مما قيل في الخيل
سأل معاوية بن أبي سفيان صعصعة بن صوحان:
أي الخيل أفضل؟ قال: الطويل الثلاث، القصير الثلاث، العريض الثلاث، الصافي
الثلاث. قال فسِّر لنا قال: أما الطويل الثلاث فالعنق والأذن والحزام. وأما
القصير الثلاث: فالصلب والعسيب والقضيب. وأما العريض الثلاث فالجبهة
والمنخر والحارك وأما الصافي الثلاثي فالأديم والعين والحافر.
ــــ روى أبو قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلّم
أنه قال: خيرُ الخيل الأدهمُ الأقرحُ المحجل الثلاث، طلق اليمين،
فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية.
ــــ من المعروف أن الجواد العربي لا يبلغ أشده إلا
في سن السادسة، وهذه سن متأخرة بالنسبة للخيول، ولكنه من ناحية
أخرى، يعمر طويلاً، ويتجاوز معدل حياته معدل باقي الخيول، وهو يستطيع أن
يقوم بواجبه، ويقدم الخدمات لأصحابه لغاية بلوغه الثلاثين من عمره.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: الخيل
ثلاثة: فرس للرحمن، وفرس للإنسان، وفرس للشيطان.
فأما فرس الرحمن فما اتخذ لله في سبيل الله وقوتل عليه أعداء الله، وأما
فرس الإنسان فما استطرق عليه، وأما فرس الشيطان فما روهن وقومر عليه.
ــــ أما الخيل فللرعب والرهب، وأما البراذين فللجمال والدعة، وأما البغال
فللسفر البعيد، وأما الإبل فلِلحمْل، وأما الحمير فللدبيب وخفة المؤونة.
خالد بن صفوان.
فازورَّ من وقع القنا بلبانه ؛وشكى إلى بغبرةٍ وتحمحم
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ؛ولكان لو علم الكلام مكلمي
عنترة بن شداد
إذا ما الخيل ضيعها أناسٌ ؛ضممناها، فشاركت العيالا
نقاسمها المعيشة كل يوم ؛ونلبسها البراقع والجلالا
الأخطل
ــــ ما أخصب الجواد العربي الأصيل، إن حالات العقم سواء لدى الحصان أو
الفرس نادرة جداً، والثابت أن الجواد العربي لا يفقد قدرته التناسلية حتى
ولو تقدم في السن، فكثيراً ما نجد أفراساً قد أنجبت عشرين مهراً، وأحصنةً
استخدمت لغرض التناسل رغم بلوغها الثلاثين من عمرها. ولم يحدث هذا عند
البدو فحسب، بل وكذلك في محطات تربية الخيل في أوروبا وأمريكا.
ــــ عن عمر بن أبي أنس قال: قال سعد: يا
رسول الله، إن لي خيلاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: احسبها،
واحمل عليها الفحول واحبس الإناث منها، تنلِ الدرجات العُلا من الجنة.
ــــ عليكم بإناث الخيل، فإن ظهورها عزّ، وبطونها كنز. رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
قال علي بن الفضل: سأل رجل النبي صلى الله عليه
وسلّم: أي المال خير؟ قال: سكة مأبورة، أو مهرة مأمورة
ــــ ظهور الخيل غطوها، وحليب النوق اسقوها. مثل عربي.
ــــ قيل لبعض الحكماء: أي الأموال أثرى؟
قال: فرس يتبعها فرس في بطنها فرس.
ــــ عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال: ثبت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «من كان له فرس عربي
فأكرمه، أكرمه الله، وإن أهانه أهانه الله2 .
روى ابن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلّم: «المنفق على الخيل كباسط يده بالصدقة لا يقبضها، وأبوالها
وأرواثها عند الله يوم القيامة كذكيّ المسك2.
ــــ عن محمد بن عقبة عن أبيه عن جده قال:
أتينا تميماً الدارمي وهو يعالج عليق فرسه بيده، فقلنا له: يا أبا رقيّة،
أمالك من يكفيك هذا؟ قال: بلى، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم
يقول: «من ارتبط فرساً في سبيل الله، فعالج عليقه بيده، كان له بكل حبة
حسنة2.
ــــ إن الجواد العربي الأصيل تجتمع فيه أفضل الصفات
من حيث هيئته وطبعه وكفاءته بالدرجة الأولى، ونادراً ما تكون هذه
الصفات من حظ الخيول الأخرى في آن واحد. ويتميز الجواد العربي الأصيل عن
غيره بتكامل جسمه، وجماله، وذكائه، ووداعته، وبنيته الصلبة، وعراقة أصله،
ومقاومته العرقية، وكفاءته، وقوته، وسرعته، وصبره، وثباته
أعز مكان في الدجى سرج سابح ؛وخير جليس في الأنام كتاب
أبو الطيب المتنبي
ــــ ويقول امرؤ القيس:
وقد أغتذي والطير في وكناتها ؛بمنجرد قيد الأوابد هيكل
مكرٍ، مفرٍ، مقبلٍ، مدبر، معاً ؛كجلمود صخرٍ حطه السيلُ من علِ
* ثلاثة أنواع من الخدمة لا تعيب المرء:
خدمته لبيته، وخدمته لفرسه، وخدمته لضيفه. (قول عربي).
إن بطن المهرة صندوق كنز ينتفخ بالذهب (الأمير عبد القادر الجزائري).
* إن عين الجواد العربي لغة قائمة بذاتها، فيها
يعبر عن مشاعره، ويتفهم كل شيء، وتتفجر من محجرها صدقة من نار وسط بياض
مبقَّع بالدم. (لامارتين).
* قالوا:
الخيل من الخيلاء، وهي اعتزاز الجواد بنفسه لما يتمتع به من ميراث، وتناسق،
وجمال لائق.
والجواد جاءت من معنى الجواد والعطاء، لما يقدمه من إسراع وعدو ينقذ به
صاحبه في ساعات المحن والملمات.