الميستو الميستو الميستو الميستو
طائر نادر مغرد إسمه الميستو يشغل بال المراكشيين ويدوخ هواة الطيور
منتدى طائر الحسون والتهجين
مستو" طائر هجين، هو نتاج تزاوج بين أنثى الكناري وذكر "مقنين"، كما
يسمى في "البهجة"، أو طائر الشوك، وبوسبنية، كما يسمى في مناطق أخرى.
تماما كما البغل، في فصيلة ذات الحوافر، هو نتاج تزاوج بين الفرس،
أنثى الخيل، والحمار، والعكس أيضا، بين الأتان، أنثى الحمار،
والحصان.
والنتاج الهجين يكون دائما عقيما، إلا في ما ندر لذلك، يكدّ
المراكشيون ويتعبون في الحصول على طائر مستو المهجن والنادر، الذي
بالكاد يحصل عليه أحدهم.
يقول عبد الكريم"السيكليس"، وهو صاحب ورشة بأحد أحياء المحاميد في
المدينة الحمراء، إن الحصول على مستو ليس أمرا سهلا، فالعملية تتطلب
صبر أيوب، ولا تتحقق إلا نادرا .
ويضيف، بوثوق العارف، أن المكان، ويقصد ورشة إصلاح الدراجات النارية
والعادية أو "البشكليتات" كما يحلو للمراكشيين تسميتها، يحتضن
"أقفاصا في ملكيتي وأخرى لأصدقائي.أحاول وأعيد المحاولة لإنجاح عملية
التزاوج حتى أحقق مبتغاي، وهو الحصول على مستو".
يوضح عبد الكريم أن في الورشة"عشرة أقفاص، عدد منها في حوزتي وأخرى
لأصدقائي، نتقاسم هموم الحصول على هذا الطائر المغرد، القوي والصبور،
والذي لا يكتئب ولا يضجر من القفص".
لعبد الكريم زبناء كثر، فمنهم من جاء يطلب خدمة لأن عطلا أصاب
دراجته، ومنهم من يسأل عن مسار عملية التزاوج، وهم في الغالب زملاؤه،
درسوا معه في كلية العلوم، بشعبة البيولوجيا.
وآخرون كبر الفضول لديهم، كأحدهم، الذي قصد السيكليس لمده بحبات رمل،
لأن أنثى كناره في ذروة وضع البيض.
ترك عبد الكريم جامعة العلوم السملالية، ولم يكمل دراسته، واكتفى
بشهادة »دوغ«، أي ديبلوم الدراسات الجامعية العامة، وشمر على ساعديه،
موظفا خبرته في المجال، حتى أصبح"سيكليسا" (مصلّح دراجات)، يقصده
شباب الحي لإصلاح ما أفسدته طرق مراكش ومسالكها .
من جانبه، قال عبد الكريم العشاب، الذي يجاور عبد الكريم السيكليس
ويتقاسم معه هذه الورطة الجميلة، إن "البحث عن مستو أضحى الشغل
الشاغل لكثير من المراكشيين المولعين بتربية الطيور".
ويستفيض العشاب في إبراز صعوبة الحصول على الطائر النادر، وقال إنها
عملية شاقة، وتتطلب كبير جهد وصبر، إذ أن"مستو يتميز عن الطيور بحفظه
السريع لمختلف الغنات، ويشدو بطريقة مسترسلة، ويتفوق على الكناري
والجدر ومقنين، بتغريده وصوته الشجي القريب إلى العندليب".
أثناء الحديث مع العشاب، الذي أثث دكانه بمختلف النباتات العطرية
وغيرها من أعشاب الأرض فوق رفوف من الخشب، وفي قنينات من الزجاج
وأكياس بيضاء بأحجام متنوعة، وقف خياط ممسوس بالورطة ذاتها، وشرع هو
أيضا يتحدث عن مستو.
قال إنه ترك قفصا عند صديقه السيكليس مدة شهر بحثا عن زوج الكناري ،
لأن"الحصول على هذا الطائر يكاد يقترب من الاستحالة، علما أن مولعين
بالطيور يملكون هذا النوع، لكن أكثرها أنثى، وليس ذكر مستو كأنثاه،
فالذكر لا يمل التغريد، في حين أن الأنثى لا تعيش كثيرا، إذ سرعان ما
تنفق".
