قال تعالى
((وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَِابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن
كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))
صدق الله العظيم
الجمبرى حيوان بحرى يوجد بكثرة بالبحر المتوسط والأحمر ومناطق أخرى كثيرة ويعيش بعيدا عن الضوء الشديد بالقرب من القاع والمناطق الصخرية ذات القاع الرملى.
والجمبرى Shrimp يطلق على القشريات والتى أهم عائلتها عائلة Penaidea ومن أشهر أفرادها جنس Penaeus ويمثل الجمبرى البحرى مكانا بارزا ومتميزا بين جميع أنواع المنتجات البحرية المختلفة لأهميته الإقتصادية واقبال المستهلكين عليه لجودة طعمه ومحتواه الغذائى العالى فهو بلا منازع يعتبر فاكهة من فواكه البحر ويعتبر من أغلى الأطباق الفاخرة التى تقدم فى اليابان وأوربا وأمريكا وبلاد أخرى كثيرة.
ويتقسم جمبرى المياه المالحة إلى عدة أجناس أهمها جنس Penaeus والذى يتبعه عدة أنواع منها:
الجمبرى السويسى P.semisulcatus
الجمبرى اليابانى P.Japonicus
الجمبرى الهندى P.indicus
جمبرى P.monodon
وهناك أنواع شائعة فى بحيرتى قارون والبردويل مثل Metapenaeus stebbingi
وتشير إحصائيات الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية أن هناك زيادة فى انتاج الجمبرى البحرى من المصادر الطبيعية (من سنة 1980 حتى سنة 2006م ) ولكن هذه الزيادة ممثلة فى أنواع غير اقتصادية صغيرة الحجم ويبرهن على ذلك ارتفاع أسعار الجمبرى فى مصر فى السنوات الأخيرة حيث وصل سعر الكيلو جرام من الجمبرى (15 حبة/كجم) بحوالى 90 جنيها فى سنة 2008 مقابل 25-30 جنيها من عشرة سنوات سابقة ولذلك بدأ الاتجاه إلى استزراع الجمبرى صناعيا لزيادة إنتاجه وبدأت أولى محاولات فى مصر فى السبعينات على مستوى البحث العلمى والأكاديمى فى معهد علوم البحار والمصايد لإعادة تسكين الجمبرى السويسى واليابانى فى بحيرة قارون بالفيوم ثم دخلت عمليات استزراع الجمبرى فى مصر بواسطة القطاع الخاص فى منتصف التسعينات (1994م) فى منطقة شرم الشيخ فى سيناء وسهل الطينة فى بورسعيد ومثلث الدديبة فى دمياط وقد بينت دراسات جدوى هذه المشاريع أن هذه الصناعة ذات مردود اقتصادى جيد وكانت هناك نتائج مشجعة فى بداية التشغيل جدول (1) وظهرت بعد ذلك بعض المشاكل والصعوبات فى النواحى الفنية والادارية والاقتصادية سنتعرض لها مع ذكر الحلول االازمة.
ومن تحاليل البيانات يتضح أن الجمبرى السويسى (النايلون) P.semisulcatus يعتبر الأفضل فى التربية تحت ظروف البيئة المصرية. والبحوث والدراسات المختلفة أثبتت أن الجمبرى السويسى P.semisulcatus يمتاز بمعدل نمو سريع واحتياجاته الغذائية أقل نسبياً من الأنواع الأخرى والجمبرى السويسى يعتبر مختلط التغذية Ominivorus حيث يتغذى على سلسلة متنوعة من الغذاء تتدرج مع تقدم العمر ولكن يصبح مفترس اذا ارتفعت كثافة الجمبرى المستزرع مع عدم توفر الغذاء بالكم والكيف المناسب لسد الاحتياجات الغذائية له, والجمبرى السويسى مثل غيره من الأنواع يدفن نفسه فى قاع الأحواض خلال ساعات النهار ويزداد نشاطه ليلاً للتغذية والانسلاخ والتكاثر .
