:
ذ إدريس روكي رئيس" جمعية مولاي إدريس لحمام السباق"
نبذة عن الجمعية وأهدافها.
تضم جمعية مولاي إدريس لحمام السباق بفاس عددا من مربيي الحمام بالمدينة, كما ينشط أعضاؤها بمقر دار الشباب بن دباب.
يتكون المكتب المسير للجمعية من 7 أعضاء منتخبين لمدة 4 سنوات و كل الأعضاء متطوعين. و تتلخص أهداف الجمعية في:
- تنظيم مسابقات بالحمام الزاجل (المسافر) في مختلف المسافات.
- العمل على تسهيل و تطوير الاتصال بين هواة هذا النوع من الرياضة " حمام السباق".
- تعميق الروابط بين الجمعيات ذات الاهتمام المشترك, سواء داخل الوطن أو خارجه.
- تنظيم تظاهرات ثقافية و ترفيهية من اجل التعريف بهذه الرياضة.
ـ س :أي نوع أو أنواع من الحمام انتم بصدد الحديث عنه؟
ج: لقد صنف الحمام حسب موسوعة لاروس إلى 70 صنف والى 360 نوعا موزعا عبر العالم إلا انه يمكن تصنيف جميع هذه الأنواع إلى ثلاثة مجموعات:
1—حمام الاستهلاك
2—حمام التزيين
3—حمام المسافر أو الزاجل
ـ س: ما هو الدافع لاهتمام الإنسان بالحمام مند القدم؟
ج: تفيد بعض المراجع التاريخية أن الاهتمام بتربية الحمام يرجع لعدة عوامل منها ما هو عسكري أو غدائي وكذلك ترفيهي.
لكن أهم الأسباب التي دفعت الإنسان إلى تدجين الحمام هي "حمل الرسائل"
ويمكن الإشارة في هذا الصدد أن اليونانيين كرجال أعمال طوروا معاملاتهم التجارية بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط بفضل الحمام الزاجل أما الرومان فكانوا يتوصلون بنتائج المسابقات بالعربات الحربية والمصارعات داخل الحلبات بواسطة هذا البريد الطائر و الأمثلة كثيرة.
ـ س: ألا تفيد كتب التاريخ شيئا عن نفس الاستعمال لدى المسلمين ؟
ج: طبعا لقد استغل المسلمون قدرات الحمام الزاجل أحسن استغلال ويمكن تقديم أمثلة دامغة على ذلك ففي عهد الأمير السوري "نور الدين محمد بن زنكي" أسس بريد منظم سنة (565هـ 1170م) حيث تطور هذا النظام التواصلي مما دفع العرب في تلك الفترة إلى ابتكار ورق خاص خفيف وصغير الحجم يكتب عليه ويلصق تحت جنح الحمامة.
ويمكن الرجوع في هذا الباب إلى حادثة موثقة تاريخيا.إذ أن خبر انتصار المسلمين على المسيحيين في معركة الزلاقة بالأندلس أعلنت من طرف المعتمد إلى ابنه في اشبيلية بواسطة الحمام الزاجل .وقرئت الرسالة على العموم في المسجد الكبير باشبيلية.
كما وردت كتابات خصوصا في عهد العباسيين حيث حظيت هذه تربية الحمام الزاجل باهتمام كبير خاصة في عهد الملك" المهدي".
س:نود لو تقدمون للقراء نبذة عن تاريخ و نشأة حمام السباق
ج: تجمع كتب التاريخ على أن القرن التاسع عشر شهد ظهور حمام السباق أو الحمام"العداء". ففي منطقة الوالوني "wallonie "ببلجيكا وقع زواج مابين"Francais Cravate " مع "Camus" فحصلوا على ما يسمى بحمام "لييجيي" liegeois. وفي انفرس Anvers البلجيكية كذلك زوج "Culbutant " ب"Court bec Liegeois" فأعطى "Smerie". فأولى المسابقات التي أقيمت للحمام الزاجل كانت حوالي 1820م وكان خلالها الحمام ينتقل على الأرجل أو بواسطة العربات. ولأول مرة يتم نقل من اجل السباق من "لييج" بواسطة القطار وكان ذلك سنة 1854. و كانت هذه المرحلة إيذانا بدخول نوع جديد من الرياضات يتعلق الأمر بسباق الحمام الذي انتشر بسرعة وغزا بعد ذلك مناطق وشرائح اجتماعية مختلفة.
