها قرون متشعبة
تخلعها كل سنة وينبت لها غيرها والنوع الوحيد من الأيل الذي ينبت فيه
للأنثى قرون هو الرنة الذي يتواجد في أقصى الشمال. وفي القرون الوسطى كان
إصطياد الأيل رياضة الملوك خصوصا إصطياد الذكر الأحمر اللون ويوجد شبيه
بهذا الذكر في أميركا الشمالية هو الوبيت . أما الأيل الأسمر المرقط فأصله
من آسيا وحل في كثير من البلدان وبعض أنواع منه حيية تعيش في أحراج السرو
والصنوبر.
الظبي :
تعيش الظبي في أفريقيا وآسيا وشكلها مثل شكل الأيل ولكن الذكور والإناث لها
قرون غيرمتشعبة أما محنية أو حلزونية الشكل لا تخلعها وأكبر أنواع القلند
الذي يبلغ المترين علوا وأصغرها هو الظبي الملكي ولا يتعدى علوه 25 سم .
الشائك :
يعيش هذا النوع في سهول أميركا وللذكر والأنثى منه قرون دائمة لكنها متشعبة
يغير قشرتها كل سنة وهو نوع مستقل لا ينتسب إلى اي من عائلتي الأيل أو
الظبي .
ذوات الأظلاف المفردة
هناك مجموعتان من الثدييات ذوات الأظلاف المجموعة ذات الأظلاف، المجموعة
ذات الأظلاف المزدوجة ، حيث الظلفان الأوسطان هما الأكبر حجما ، والمجموعة
ذات الأظلاف المفردة ، حيث الظلف الأوسط هو الأكبر مع أنه قد يوجد أظلاف
أصغر على الجانبين.
الحصان :
عائلة الحصان مكونة من الخيول الأليفة والبرية وحمير الزرد أو الحمار
الوحشي والحمير العادية فمنذ سبعين مليون سنة وجد حيوان بحجم الكلب له
أربعة أظافر على يديه الأماميتين وثلاثة أظافر على رجليه وبالتدريج كبر
الحجم ونقص عدد الأظافر حتى تكون الحصان الذي نعرفه اليوم . وللخيول قوائم
طويلة رشيقة تساعدها على العدو السريع في البراري والسهول ، التي هي موطن
الخيول الطبيعي ، حيث تحتاج إلى السرعة لتستطيع الهرب من أعدائها وكل أنواع
عائلة الحصان حادة البصر . هناك نوع واحد من اليخول البرية لم يزل موجودا
حتى يومنا هذا ، هو حصان برزيفالسكي ( أسم المكتشف البولوني ) ويعيش بأعداد
قليلة في براري مونغوليا وهو قريب من النوع المنقرض الذي رسم إنسان ما قبل
التاريخ صوره على جدران كهوفه . ومنذ ذلك الحين يربي الإنسان الخيول
ليستخدمها في أشكال متعددة من نقل وركوب وعمل. وحصان مونغوليا البري ربع
البنية له شعر عنق قصير غض ويشبهه بوني أكسمور في إنكلترا وغيرها. أما في
أميركا حيث هربت بعض الخيول منذ حوالي ثلاثة أو أربعة قرون وعاشت حياة برية
فيسمونها (( ما ستانغ )) واستطاع الهنود الحمر القبض على بعض منها
وتطويعها واستخدامها .
الحمير :
يوجد نوعان من الحمير البرية : النوع الذي يعيش في جنوب غربي آسيا والنوع
الذي يعيش في أفريقيا وهي أخف حجما وأطول آذانا من الخيول وتعيش في المناطق
الصحراوية الجافة . أما الحمار الأليف فهو أبن الأتان المعروفة .
حمار الزرد ( الزيبرا ) :
هو الحصان ذو الجلد المخطط الذي يعيش في سهول أفريقيا الشرقية . وهناك
ثلاثة أنواع يختلف فيها التخطيط وهذه الخطوط في جلدها تجعل رؤيتها عسيرة في
الضحى وعند الغسق عندما يخرج الأسد إلى الصيد .