التركيب العام لجسم الجمبري:
يتركب جسم الجمبري من 20 عقلة موزعة كالآتى:
الرأس 6 عقل ( الرأس بها عينان مركبتان محمولتان على ساقين متحركتين )
الصدر 8 عقل
البطن 6 عقل
الرأس والصدر ملتحمان ويكونان منطقة واحدة تسمى الرأس صدرية.
الجمبرى البحرى يعتبر أغلى الأطباق الفاخرة التى تقدم فى أوربا وأمريكا واليابان .
هندسة إنشاء مزرعة الجمبري البحري:
تصميم وإنشاء مزرعة الجمبرى البحرى يعتبر عمل فنى وهندسى يحتاج إلى خبرة مميزة فالتصميم الضعيف والخاطىء للمزرعة والأحواض يقود إلى كارثة ومساكل كبيرة أثناء التشغيل ومن أهم مقومات وعناصر النجاح لوحدة إستزراع الجمبرى البحرى اختيار المكان والموقع المناسب.
أولا : موقع الزريعة
يجب أن يكون موقع المزرعة مناسباً من ناحية سهولة المواصلات وقربها من المدن والقرى لشراء مستلزمات الانتاج وتسويق المحصول وعموما تنشأ مزارع جمبرى المياه المالحة حول شواطىء البحار والمحيطات وخصوصاً بمناطق إلتقاء البحر بالبحيرات والمياه العذبة والشروب قليلة الملوحة.
ثانيا : تربة مزرعة جمبري المياه المالحة
الأراضى ذات القوام الطميى الرملى التى تحتفظ بالماء تعتبر أفضل الأراضى لإقامة مزرعة الجمبرى البحرى ولابد من عمل دراسة عن طبوغرافية ودراسات عت تحليل التربة .
أ. تحليل طبيعى لمعرفة بناء التربة
ب. تحليل كيمائى لتحديد العناصر المختلفة
ت. تحليل ميكانيكى لمعرفة قوام التربة
وذلك للتأكيد من احتفاظ الأرض بالماء وعدم ترشيح وتسريب المياه من الجسور والقاع وللتأكد من خلو المكونات للتربة من المواد الملوثة والضارة لاستزراع وتربية جمبرى المياه المالحة.
ثالثا : المياه
يجب توافر مصدر دائم ومتجدد للمياه الصالحة لاستزراع جمبرى المياه المالحة ( مياه البحار والمحيطات القريبة من مصادر المياه العذبة والمتداخلة معها – مياه الآبار ذات المياه الشروب قليلة الملوحة ) ويجب إجراء التحاليل اللازمة وتقرير صلاحيتها. والمياه الصالحة لتربية الجمبرى تحتوى على الأملاح المعدنية والمواد الغذائية بتركيز مناسب لخصوبة أحواض الجمبرى (غذاء طبيعى ) لذلك نجد أن طبيعة مياه الأحواض تعتمد كلية على طبيعة التربة وبفحص مياه الأحواض نجدها مجموعات مختلفة لكل منها نشاط حيوى مختلف ( البلانكتون النباتى – البلانكتون الحيوانى – حيوانات القاع ).
رابعا : التلوث
من أهم الشروط التى يجب توافرها فى اختيار المكان والموقع لإنشاء المزرعة الخاصة بتربية واستزراع جمبرى المياه المالحة أن يكون بعيداً عن مصادر التلوث بجميع أنواعه سواء تلوث للمياه أو للتربة أو للهواء لما له من تأثير ضار على خواص البيئة المائية وتدهورها وبالتالى على المحصول والإنتاج النهائى.
خامساً : درجة الحرارة
درجة حرارة المياه م أهم العوامل المؤثرة على معدلات نمو الجمبرى للمياه المالحة, والمدى المناسب للنمو يتم الحصول عليه بين 28-35 درجة مئوية ويتوقف الجمبرى عن النمو عند أقل من 15 درجة مئوية ويتعرض للنفوق عند درجة حرارة أقل من 12 درجة مئوية وخصوصاً عند زيادة فترة التعرض للبرودة.
