بحث حول عمل الاطفال عمل الاطفال ظاهرة عمل الأطفال عمل الاطفال مشكلة عمل الاطفال عمل الاطفال موضوع عن عمل الاطفال
من المحزن جدا أن ترى طفلا ًلم يبلغ الحلم قد طغت ملامح الإجهاد على
وجهه، وانطبعت صورة الإحباط على قسماته، ناهيك عن ما يحمله من مظاهر السخط
والتمرد على مجتمعه وجماعته، تتساءل: ما الذي جرّ المسكين الصغير إلى هذا
الواقع المرير، والوضع العسير؟؟
لقد غدت عمالة الأطفال ظاهرة منتشرة انتشاراً واسعاً في أرجاء المعمورة فهي
ليست مقصورة على الدول الفقيرة النامية بل حتى في الدول المتحضرة، وبقدر
سعة انتشارها بقدر تنامي واتساع القلق العالمي من وجودها وتغلغلها في واقع
المجتمعات على حد سواء، ففي الحادي عشر من شهر يونيو حزيران من كل عام
تحتفل المنظمات الدولية والحكومات باليوم العالمي ضد عمل الأطفال . وفي هذا
دليل واضح وجلي على عدم الرضا بهذه الظاهرة وأنها غيرُ مرغوب فيها.
إن عمل الأطفال يعد للوهلة الأولى نشاطاً غير مستحسن لدى الطبيعة البشرية
السوية، فالطفولة مرحلة من مراحل نمو الإنسان وهي بحاجة ماسة إلى العناية
والتأديب والتربية والتدريب وليست إلى الإهمال والتعب والشقاء.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد من كان دون الحلم عن المشاركة
معه في الغزوات كما حدث ذلك في غزوة أحد، إذ في مشاركة الأطفال في الحروب -
حيث تتطاير الرقاب، وتسيل الدماء، وتزهق الأرواح - مشقة كبيرة تحتاج إلي
جسم يطيق أهوالها وآلامها.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يعلمهم و يربيهم على مكارم الأخلاق وأصولها
:(يا غلام إني أعلمك كلماتٍ احفظ الله يحفظك ..) ويقول لآخر :(يا غلام سمِّ
الله وكل بيمينك..)
ومن سنن الله في خلقه أن جعل الأب هو القائم على أمر الأسرة يوفر لها
حاجاتها، ويبعد عنها مخاوفها، ويصلح ما اعوج من سلوك أفرادها . والأطفال من
زينة الحياة الدنيا وهم الذرية التي تبعث الإعتزاز والفرح والسرور في
نفسية الآباء، فمن المستهجن أن تنقلب السنن وينعكس الحال .
إذاً لماذا يعمل الأطفال؟ :
بعد التأمل إلى الأسباب التي أدت إلى ظهور الظاهرة فيمكن إرجاعها إلى ثلاثة أسباب رئيسة :
أولاً : الفقــــر:
فتزايد حدة الفقر الذي يصيب الأسر سواء كان في المجتمعات النامية أو
المتحضرة يجعل الأطفال يُزَجون رغبوا أم كرهوا في ميدان العمل بعجره وبجره
،حتى يشاركوا في إعالة الأسرة التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من معاينة
الموت جوعاً.
فمن المناظر المخزية في زماننا هذا الذي يرفع البعض عقيرته ليصفه بأنه
الزمن الحضاري أن ترى أعداداً من الناس يعيشون على ما تجود به لهم مخلفات
القمامة من مواد غذائية خطرة على الصحة العامة والشخصية.
فالفقر عدو لدود تعوذ منه النبي صلى الله عليه وسلم، ولذا كان حرياً
بالمجتمعات أن تشمر عن ساعد الجد في التخفيف من حدته وانتشاره إذ ما يولده
من مآسٍ وخرابٍ على المجتمع ،كفيل بأن يجعل العقلاء يفيقون من سباتهم
العميق.