لم يكن صبي الورشة، زهير، بغافل عما يدور من نقاش مع »معلمه« عبد
الكريم، إذ كثيرا ما يقطع حبل الحديث، ليثبت أنه من المولعين بتربية
الطيور، فكان لا بد أن يدلي بما لديه في حب مستو : يوم عطلته
الأسبوعية، الاثنين، يركب دراجته، ويحمل ما تيسر من زاد، ويتجه صوب
نواحي مراكش للصيد، مستعينا بقفص بداخله »مقنين« يتقن الشدو لاستمالة
الطيور.
وبعد أن يهيء شراكا، من أعواد رقيقة بها لصاق محلي الصنع يسمى
»الرزمة«، يحط الطائر الفضولي قرب القفص، فيقع في المصيدة.
يتابع الصبي أنه يرغب في الحصول على مستو، شأنه شأن معلمه عبد
الكريم، موضحا أن الطائر الذي يشغل كثيرا المراكشيين يمكن توليده
حينما تنجح عملية التزاوج والاندماج، دون أن يتعب من تعديد مزايا
الطائر، حتى ليخال المرء أنه يقول عنه شعرا ويموت فيه عشقا.
بيد أن مستو لم ينج من رياح التحليل والتحريم، التي باتت تهب بقوة
هذه الأيام، بسيل من الفتاوى، التي تأتي من كل حدب وصوب، لا تترك
أمرا، مهما صغر أو علا شأنه، إلا تعرضت له بالإجازة أو المنع، غير أن
مستو خرج من الزوبعة سالما، إذ كان هناك شباب ملتحون من هواة تربية
الطيور، قال أحدهم إن الأمر جائز شرعا، مستندا في ذلك إلى رأي أحد
مشايخ مراكش المعروفين بالورع والتقوى.
ولكي يثبت عبد الكريم تفوق ذوق المراكشيين وشطارتهم في »علم الطير«،
أقسم أن بيضاويين زاوجوا أنثى الكناري مع طائر مشهور لدى المراكشيين
باسم "طيبيبط"، وكانت النتيجة طائرا ممسوخا أخرس، فيما يبقى مستو صعب
المنال، يعذب هواة الطيور في مدينة سبعة رجال.
عن جريدة الصحراء المغربية
طائر نادر مغرد إسمه الميستو يشغل بال المراكشيين ويدوخ هواة الطيور
منتدى طائر الحسون والتهجين
مستو" طائر هجين، هو نتاج تزاوج بين أنثى الكناري وذكر "مقنين"، كما
يسمى في "البهجة"، أو طائر الشوك، وبوسبنية، كما يسمى في مناطق أخرى.
تماما كما البغل، في فصيلة ذات الحوافر، هو نتاج تزاوج بين الفرس،
أنثى الخيل، والحمار، والعكس أيضا، بين الأتان، أنثى الحمار،
والحصان.
والنتاج الهجين يكون دائما عقيما، إلا في ما ندر لذلك، يكدّ
المراكشيون ويتعبون في الحصول على طائر مستو المهجن والنادر، الذي
بالكاد يحصل عليه أحدهم.
يقول عبد الكريم"السيكليس"، وهو صاحب ورشة بأحد أحياء المحاميد في
المدينة الحمراء، إن الحصول على مستو ليس أمرا سهلا، فالعملية تتطلب
صبر أيوب، ولا تتحقق إلا نادرا .
ويضيف، بوثوق العارف، أن المكان، ويقصد ورشة إصلاح الدراجات النارية
والعادية أو "البشكليتات" كما يحلو للمراكشيين تسميتها، يحتضن
"أقفاصا في ملكيتي وأخرى لأصدقائي.أحاول وأعيد المحاولة لإنجاح عملية
التزاوج حتى أحقق مبتغاي، وهو الحصول على مستو".
يوضح عبد الكريم أن في الورشة"عشرة أقفاص، عدد منها في حوزتي وأخرى
لأصدقائي، نتقاسم هموم الحصول على هذا الطائر المغرد، القوي والصبور،
والذي لا يكتئب ولا يضجر من القفص".
لعبد الكريم زبناء كثر، فمنهم من جاء يطلب خدمة لأن عطلا أصاب
دراجته، ومنهم من يسأل عن مسار عملية التزاوج، وهم في الغالب زملاؤه،
درسوا معه في كلية العلوم، بشعبة البيولوجيا.