وحيد القرن :
توجد خمسة أنواع من وحيد القرن : نوعان في أفريقيا ونوع في كل من الهند
وجاوا وسومطره والقرن مكون من شعر مضغوط وطالما تناقس الكبراء في الحصول
على القرن لأن جرعة من خلاصته كانت تعتبر بمثابة مجدد للرجولة . لوحيد
القرن الأفريقي والسومطري قرنان ولسائر الأنواع قرن واحد والحيوان هذا يعيش
منفردا وهو مسالم على العموم ولكن الأسود منه قد يكون سيء الطباع أحيانا
ويهاجم بدون سبب أو استفزاز . ووحيد القرن الأسود يرعى الشجيرات الصغيرة
ووحيد القرن الرمادي (( الأبيض)) يرعى الحشيش.
التابير :
لهذه الحيوانات جسم ضخم وخطم طويل وهي حيية ( خجولة) ، ليلية ، تعيش في
الأحراج الإستوائية قريبا من الماء ويبلغ علوها المتر وتابير أميركا
الجنوبية رمادي اللون بينما حيوان مالايو له خطوط بيضاء وسوداء على جانبيه
وكل صغاره تكون مخططة الجلد ، وهي تختبيء في الأدغال الكثيفة وتقتات
بالثمار وأوراق الشجر.
الفيل :
الفيل حيوان ضخم جدا له أنياب عاجية وخرطوم طويل والخرطوم عبارة عن أنف
مستطيل يستعمله لبلوغ أوراق الشجر العالية وللإمساك بالأشياء ولشرب الماء
ورش الغبار على نفسه وليشم الخطر عن بعد وشم العدو هام جدا لأنه قصير النظر
لدرجة قصوى ويمكن أيضا إستعمال الخرطوم كسلاح والأنياب هي القواضم العليا
يستعملها للحفر وللقتال ولرفع الأشياء الثقيلة . ويعيش فيل أفريقيا في
قطعان في آجام أفريقيا الشرقية ، وله آذان كبيرة وجبهة مستديرة وظهر مقوس
ولطرف الخرطوم شفتان وقد يبلغ إرتفاع الذكر الضخم ثلاثة أمتار ونصف ووزنه
ستة أطنان. ونادرا ما آلفت هذه الحيوانات إلا أن هناك نوعا أصغر حجما
يتواجد في أدغال الكونغو وقد نجحوا في تدريبه على القيام ببعض الأعمال.
وكانت هذه الفيلة تعيش في كل تلك المنطقة ، شمالا حتى جبال الأطلس في
أفريقيا الشمالية بالقرب من قرطاجة وقد تكون هي الأنواع التي استخدمها
هانيبعل ليقطع جبال الألب ويصل إلى روما.
الفيل الهندي :
الفيل الأسيوي يعيش في الهند وماليزيا والهند الشرقية والأنثى لها أنياب
قصيرة مخبأة وراء الخرطوم والإنسان يستخدم هذه الفيلة منذ مئات السنين
فتساعده في نقل الأخشاب . ونادرا ما تعيش الفيلة أكثر من سبعين عاما فنموها
يكتمل بحوالي 15 سنة والصغير يولد بعد 21 شهرا من تزاوج الوالدين .
عائلة القطط
من السهل التعرف على عائلة القطط ، كبيرها وصغيرها بأنها من الثدييات
الصيادة فوجهها مسطح تقريبا وأشداقها قصيرة وعيناها في مقدمة الوجه ومخالب
جميع أنواع عائلة القطط يمكن أن تخباء عندما لا تستعملها ما عدا مخالب
الفهد الصياد وتتنقل القطط على رؤوس أصابعها مثل الكلاب والأصبع الخامس او
(( الزمعة )) يظل مرتفعا عن الأرض.
الصيد :
طريقة القطط في الاصطياد تكون عادة إما بأن تكمن للفريسة أو ان تقترب منها
بكل هدوء وحذر ثم تنقض عليها والقطط تختلف عن الكلاب فهي لا تركض لمسافات
طويلة حتى الفهد الصياد الذي يعد أسرع حيوان في العالم حيث تبلغ سرعته 100
كم في الساعة فهو لا يستطيع الإسراع إلا لمسافة قصيرة وطريقته في الصيد
تشبه طريقة الكلاب فكان قويان تعمل صعودا ونزولا وتختلف بذلك عن حركة فكي
آكلات الأعشاب الجانبية . فالأنياب القوية تنهش قطعا من اللحم والأضراس
القاطعة تفرمه قطعا صغيرة مقدمة لإبتلاعه.