ثانيا : الجهل:
فالأسرة تجهل قيمة العلم والتعلم؛ ولذا تجد أنها لا تبالي أن تخرج ابنها من
الدراسة وتدفع به إلى المصنع ليوفر لها حاجتها كما أن مستويات التعليم
خصوصاً في البلدان النامية لا زالت تعيش ركوداً وجموداً وتحجراً؛ فهي بدلاً
من أن ترغّب الطلاب في الدراسة وتشجعهم على المواصلة فيها ،من خلال خلق
الأجواء الصحية، وحسن المعاملة بالمتعلم، والرفق به، وتسخير كل الطاقات نحو
ترشيد عقله ووعيه، وبنائه بناءًا سليماً، وكذا مساعدة أسرته إن كانت
محتاجة بحيث يغنيها عن أن تستخدم هذا الطفل في أعمال فوق طاقته ومقدرته فهي
بالعكس من ذلك تهمل جوانب كثيرة منها بحجة كثرة الأعباء الملقاة على عاتق
هذه الدول أو تلك! وللأسف الشديد تجد دولاً تصدر النفط والطاقة لم تفق من
سباتها إلا بعد أن يظهر بها آلاف مؤلفة من الأطفال يعملون سخرة في المعامل
والمصانع ويحتار الإنسان أين كان موقع التعليم وترغيب الناس إليه من
أولويات عمل حكومات تلك الدول؟، ومن إفرازات تهالك التعليم أن ترى كثرة
ظهور المدارس الأهلية الخاصة التي لا يستطيعها إلا من لديه دخل وفير أما
الفقير فليس له إلا مدارس الدولة التي هي بنيان متصدع، وكرسي مفرقع، وكتاب
مرقع.
ثالثاُ: الأزمات :
ونقصد بها الحروب والكوارث الطبيعية التي من أهم إفرازاتها تشريد العديد من
الأسر من مأوى عيشهم إلى أماكن يصبحون فيها عالة على الآخرين، وهنا تظهر
العصابات التي تطغى عليها مظاهر الانتماء الفاضح إلى شهوة الربح وكسب
الأموال بطرق مشبوهة وأساليب تعد في عرف الدول جرائم حرب تجب محاكمة
مرتكبيها.
ولعل ما حدث إبان كارثة (تسونامي) في جنوب شرق آسيا من عمليات خطف للأطفال
شاهد مهم على التوجهات الخاطئة التي تقوم بها عصابات تجارة الأطفال من
الاستفادة منهم والمتاجرة بهم بغية الكسب السريع وملء الجيوب من أقصر
الطرق.
ماذا يعمل الأطفـــــــــــال ؟
الدارس الفاحص لهذه الظاهرة يجد أن الأطفال غالباً ما يعملون أعمالاً يغلب
عليها الجانب السلبي فهي إلى المشقة والإرهاق أقرب منها إلى البساطة
والاستمتاع.
ولذا فقد تنادت المنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الطفل وحمايته من أسوأ أشكال العمل، ويمكن حصرها فيما يلي:
أولاً: الأعمال التي تؤدي إلى استرقاق الأطفال من
خلال بيعهم والاتجار بهم فيصبحون سلعاً تباع وتشترى وليت الأمر يقف عند
هذا الحد بل يتعداه إلى إجبارهم وتجنيدهم قسراً في أعمال شاقة ومرهقة.
ثانيا: الأعمال التي تؤدي إلى امتهان كرامة وعرض الطفل من خلال استخدامه في إنتاج أعمال إباحية أو أداء عروضٍ إباحيةٍ.
ثالثا: الأعمال التي تؤدي إلى سلوك الطفل سلوكاً
منحرفاً ومخرباً وذلك من خلال مزاولة أنشطة محرمة وغيرها ولا سيما إنتاج
المخدرات والاتجار بها.
رابعا: الأعمال التي تؤدي إلى الإضرار بصحة
الأطفال أو سلامتهم فتراهم يعملون في الورش المتنقلة والثابتة ويحملون
أثقالاً وأوزاناً تؤثر على نموهم بشكل أو بآخر أو ما نراه في الشوارع من
مشاهد تسيء للطفولة وذلك من خلال صور مختلفة كطفل يبيع أكياس النايلون أو
يقف لينظف سيارة أو يشارك في تفريغ حمولة شاحنة أو بيع دخان أو نقل
اسطوانات الغاز.
ولعل الصورة آنفة الذكر حول عمل الأطفال هي صورة قاتمة بشعة خالية من
المحسنات أو اللمحات الجميلة، وكأن عمل الأطفال خطيئة المجتمعات النامية
والمتحضرة على حد سواء، بينما يذكر البعض أن هناك قسما إيجابياً في عمل
الأطفال وهو ما يدخل فيه كافة الأعمال الطوعية أو حتى المأجورة التي يقوم
الطفل بها والمناسبة لعمره وقدراته ويكون لها آثاراً إيجابية تنعكس على
نموه العقلي والجسمي والذهني وخاصة إذا قام الطفل بها باستمتاع مع مراعاة
الحفاظ على حقوقه الأساسية ؛ لأنه من خلال العمل يتعلم الطفل المسؤولية
والتعاون والتسامح مع الآخرين .