إ
إنشاء الأحواض:
بعد اختيار موقع مزرعة جمبرى المياه المالحة والتأكد من صلاحيتها لاقامتها وكذلك بعد اختيار نوعية المياه والتربة وملائمتها لنمو الجمبرى.
يبدأ المزارع فى تصميم وإنشاء المزرعة أو الأحواض حسب المساحة والاستثمارات المتاحة للحصول على أعلى كفاءة اقتصادية تساعد على استدامة الانتاج
يتكون حوض استزراع الجمبرى من الأجزاء التالية ( قاع – جسر – بوابات) ومن أهم المطالب الأساسية التى يجب أن تراعى عند تخطيط وتشييد قاع الأحواض هو امكانية تجفيف هذه الأحواض عند الحاجة لذلك وللوصول للغرض المطلوب يراعى تخطيط أرضيات القاع بالانحدار المطلوب تجاه فتحة الصرف (6%) وبعد الانتهاء من الأعمال الصناعية الهيدروليكية بالحوض (بوابات الرى والصرف) تشق بداخل الحوض قناة رئيسية وسطية بقاع الحوض يكون قاعدتها عند فتحة الصرف ومتفرعة تدريجياً لعدة أفرع يقل عمقها عند القمة وتنحدر تجاه القناة الرئيسية الوسطية.
يتم تصميم جسور الأحواض على محيط القاع المجهز بالميول اللازمة ويجب مراعاة قوة تحمل الجسور ومقاومتها للضغط والأنهيار تحت تأثير المياه أو الرياح مع امكانية استخدام الجسر للأفراد والمعدات وكذلك تسهيل الخدمات المختلفة من تغذية وصيد وخلافه. وتنقسم الجسور من حيث الغرض من استخدامها إلى قسمين:
أ. جسور رئيسية لا يقل عرضها من أعلى عن 4.5 متر مع استخدام الميول المناسبة.
ب. جسور فرعية لا يقل عرضها عن 3 متر.
تفريخ جمبري المياه المالحة
التلقيح فى الجمبرى يتم داخلياً حيث يقوم الذكر بادخال زائدة الجماع فى الحوض المنوى للأنثى ويفرغ السائل المنوى وتحتفظ الأنثى بالحيوانات المنوية (حية) فى الحوض المنوى وتتم عملية التلقيح قبل أسبوع تقريباً من تمام نضج البيض وعندما ينضج البيض يخرج من فتحة الأنثى التناسلية ويمر بالحوض المنوى فيتلقح البيض. وطرق تفريخ الجمبرى البحرى (مثل الجمبرى السويسى) تمر على أربع مراحل لإنتاج الزريعة وهى كالآتى:
أولا : مرحلة الأمهات Brood stocks
يتم توفير قطيع من الأمهات الناضجة عن طريق
أ. المصادر الطبيعية ( البحار)
ب. الأنتخاب من أحواض استزراع الجمبرى البحرى
ويجب أن تمتاز هذه الأمهات بخصائص نمو جيدة وصفات ظاهرية قياسية ويتم وضع هذه الأمهات فى تنكات الرعاية (10-12 م3) بكثافات منخفضة 3-5 حيوان / م3 بمتوسط وزن 60-80 جم / للأم مع توفير الظروف البيئية والغذائية المناسبة والرعاية المكثفة للأسراع بعملية نضج المبايض وحدوث التزاوج بين الذكور والاناث وتعتمد هذه المرحلة على عدة عوامل أهمها :
1. مياه معقمة ومفلترة جيدة بعدة نظم وطرق مختلفة.
2. درجة الحرارة : المدى الحرارى المناسب يتراوح بين 26-30 درجة مئوية ودرجة ملوحة تتراوح بين 25-34 جزء فى الألف.
3. كثافة الضوء : توفير درجة اضاءة بسيطة يسلعد على سرعة نضج المبايض (200 شمعة).