الأسُود :
معظم القطط تصطاد منفردة ، إلا الأسد فهو يصطاد مع جماعته وتتعاون لبوتان
أو ثلاث صغارها التي أكتمل نوها على اصطياد الحيوانات الكبيرة ، مثل الظباء
أو حمار الزرد . فيقوم قسم منها بمطاردة الفريسة دافعين إياها بإتجاه
رفقائها الكامنين لها ويكون مع هذه المجموعة عادة أسد واحد بالغ. والأسُود
تتواجد عادة في البراري المكشوفة في أفريقيا الشرقية ، كما أنها تعيش في
أدغال (( الكير)) وهو منطقة محفوظة للحيوانات في شمال غربي الهند . ورأس
الأسد الكبير ولبدته تجعلان منظرة مهيبا ويسمونه أحيانا (( ملك الحيوانات
)) إلا أنه أحيانا كأنه جبان ، ونراه ينسحب من ملاقاة أنثى ظبي أو أيل
تدافع عن صغارها. واللبوة قد تهجر صغارها وتهرب أحيانا . وتقضي الأسود أكثر
أوقاتها بطريقة كسولة ، مستلقية في الظل ولكن إذا عكر صفو الأسد شيء فقد
يصبح سريعا خفيف الحركة .
النمور والببر :
تعيش النمور في الهند والشرق الأقصى وقد تصل إلى سيبيريا شمالا حيث يمكنها
البقاء رغم البرد القارص وبعكس الأسود فهذه الأسود الكبيرة لا تكره الماء
وقد تستحم أحيانا كثيرة . ويصدق هذا القول على النمور في الجنوب حيث الطقس
أكثر حرارة . وجسمها المخطط مناسب تماما للتخفي والتمويه في أعشاب الأدغال
العالية وقصب البامبو.
الفهد واليغور :
الفهود مموهة الألوان وتعيش في أماكن عديدة في أفريقيا وآسيا وهي متسلقة
ممتازة وتعتبر بين أشد أنواع القطط خطرا وتحمل فريستها عادة إلى أعالي
الشجرة لتأكلها ويولد صغيرها أحيانا أسود اللون وعندها يسمونه (( البانثر
)). أما اليغور المشابه للفهد فيعيش في أميركا الجنوبية وهو أكبر حجما
بقليل من الفهد والبقع بجسمه متباعدة.
الكوجر :
الكوجر ، أو أسد الجبال ، يعيش في أميركا الشمالية وكثيرا ما يظهر في
الأفلام الأميركية كحيوان خطر ولكنه في الواقع حيي ( خجول ) جبان يهرب من
الإنسان ويتواجد في أنواع مختلفة من المناطق من جبلية وحرجية وصحراوية بعد
أن أصبح مطرودا من المناطق التي تتكاثف الزراعة فيها.
الوشق :
هذا النوع من القطط المتوسطة الحجم ، يعيش في المناطق الشمالية في الأحراج
والغابات وله ذنب قصير وأذنان ينبت فيها شعر طويل. وقد أصبح الوشق نادرا
تقريبا نظرا إلى كثرة اصطياده بسبب نعومة فرائه وجماله وأجمل نوع بين هذه
القطط هو الفهد الذي يعيش في أشجار جنوب شرقي آسيا أما البح او السنور
الوحشي المرقط فهو صغير الحجم يعيش في سهول أفريقيا وهو مطلوب أيضا لجمال
فرائه .
القطط الأليفة :
تتحدر القطط المنزلية الأليفة من قطط شمالي أفريقيا البرية فالمزارعون
الأول الذين استوطنوا البحر المتوسط والشرق الأوسط كانوا محتاجين إلى طريقة
لحماية مخزونهم من الحبوب من الفئران والجرذان ووجدوا أن القطط مفيدة لذلك
. وبالتدريج إنتشرت القطة المنزلية في كل أنحاء العالم وصار توليدها
وتربيتها بطرق عديدة مثل الكلاب.
الكلاب والدببة
الكلاب مثل القطط من أكلة اللحوم وهي ذات أرجل طويلة وتركض على أصابع
قوائمها ولما كانت القطط تفضل الصيد بمفردها فتفاجيء فريستها وتنقض عليها
فإن الكلاب تطارد الفريسة على مسافات طويلة إلى أن تنهكها .