إحصاءات وأرقام :
ليس هناك تقدير دقيق يمكن الاستناد إليه يحدد عدد الأطفال العاملين في العالم.
إذ أن منظمة العمل الدولية وهي المصدر الرئيس للمعلومات حول ذلك تقول:( إن
البيانات الإحصائية المتوافرة غير كافية إلى حد كبير وتعوزها المصداقية)
كما أن كثيراً من التعقيدات تحيط بعملية جمع البينات ذاتها.
ولذا نرى مدى التخبط الواضح في التقديرات والإحصاءات ويمكن التعريج حول هذه الأرقام المرصودة:
أما في عام 1973م فقد أشارت تقارير شاملة بأن عدد الأطفال العاملين يبلغ
(73) مليون طفل أي ما يعادل (13%) من مجموع الأطفال بين سن (10) و(14) سنة .
وفي عام 1955م وصلت أعداد الأطفـــال العاملين إلى (250) مليون طفــل من سن (5-14).
ثم بينت التقديرات العالمية لسنة 2002م بأن 211 مليونا من الأطفال ما بين (5-14) على امتداد العالم يمارسون نشاطاً اقتصادياً.
مما سبق ذكره تبين :
1) مدى التفاوت الكبير بين التقديرات العالمية والتي كان من المفترض أن
تكون بحجم الظاهرة الموغلة في القدم على مدار تاريخ الحضارات القديمة
وصولاً إلى الحضارة المعاصرة.
2) تأخر اهتمام المنظمة الدولية بهذه الظاهرة كما سنرى عند الحديث عن الجهود الدولية في ذلك.
3) الرقم الحقيقي بالضرورة أكبر من الإحصاءات المعلنة فنسبة التسجيل تقل في
الإحصاءات الرسمية لدول العالم الثالث عموما عن الواقع الفعلي؛ وذلك لضعف
الإمكانيات والقدرات لدى هذه الدول كما أن هذه الإحصاءات لا تشمل غالبا تلك
الأعداد الأقل من الأطفال العاملين الموجودين في دول العالم المتقدم
أوروبا وأمريكا الشمالية واستراليا واليابان .
4) أن هذه الظاهرة هي بحاجة لمزيد من الدراسة الدقيقة والفاحصة والتي ستفرز بالضرورة تقديرات اكثر دقة ومصداقية.
من المحزن جدا أن ترى طفلا ًلم يبلغ الحلم قد طغت ملامح الإجهاد على
وجهه، وانطبعت صورة الإحباط على قسماته، ناهيك عن ما يحمله من مظاهر السخط
والتمرد على مجتمعه وجماعته، تتساءل: ما الذي جرّ المسكين الصغير إلى هذا
الواقع المرير، والوضع العسير؟؟
لقد غدت عمالة الأطفال ظاهرة منتشرة انتشاراً واسعاً في أرجاء المعمورة فهي
ليست مقصورة على الدول الفقيرة النامية بل حتى في الدول المتحضرة، وبقدر
سعة انتشارها بقدر تنامي واتساع القلق العالمي من وجودها وتغلغلها في واقع
المجتمعات على حد سواء، ففي الحادي عشر من شهر يونيو حزيران من كل عام
تحتفل المنظمات الدولية والحكومات باليوم العالمي ضد عمل الأطفال . وفي هذا
دليل واضح وجلي على عدم الرضا بهذه الظاهرة وأنها غيرُ مرغوب فيها.
إن عمل الأطفال يعد للوهلة الأولى نشاطاً غير مستحسن لدى الطبيعة البشرية
السوية، فالطفولة مرحلة من مراحل نمو الإنسان وهي بحاجة ماسة إلى العناية
والتأديب والتربية والتدريب وليست إلى الإهمال والتعب والشقاء.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد من كان دون الحلم عن المشاركة
معه في الغزوات كما حدث ذلك في غزوة أحد، إذ في مشاركة الأطفال في الحروب -
حيث تتطاير الرقاب، وتسيل الدماء، وتزهق الأرواح - مشقة كبيرة تحتاج إلي
جسم يطيق أهوالها وآلامها.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يعلمهم و يربيهم على مكارم الأخلاق وأصولها
:(يا غلام إني أعلمك كلماتٍ احفظ الله يحفظك ..) ويقول لآخر :(يا غلام سمِّ
الله وكل بيمينك..)