4. طول فترة الاضاءة : توفير عدد ساعات اضاءة 12-16 ساعة يوميا يحسن من كفاءة تفريخ الأمهات.
5. كثافة تخزين الأمهات: فى حدود 3-5 أم / م3 بمتوسط وزن 60-80 جم للأم الواحدة يحسن كفاءة التزاوج وانتاج عدد زريعة جيد.
6. معدل تغير المياه: معدل تغير المياه يصل إلى 200% ويتوقف على الكثافة والكتلة الحية ونوعية وكمية الغذاء.
7. تغذية الأمهات : من أهم العوامل وتشمل الأغذية الحية من الديدان البحرية والقشريات بأنواعها والأسماك الطازجة بالاضافة إلى الارتيميا المجمدة بمعدل 20% من الوزن الحى يومياً وهذا بالإضافة إلى الأغذية الصناعية وتقدم بنسبة 3-5 من الوزن الحى يومياً.
8. عملية قص ساق العين للأمهات:
تساعد على سرعة نضج المبايض وتقليل الفترة الزمنية بين تفريخه وأخرى مع الحصول على عدد كبير من البيض المخصب وعندما تصل الأمهات إلى مرحلة وضع البيض تنقل بكل حرص وبدون اجهاد إلى تنكات وضع البيض
ثانيا : مرحلة وضع البيض Spawning stage
تجهز التنكات بالمياه النقية المفلترة مع رفع درجة حرارتها للمساعدة فى عملية التبويض – وتتم عملية وضع البيض ليلاً بعد الغروب بعدة ساعات مع ملاحظة وضع الأمهات فى شباك دائرية ذات فتحات واسعة حتى يمكن احتجاز الأم ورفعها عندما تضع البيض الذى يخرج من الفتحات ويطفو وذلك خوفا من امتصاص الأم للبيض ( ونترك الأم فى هذه الأحواض لمدة يومين لضمان وضعها البيض ) علما بأن الأنثى تضع حوالى 250 – 300 ألف بيضة مع نسبة نفوق تصل إلى 50% وتأخذ عملية وضع البيض حوالى 1-2 دقيقة وتقوم الأم بوضع البيض كله دفعة واحدة أو تقوم بتفريخ جزء من البيض سواء كان هذا الجزء هو الجزء الخلفى أو الأمامى وهو ما يعرف بوضع البيض الكلى أو الجزئى Complete or partial spawning
ثالثا : مرحلة التفريخ والفقس hatching
يجهز خزان التفريخ وينقل البيض اليه حتى مرحلة الفقس على أن يتم توفير درجة حرارة مناسبة 28م5 مع تركيز من نسبة الاكسجين فى حدود 6 ملجم / لتر. وفى هذه المرحلة تستمر مرحلة التطور الجنينى للبيض لمدة 12 ساعة حتى الفقس حسب درجة الحرارة (الحرارة المناسبة 28-30 درجة مئوية) وتزيد هذه المدة مع انخفاض درجة الحرارة , وعند فقس البيض يخرج أول مرحلة من مراحل اليرقة للجمبرى البحرى وهى مرحلة النوبليس Nawplius وبعد ذلك تبدأ المرحلة الرابعة من مراحل انتاج زريعة الجمبرى وهى مرحلة رعاية اليرقات.
رابعاً : مرحلة رعاية اليرقات Larval Rearing
مراحل التطور للفقس الجديد كالآتى :
أنثى ناضجة Maturation
بيض Eggs
يرقة ( النوبليس) Nawplius
يرقة (الزوية) Zoea
يرقة (الميسس ) Mysis
طور ما بعد اليرقة Post larvae
الطور اليافع Adult stage
فى هذه المرحلة تجمع اليرقات وتنقل إلى تنك رعاية اليرقات ذات الشكل الدائرى والقاع المخروطى ولا يزيد كثافة اليرقات 100 يرقة / لتر وتعتمد اليرقات فى التغذية على وحدة الغذاء الطبيعى ( الكائنات الحية الدقيقة النباتية والحيوانية ) من طحالب وارتيميا حيث تمر اليرقات بالمراحل السابقة.