وفيما عدا الثعلب لا تصطاد الكلاب بمفردها فلها حاسة شم مرهفة وسمع قوي
والكلاب حيوانات إجتماعية تحب التجمع قطعانا وكل قطيع له قائد.
الذئاب :
طرق الصيد لدى فصيلة الئاب هي أفضل مثال فالذئاب تصطاد جماعات أو عائلة من
حوالي ستة أفراد وتتواجد الذئاب في مناطق واسعة من أميركا الشمالية وأوروبا
وآسيا رغم أنها قد ابعدت عن المناطق الآهلة بالمزارع . ورغم الروايات
والقصص فنادرا ما تهاجم الذئاب الإنسان . والكويوتي الأصغر حجما ( في
أميركا الشمالية ) وأبن اوى في أفريقيا هي أكلة جيف أكثر مما هي صيادة .
وهناك أنواع متعددة من الذئاب.
الكلاب الأليفة :
غالبية أنواع الكلاب التي تعيش في البلاد الشمالية الباردة مثل كلاب
الأسكيمو متحدرة من الذئاب فطريقة معيشتها وسلوكها مشابهان وهي تعتبر سيدها
بمثابة قائد القطيع وتعتمد عليه أكثر بكثير. والكلب يلتهم طعامه . مثل
الذئب بينما للقطط تهذيب أرفع والسبب هو أن القطة البرية تستطيع أن تأكل
طعامها على مهل بينما الكلاب والذئاب تعيش جماعات والأسرع في الأكل ينال
قسطا اوفر من الطعام . وجراء الكلب مثل جراء القطط تحب اللهو والمرح واللعب
مقدمة لعمليات الصيد عندما تكبر وتربى الكلاب الآن لتقوم بأعمال متعددة
منها الصيد والتقاط الطيور والحراسة وإرشاد العميان ولجر الزحافات والثلجية
وكحيوان أليف في المنازل.
الثعلب :
يميل الثعلب إلى الإنفراد في معيشته وفي طريقته للصيد متتبعا أثر فريسته
على طريقة القطط والثعالب نفسها تشكل فريسة للحيوانات وللإنسان على السواء
ولذلك فهي شديدة الحذر لا تخرج إلا في الليل ولكن لم يزل الثعلب موجودا
بكثرة في أنحاء العالم وكثيرا ما يدخل إلى المدن والقرى للبحث عن طعام .
والثعلب القطبي يعيش في أقصى الشمال ويتغير لون فرائه فيصبح أبيض في الشتاء
أما الثعلب الفضي فيربى في مزارع خاصة لأجل فرائه.
الضبع :
مع أن منظرها يشبه الكلاب إلا أن الضباع تنتسب إلى فصيلة أخرى فهي لا تحسن
الركض مثل الكلاب وظهرها أشد إنحدارا نحو الوراء وتوجد أربعة أنواع من
الضباع : المرقطة والبنية اللون تعيش في سهول أفريقيا وذات الخطوط في شمالي
أفريقيا وذئب الأرض كما تسمى توجد في أفريقيا الجنوبية وهذا الأخير يقتات
بالحشرات وفكاه ضعيفان أما سائر الأنواع فقوية الفكين وتأكل الجيف
وبإمكانها تكسير العظام الغليظة . وكان الناس يعتقدون أن الضبع حيوان جبان
ينتظر حتى يأكل فضلات الأسود ولكننا نعلم الآن أن الضباع تفتك بفريستها
بنفسها وكثيرا ما تخيف الأسود وتطردها (( وضحكة )) الضبع من الأصوات
المألوفة في البراري الأفريقية .
الدببة :
الدببة أضخم آكلات اللحوم وهي تدب على أربع على مسطح أقدامها بحيث تترك
أصابعها الخمس أثرا على الأرض وبعض أنواع الدببة تحسن التسلق ومع أن لها
أنيابا عريضة وفكا قويا مثل أكلة اللحوم إلا أنها تأكل كل شيء من الديدان
إلى ثمر العليق إلى الفرائس الكبيرة . معظم الدببة تعيش في البلدان
الشمالية ولها فراء غليظ يقيها صقيع الشتاء وأكثر الأنواع إنتشارا هو الدب
الأسمر ويتواجد في أميركا الشمالية وأوروبا إلى آسيا والهند وتختلف أحجام
الدببة أكبرها الدب الأسود في جبال روكي الأميركية ودب كودياك في ألاسكا .