ومن سنن الله في خلقه أن جعل الأب هو القائم على أمر الأسرة يوفر لها
حاجاتها، ويبعد عنها مخاوفها، ويصلح ما اعوج من سلوك أفرادها . والأطفال من
زينة الحياة الدنيا وهم الذرية التي تبعث الإعتزاز والفرح والسرور في
نفسية الآباء، فمن المستهجن أن تنقلب السنن وينعكس الحال .
إذاً لماذا يعمل الأطفال؟ :
بعد التأمل إلى الأسباب التي أدت إلى ظهور الظاهرة فيمكن إرجاعها إلى ثلاثة أسباب رئيسة :
أولاً : الفقــــر:
فتزايد حدة الفقر الذي يصيب الأسر سواء كان في المجتمعات النامية أو
المتحضرة يجعل الأطفال يُزَجون رغبوا أم كرهوا في ميدان العمل بعجره وبجره
،حتى يشاركوا في إعالة الأسرة التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من معاينة
الموت جوعاً.
فمن المناظر المخزية في زماننا هذا الذي يرفع البعض عقيرته ليصفه بأنه
الزمن الحضاري أن ترى أعداداً من الناس يعيشون على ما تجود به لهم مخلفات
القمامة من مواد غذائية خطرة على الصحة العامة والشخصية.
فالفقر عدو لدود تعوذ منه النبي صلى الله عليه وسلم، ولذا كان حرياً
بالمجتمعات أن تشمر عن ساعد الجد في التخفيف من حدته وانتشاره إذ ما يولده
من مآسٍ وخرابٍ على المجتمع ،كفيل بأن يجعل العقلاء يفيقون من سباتهم
العميق.
ثانيا : الجهل:
فالأسرة تجهل قيمة العلم والتعلم؛ ولذا تجد أنها لا تبالي أن تخرج ابنها من
الدراسة وتدفع به إلى المصنع ليوفر لها حاجتها كما أن مستويات التعليم
خصوصاً في البلدان النامية لا زالت تعيش ركوداً وجموداً وتحجراً؛ فهي بدلاً
من أن ترغّب الطلاب في الدراسة وتشجعهم على المواصلة فيها ،من خلال خلق
الأجواء الصحية، وحسن المعاملة بالمتعلم، والرفق به، وتسخير كل الطاقات نحو
ترشيد عقله ووعيه، وبنائه بناءًا سليماً، وكذا مساعدة أسرته إن كانت
محتاجة بحيث يغنيها عن أن تستخدم هذا الطفل في أعمال فوق طاقته ومقدرته فهي
بالعكس من ذلك تهمل جوانب كثيرة منها بحجة كثرة الأعباء الملقاة على عاتق
هذه الدول أو تلك! وللأسف الشديد تجد دولاً تصدر النفط والطاقة لم تفق من
سباتها إلا بعد أن يظهر بها آلاف مؤلفة من الأطفال يعملون سخرة في المعامل
والمصانع ويحتار الإنسان أين كان موقع التعليم وترغيب الناس إليه من
أولويات عمل حكومات تلك الدول؟، ومن إفرازات تهالك التعليم أن ترى كثرة
ظهور المدارس الأهلية الخاصة التي لا يستطيعها إلا من لديه دخل وفير أما
الفقير فليس له إلا مدارس الدولة التي هي بنيان متصدع، وكرسي مفرقع، وكتاب
مرقع.
ثالثاُ: الأزمات :
ونقصد بها الحروب والكوارث الطبيعية التي من أهم إفرازاتها تشريد العديد من
الأسر من مأوى عيشهم إلى أماكن يصبحون فيها عالة على الآخرين، وهنا تظهر
العصابات التي تطغى عليها مظاهر الانتماء الفاضح إلى شهوة الربح وكسب
الأموال بطرق مشبوهة وأساليب تعد في عرف الدول جرائم حرب تجب محاكمة
مرتكبيها.
ولعل ما حدث إبان كارثة (تسونامي) في جنوب شرق آسيا من عمليات خطف للأطفال
شاهد مهم على التوجهات الخاطئة التي تقوم بها عصابات تجارة الأطفال من
الاستفادة منهم والمتاجرة بهم بغية الكسب السريع وملء الجيوب من أقصر
الطرق.
ماذا يعمل الأطفـــــــــــال ؟
الدارس الفاحص لهذه الظاهرة يجد أن الأطفال غالباً ما يعملون أعمالاً يغلب
عليها الجانب السلبي فهي إلى المشقة والإرهاق أقرب منها إلى البساطة
والاستمتاع.