ويجب تقدير عدد اليرقات وتحديد المراحل اليرقية المختلفة لضبط معدل ونوعية الغذاء ومعدل تغير المياه وغيرها .
هناك عدة طرق ومستويات لاستزراع الجمبرى البحرى وهى :
1. الاستزراع التقليدى منخفض التكثيف
Extensive system
فى هذا النظام تربى زريعة الجمبرى فى أحواض ترابية بكثافة 1-10 حيوان / م2 وبمتوسط وزن لليرقة الواحدة Post larvae (PL) من الجمبرى السويسى المحضن 100 مللجم / للحيوان فى مسطح مائى طبيعى يتم احتجاز المياه بعد وضع الزريعة لمدة موسم استزراع حتى الحصاد بعد (6-8 شهور) ولا يتدخل الانسان فى إدارة البيئة المائية من ناحية التسميد أو التغذية أو إدارة المياه إلا فى حدود بسيطة بالأسمدة العضوية ذات القيم السمادية المنخفضة وقد تستخدم التغذية الصناعية بمواد علفية منخفضة القيمة الغذائية على فترات غير منتظمة ويتراوح انتاج هذا المستوى ما بين 100 – 500 كجم / للفدان.
2. نظام الاستزراع متوسط التكثيف ( الشبه المكثف )
Semi – Intensive system
وهو النظام السائد والملائم لاستزراع الجمبرى البحرى فى مصر ويتضمن هذا المستوى من الاستزراع انشاء أحواض لها جسور وأعمال صناعية من بوابات رى وصرف ويتم اعداد هذا المسطح المائى بزريعة الجمبرى السويسى المحصنة بكثافة 10-15 حيوان م2 متوسط وزن 100 مللجم ويتم تسميد الأحواض بأسمدة عضوية ذات قيم سمادية جيدة ويتدخل الإنسان فى إدارة نوعية المياه وتستخدم التغذية الصناعية بمواد علف ذات قيم غذائية ومعدل هضم عالى ويتراوح انتاج هذا النظام ما بين 500 – 10000 كجم / فدان.
3. النظام المكثف Intensive system
4. فى هذا النظام تستخدم الصوب البلاستيكية لتربية الجدمبرى البحرى فى تنكات خرسانية بكثافة 15 – 100 حيوان / م3 بمتوسط وزن 1.3 مللجم لمرحلة حضانة الزريعة ونموها حتى الوصول إلى 100 مللجم / للحيوان لمرحلة التربية والنمو إلى الحجم المناسب للتسويق 20 جرام / للحيوان ويتم تزويد الصوب بدائرة النظم المغلقة للماء حيث يعاد استخدام المياه مرة أخرى بعد التخلص من الفضلات والغازات الغير مرغوبة . ومن مميزات هذا النظام القدرة على التحكم فى العوامل البيئية من حرارة وشدة الاضاءة وطول الفترة المضيئة مما يساعد على توفير ظروف بيئية مناسبة لزيادة معدلات نمو الجمبرى. ويمتاز هذا النظام بانتاج الجمبرى على مدار العام من خلال عدة دورات (2 دورة) بخلاف ما هو متبع فى النظم المفتوحة ( دورة واحدة) وينتج المتر المكعب الواحد 0.5 – 1 كجم /م3 فى المتوسط.
فى هذا النظام يربى الجمبرى فى خزانات وتنكات خرسانية بكثافة أكثر من 100 حيوان للمتر المكعب بوزن ابتدائى 100 مللجم / حيوان من الجمبرى البحرى المحضن حيث يتم التحكم فى الظروف البيئية المحيطة بالجمبرى من فلترة وتنقية مياه واهتمام بالأكسجين وإزالة المخلفات بطريقة مستمرة حيث يتم التحكم بصورة أكبر فى نوعية المياه بالإضافة إلى استخدام أجهزة تحكم أتوماتيكية لمعالجة الانحرافات والأختلافات والتباينات فى نوعية المياه أتوماتيكيا مع تقديم علائق صناعية متكاملة ومتزنة تفى باحتياجات الجمبرى الغذائية للوصول بمعدلات النمو إلى أقصاها وينتج المتر المكعب الواحد المتوسط 1 – 2 كجم / م3.