وآخرون كبر الفضول لديهم، كأحدهم، الذي قصد السيكليس لمده بحبات رمل،
لأن أنثى كناره في ذروة وضع البيض.
ترك عبد الكريم جامعة العلوم السملالية، ولم يكمل دراسته، واكتفى
بشهادة »دوغ«، أي ديبلوم الدراسات الجامعية العامة، وشمر على ساعديه،
موظفا خبرته في المجال، حتى أصبح"سيكليسا" (مصلّح دراجات)، يقصده
شباب الحي لإصلاح ما أفسدته طرق مراكش ومسالكها .
من جانبه، قال عبد الكريم العشاب، الذي يجاور عبد الكريم السيكليس
ويتقاسم معه هذه الورطة الجميلة، إن "البحث عن مستو أضحى الشغل
الشاغل لكثير من المراكشيين المولعين بتربية الطيور".
ويستفيض العشاب في إبراز صعوبة الحصول على الطائر النادر، وقال إنها
عملية شاقة، وتتطلب كبير جهد وصبر، إذ أن"مستو يتميز عن الطيور بحفظه
السريع لمختلف الغنات، ويشدو بطريقة مسترسلة، ويتفوق على الكناري
والجدر ومقنين، بتغريده وصوته الشجي القريب إلى العندليب".
أثناء الحديث مع العشاب، الذي أثث دكانه بمختلف النباتات العطرية
وغيرها من أعشاب الأرض فوق رفوف من الخشب، وفي قنينات من الزجاج
وأكياس بيضاء بأحجام متنوعة، وقف خياط ممسوس بالورطة ذاتها، وشرع هو
أيضا يتحدث عن مستو.
قال إنه ترك قفصا عند صديقه السيكليس مدة شهر بحثا عن زوج الكناري ،
لأن"الحصول على هذا الطائر يكاد يقترب من الاستحالة، علما أن مولعين
بالطيور يملكون هذا النوع، لكن أكثرها أنثى، وليس ذكر مستو كأنثاه،
فالذكر لا يمل التغريد، في حين أن الأنثى لا تعيش كثيرا، إذ سرعان ما
تنفق".
لم يكن صبي الورشة، زهير، بغافل عما يدور من نقاش مع »معلمه« عبد
الكريم، إذ كثيرا ما يقطع حبل الحديث، ليثبت أنه من المولعين بتربية
الطيور، فكان لا بد أن يدلي بما لديه في حب مستو : يوم عطلته
الأسبوعية، الاثنين، يركب دراجته، ويحمل ما تيسر من زاد، ويتجه صوب
نواحي مراكش للصيد، مستعينا بقفص بداخله »مقنين« يتقن الشدو لاستمالة
الطيور.
وبعد أن يهيء شراكا، من أعواد رقيقة بها لصاق محلي الصنع يسمى
»الرزمة«، يحط الطائر الفضولي قرب القفص، فيقع في المصيدة.
يتابع الصبي أنه يرغب في الحصول على مستو، شأنه شأن معلمه عبد
الكريم، موضحا أن الطائر الذي يشغل كثيرا المراكشيين يمكن توليده
حينما تنجح عملية التزاوج والاندماج، دون أن يتعب من تعديد مزايا
الطائر، حتى ليخال المرء أنه يقول عنه شعرا ويموت فيه عشقا.
بيد أن مستو لم ينج من رياح التحليل والتحريم، التي باتت تهب بقوة
هذه الأيام، بسيل من الفتاوى، التي تأتي من كل حدب وصوب، لا تترك
أمرا، مهما صغر أو علا شأنه، إلا تعرضت له بالإجازة أو المنع، غير أن
مستو خرج من الزوبعة سالما، إذ كان هناك شباب ملتحون من هواة تربية
الطيور، قال أحدهم إن الأمر جائز شرعا، مستندا في ذلك إلى رأي أحد
مشايخ مراكش المعروفين بالورع والتقوى.
ولكي يثبت عبد الكريم تفوق ذوق المراكشيين وشطارتهم في »علم الطير«،
أقسم أن بيضاويين زاوجوا أنثى الكناري مع طائر مشهور لدى المراكشيين
باسم "طيبيبط"، وكانت النتيجة طائرا ممسوخا أخرس، فيما يبقى مستو صعب
المنال، يعذب هواة الطيور في مدينة سبعة رجال.
عن جريدة الصحراء المغربية