ولذا فقد تنادت المنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الطفل وحمايته من أسوأ أشكال العمل، ويمكن حصرها فيما يلي:
أولاً: الأعمال التي تؤدي إلى استرقاق الأطفال من
خلال بيعهم والاتجار بهم فيصبحون سلعاً تباع وتشترى وليت الأمر يقف عند
هذا الحد بل يتعداه إلى إجبارهم وتجنيدهم قسراً في أعمال شاقة ومرهقة.
ثانيا: الأعمال التي تؤدي إلى امتهان كرامة وعرض الطفل من خلال استخدامه في إنتاج أعمال إباحية أو أداء عروضٍ إباحيةٍ.
ثالثا: الأعمال التي تؤدي إلى سلوك الطفل سلوكاً
منحرفاً ومخرباً وذلك من خلال مزاولة أنشطة محرمة وغيرها ولا سيما إنتاج
المخدرات والاتجار بها.
رابعا: الأعمال التي تؤدي إلى الإضرار بصحة
الأطفال أو سلامتهم فتراهم يعملون في الورش المتنقلة والثابتة ويحملون
أثقالاً وأوزاناً تؤثر على نموهم بشكل أو بآخر أو ما نراه في الشوارع من
مشاهد تسيء للطفولة وذلك من خلال صور مختلفة كطفل يبيع أكياس النايلون أو
يقف لينظف سيارة أو يشارك في تفريغ حمولة شاحنة أو بيع دخان أو نقل
اسطوانات الغاز.
ولعل الصورة آنفة الذكر حول عمل الأطفال هي صورة قاتمة بشعة خالية من
المحسنات أو اللمحات الجميلة، وكأن عمل الأطفال خطيئة المجتمعات النامية
والمتحضرة على حد سواء، بينما يذكر البعض أن هناك قسما إيجابياً في عمل
الأطفال وهو ما يدخل فيه كافة الأعمال الطوعية أو حتى المأجورة التي يقوم
الطفل بها والمناسبة لعمره وقدراته ويكون لها آثاراً إيجابية تنعكس على
نموه العقلي والجسمي والذهني وخاصة إذا قام الطفل بها باستمتاع مع مراعاة
الحفاظ على حقوقه الأساسية ؛ لأنه من خلال العمل يتعلم الطفل المسؤولية
والتعاون والتسامح مع الآخرين .
إحصاءات وأرقام :
ليس هناك تقدير دقيق يمكن الاستناد إليه يحدد عدد الأطفال العاملين في العالم.
إذ أن منظمة العمل الدولية وهي المصدر الرئيس للمعلومات حول ذلك تقول:( إن
البيانات الإحصائية المتوافرة غير كافية إلى حد كبير وتعوزها المصداقية)
كما أن كثيراً من التعقيدات تحيط بعملية جمع البينات ذاتها.
ولذا نرى مدى التخبط الواضح في التقديرات والإحصاءات ويمكن التعريج حول هذه الأرقام المرصودة:
أما في عام 1973م فقد أشارت تقارير شاملة بأن عدد الأطفال العاملين يبلغ
(73) مليون طفل أي ما يعادل (13%) من مجموع الأطفال بين سن (10) و(14) سنة .
وفي عام 1955م وصلت أعداد الأطفـــال العاملين إلى (250) مليون طفــل من سن (5-14).
ثم بينت التقديرات العالمية لسنة 2002م بأن 211 مليونا من الأطفال ما بين (5-14) على امتداد العالم يمارسون نشاطاً اقتصادياً.
مما سبق ذكره تبين :
1) مدى التفاوت الكبير بين التقديرات العالمية والتي كان من المفترض أن
تكون بحجم الظاهرة الموغلة في القدم على مدار تاريخ الحضارات القديمة
وصولاً إلى الحضارة المعاصرة.
2) تأخر اهتمام المنظمة الدولية بهذه الظاهرة كما سنرى عند الحديث عن الجهود الدولية في ذلك.
3) الرقم الحقيقي بالضرورة أكبر من الإحصاءات المعلنة فنسبة التسجيل تقل في
الإحصاءات الرسمية لدول العالم الثالث عموما عن الواقع الفعلي؛ وذلك لضعف
الإمكانيات والقدرات لدى هذه الدول كما أن هذه الإحصاءات لا تشمل غالبا تلك
الأعداد الأقل من الأطفال العاملين الموجودين في دول العالم المتقدم
أوروبا وأمريكا الشمالية واستراليا واليابان .
4) أن هذه الظاهرة هي بحاجة لمزيد من الدراسة الدقيقة والفاحصة والتي ستفرز بالضرورة تقديرات اكثر دقة ومصداقية.