الهجرة فى القشريات (الجمبري) وأسبابها:
تعتبر القشريات ( الجمبري) حيوانات مهاجرة وسبب الهجرة التكاثر وتوافر الغذاء المناسب, فتقوم الأمهات الناضجة بالهجرة للبحر لوضع البيض على أعماق معينة وأماكن معينة ومحددة لكل نوع وبعد الفقس والتفريخ ونمو اليرقات ترجع اليرقات والزريعة إلى الموطن الأصلى والمياه الضحلة حيث الظروف البيئية المناسبة للنمو والتغذية.
ظاهرة الانسلاخ Ecodysis
تتم عدة مرات فى حياة الحيوان وخاصة فى المراحل المبكرة بعد اليرقة وفيها يتخلى الجسم عن هيكلة الخارجى الصلب ليحل محله هيكل آخر يسمح بنمو الحيوان قبل أن يتصلب من جديد – وعملية الإنسلاخ لها أيضا وظيفة إخراجية حيث يتخلص الجمبرى بواسطتها من المواد الإخراجية التى تترسب فى القشرة. وتتم عملية الإنسلاخ ليلاً بأن يفرز الحيوان مركبات كيمائية (فرمونات) تحفز جسم الحيوان للإنسلاخ كما تساعد على تفتيت القشرة الصلبة , وأثناء عملية الإنسلاخ يصاب الحيوان بالخمول حيث تسكن حركته ويكون أضعف ما يمكن مما يعرض الحيوان للإفتراس بواسطة حيوانات الجمبرى الآخرى الموجودة حوله بعد أن أصبح عارياً من الهيكل وتشكل هذه الظاهرة المشكلة الأساسية فى عمليات الاستزراع حيث يجب توفير القاع الرملى الذى يسمح للحيوانات بأن تدفن نفسها بحيث لا يظهر سوى عينها فقط وبالتالى تحمى نفسها من الافتراس ويتميز الجمبرى بقدرته على تعويض ما يفقد من أجزاء جسمية مثل الأرجل (مثله مثل باقى القشسريات عندما يصاب أحد الأرجل يقوم الحيوان ببترها بنفسه فى الحال عند قاعدتها وبعد عملية البتر مباشرة يتكون طبقة رقيقة من الخلايا على الجرح لتمنع نزيف الدم).
[center]المشاكل والصعوبات التي تواجه استزراع الجمبري في مصر وطرق معالجتها:
الأمراض التى تصيب الجمبرى البحرى فى المزارع من أهم المشاكل فى مصر والعالم
المشاكل والصعوبات:
* سوء اختيار المكان والموقع المناسب لإنشاء مزرعة جمبرى المياه المالحة.
* عدم المعرفة بالأسس العلمية لتفريخ وتربية الجمبرى البحرى.
* جودة المياه وكفاءة برنامج التغذية للأمهات واليرقات يؤثر بصورة كبيرة فى نجاح عملية التفريخ وازدياد نسبة الفقس وجودة الزريعة.
* حساسية الجمبرى للبرودة ( ينفق الجمبرى عند درجة حرارة أقل من 12 درجة مئوية).
* نظام التغذية لمزارع الجمبرى (نوع الغذاء – أسلوب التغذية ).
* ظاهرة الافتراس.
* الأمراض وضعف المناعة
* تغذية اليرقات داخل المفرخ تحتاج لعمالة فنية على درجة عالية من الخبرة والمهارة.
* سوء اختيار نوع الجمبرى الملائم لظروف الإستزراع فى البيئة المحلية.
الحلول وطرق المعال
جة:* الاختيار الجيد لموقع مزرعة الجمبرى والتأكد من صلاحيتها لإقامتها من ناحية التربة والمياه والطرق وملائمتها لنمو وإنتاج وتسويق الجمبرى.