س: كيف حال "سباق الحمام في المغرب ؟
ج . بالنسبة للمغرب اعتقد انه خلال العقد الأخير, أخذت دائرة هذه الرياضة تتسع, وبدأت تحظى باهتمام متزايد خصوصا من طرف الشباب. إذ نشأت في مناطق عديدة من المغرب جمعيات تنظم مسابقات بالحمام الزاجل كالدار البيضاء و الرباط و القنيطرة و مكناس و اكادير وبنكرير وآسفي و مدن أخرى .ففي المغرب يوجد ما يناهز ثلاثين جمعية.أما على مستوى النتائج, ففي تحسن مستمر, في كثير من المناطق, رغم ضعف الإمكانيات و غياب التشجيع . ولا بد هنا من الإشارة إلى أن مدينة فاس كانت من بين المدن السباقة إلى تنظيم وتوفير مناخ لازم, للسهر على التباري بالحمام.
فالأكيد أن تربية الحمام الزاجل بالمغرب, استطاعت أن تتطور في زمن وجيز مقارنة مع دول افريقية أو عربية. فالتطور الحاصل الذي يحظى به حمام السباق حاليا ببلدنا سيجعل منه رياضة رفيعة المستوى في السنوات القادمة إن شاء الله ادا تضافرت الجهود.
س: الكثير من القراء يجهلون ربما هذه الرياضة على مستوى الممارسة , كيف تقربون من الأذهان تقنياتها المعتمدة؟
ج, يمكن القول هنا أن الأمر يشبه العاب القوى من حيث المسافات و التصنيف. فهناك ثلاثة أنواع من المسابقات:
مسابقات المسافات القصيرة من 80 إلى 300 كلمتر
مسابقات المسافات المتوسطة من 300 إلى 500 أو 600 كلمتر
مسابقات المسافات الطويلة من 600 الى 1100 كلمتر
من جهة أخرى فحمام السباق كالعداء يخضع لتداريب يومية قد تطول أو تقصر مدتها حسب مسابقة أخر الأسبوع و كذالك لتغذية خاصة يحرص الهاوي أو المدرب على إعدادها حسب المجهود الذي سيبذله الحمام.
إن المدرب أي مالك الحمام يعامل حمامه كأنهم عداءون يخضعون لتداريب مبرمجة طيلة الأسبوع و تعدية متكاملة (سكريات +بروتينات +ذهنيات) مع إدماج في أيام معينة لفيتامينات و أدوية ضد بعض الأمراض التي قد تصيبهم كما نقوم سنويا بتلقيحهم ضد مرض بارامكسوفروس paramyxovirose.
س-تحدثت بعض المصادر مؤخرا عن إنجاز مهم في جمعيتكم , كيف حصل ذلك وأين ومتى؟
ج: إن برنامجنا السنوي للمسابقات يضم من بين مسابقات المسافة الطويلة مسابقة كلميم (740 كلمتر جوا عن فاس) في الصحراء. ففي يوم الجمعة 15 أبريل 2005 أطلق حمام 10 متبارين من مدينة كلميم على الساعة 6h15mn صباحا و في الساعة 6h11mn s من عشية نفس اليوم وصلت حمامة الهاوي فتيح حسن ثم بعد 45 ثانية أعلن إدريس روكي عن وصول حمامتين في نفس الوقت. وفي صباح اليوم الموالي على الساعة 6h32mn وصلت حمامة أخرى للمرابط أحمد بعدها بدقيقتين حمامة الحافضي, فالجازولي, وبتتالي الساعات يعود حمام المتبارين.
الحصيلة هي:
أن 3 حمامات قطعت مسافة 740 كلمتر في نفس اليوم.
رجوع الحمام ل9 متبارين من 10 .
إن هذا الإنجاز لم يكن مجرد ضربت حظ, و لكن كما يقول المثل" من جد وجد و من زرع حصد" بل هو نتيجة برنامج خطط له المكتب منذ سنة 2002. و أنجز بفضل الله و عونه و أعطى ثماره.
إن هذا الإنجاز لم يسبق لمدينة فاس أن حققته من قبل. و جمعية مولاي إدريس لحمام السياق تفتخر و تعتز بإنجاز منخر طيها, و تتمنى لجريدة الاتحاد الاشتراكي و لجميع قرائها ولهواة هذه الرياضة مزيدا من التألق و النجاح حتى نصل بها إلى أعلى المستويات, ويكون اسم المغرب حاضرا في المحافل الدولية
منقول