وتعيش أنواع أخرى من الدببة السوداء في اميركا كما يعيش الدب الكسلان في
الهند. أما دب أقصى الشمال الدب القطبي الأبيض فيعيش في ثلج وجليد القطب
متجولا بمفرده أكثر الوقت ويعيش على إصطياد الفقمة .
صغار الدببة:
يركز الدب إهتمامه في الصيف على أكل أكبر كمية ممكنة من الغذاء وعندما يأتي
الشتاء ينسحب إلى مكان أمين يختبيء فيه ويسبت وفي هذا الفصل يولد الصغار
ويكون حجم المولود الجديد من أصغر المواليد نسبة إلى حجم الأم. فقد يبلغ
وزن الأم 220 كجم بيما لا يصل وزن المولود إلى أكثر من بضعة غرامات. وتتغذى
الصغار بحليب الأم وأول مرة يغادرون فيها الوكر تكون في الربيع ويظل
الصغير مرافقا لأمه مدة ثلاثة سنوات . ويمكن أن يصبح الدب الصغير أليفا
ويتدرب على القيام بأنواع الألعاب في السيرك وحدائق الملاهي .
ثعلب الماء (القضاعة) والغرير والراكون
معظم أصناف عائلة أبن عرس لها أجسام طويلة نحيفة وأرجل قصيرة . وهي تركض
بطريقة القفز ، وتشتهر بشراستها بالصيد ، إلا أن بعض الأنواع تقتات
بالنباتات والحشرات .
ابن عرس والقاقم :
ابن عرس الأوروبي من أصغر الأنواع ، لا يتعدى طوله 22 سم والأنثى أصغر من
ذلك وهو يفضل العيش منفردا ويصطاد مع أفراد عائلته أحيانا وتقتات هذه
الحيوانات بالثدييات الصغيرة كالفئران وفئران الحقل. أما القاقم فيصطاد
الأرانب وطيور الأرض . ورأس ذنبه أسود اللون وفي البلدان الشمالية الثلجية
يتغير لون جلده إلى الأبيض فيسمونه عندها (( إرمين)) وهو من أنواع الفرو
الفاخرة وهو مثل ابن عرس أي يلجأ إلى الصيد مع جماعته وكثيرا ما تدخل هذه
الحيوانات إلى جحر حيوانات أخرى لكي تفترسها . ولهذه المخلوقات غدد رائحة
تستخدمها للتفاهم فيما بينها وكذلك للدفاع فرائحة بعض الأنواع مثل فأر
الخيل المنتن والظربان الأميركي كريهة لدرجة أنها تبعد الحيوانات الأخرى
عنه .
الدلق والمنك :
الدلق وأقرباؤه بارعة في تسلق الأشجار حتى أن بعضها يتمكن أحيانا من إصطياد
السناجب. والدلق مثل المنك والسمور مرغوبة بسبب نعومة وجمال فرائها لذلك
اصبحت نادرة الوجود في بعض الأماكن . والمنك حيوان أميركي بالأصل ويربى
الآن في مزارع خاصة لأجل فروه الثمين وقد إستطاعت بعض الحيوانات منه أن
تهرب لتعيش طليقة في البرية الأوروبية وهي صيادة ماهرة وسباحة سريعة تسطو
على الطيور المائية .
الشره والغرير :
يعش الشره وأنواعه في أوروبا الشمالية وآسيا وأميركا ، وهو من أكثر أنواع
فصيلة ابن عرس ونظره مثل الغرير الكبير الحجم . والغرير حفار قوي ينقب
التراب ويعيش في مجموعة من السراديب يحافظ على نظافتها ويجعل أماكن خاصة
يستخدمها بمثابة بيوت خلاء. وهذه الحيوانات تأكل كل ما تجده من نبات وجذور
وحيوانات صغيرة وديدان وأرجلها قوية وأظافرها حادة وهي تمشي على مسطح قدمها
والغرير الأوروبي يعيش في الأمكنة الحرجية بينما صنوه الأميركي يفضل
السهول . وهي كلها ذات خطوط سوداء وبيضاء على جلدها مثل إنذار لإعدائها
ويمكنها أن تعض بقوة. أما (( غرير العسل)) في أفريقيا فيفتش على خلا