* إعداد الكوادر الفنية وتدريبها فى مجال تفريخ واستزراع الجمبرى البحرى مع عمل دورات تدريبية للمربين.
* المحافظة على جودة المياة ( تنقية وتطهير وتعقيم ) وكفاءة برنامج التغذية للأمهات واليرقات.
* من المعروف أن الجمبرى حساس للصقيع والبرودة لذلك يجب تحضين اليرقات داخل صوب زراعية مجهزة لذلك.
* توفير العلائق المتخصصة لتغذية الجمبرى بالنوعية والأحجام المطلوبة للمراحل العمرية المختلفة.
* تجهيز الغذاء الطبيعى لتغذية اليرقات يعتبر من أهم المراحل التى تؤثر على نجاح عملية إنتاج الزريعة بالكمية والجودة المطلوبة فوحدة إنتاج الغذاء الطبيعى داخل المفرخ البحرى تحتاج لخبرة فنية مميزة لإنتاج الكائنات الحية الدقيقة النباتية والحيوانية لتغذية اليرقات فى المراحل العمرية المختلفة.
* تعتبر نوعية الأراضى ذات التربة الطميية الرملية من أفضل أنواع الأراضى الملائمة لاستزراع جمبرى المياه المالحة حيث يسمح ذلك للجمبري بأن يدفن نفسه أثناء عملية الإنسلاخ وبالتالى تحمي نفسها من الافتراس.
* تعتبر الأمراض من أهم المشاكل التى تواجه استزراع الجمبرى فى مصر والعالم.
لذلك يجب تنفيذ جميع الإرشادات السابقة التى تحتويها هذه النشرة من المحافظة على جودة المياه واختيار الأمهات وتجهيز التنكات وتوفير الظروف البيئية والغذائية المناسبة لتفريخ وتحضين واستزراع جمبرى المياه المالحة. فقد يكون اى عامل من العوامل السابقة له تأثير سلبى على الجهاز المناعى للجمبرى وبالتالى يساعد على نقل المسببات المرضية سواء فطرية أو بكتيرية أو فيروسية مما يفسد إنتاج المفرخ والمزرعة.
الجمبرى السويسى (النايلون) P.semisulcatus يعتبر الأفضل فى التربية تحت الظروف البيئية المصرية ويمكن استخدام الجمبرى الهندى P.inducus خصوصاً فى المناطق ذات الملوحة المرتفعة لما له من قدرة للنمو فى هذه المناطق بكفاءة عالية.
تــــذكر أ
ن :الأراضى ذات القوام الطمى الرملى تعتبر أفضل الأراضى لإقامة مزرعة جمبرى المياه المالحة.
· تنشأ مزارع الجمبرى حول شواطىء البحر الأحمر والمتوسط وخصوصاً فى المناطق القريبة من المياه الشروب قليلة الملوحة والعذبة المتداخلة معها.
· يتعرض الجمبرى للنفوق عند درجة حرارة أقل من 12 درجة مئوية.
· عملية قص ساق العين للأمهات يساعد على سرعة نضج المبايض وتقليل الفترة الزمنية بين تفريخه وأخرى.
· التلقيح فى الجمبرى يتم داخلياً حيث يقوم الذكر بادخال زائدة الجماع فى الحوض المنوى للأنثى ويفرغ السائل المنوى.
· كثافة التخزين 150 زريعة / م2 داخل تنكات التحضين فى الصوب الزراعية بمتوسط وزن 10 مللجرام / حيوان لمدة تحضين حوالى شهريين للوصول إلى انتاج 117 جم / م2 بمتوسط وزن حوالى 1.3 جرام / حيوان ومعدل اعاشة حوالى 60%.
· كثافة التخزين 10-15 حيوان / م2 فى الأحواض الترابية فى نظام الإستزراع شبه المكثف بمتوسط وزن 1.3 جرام / حيوان لمدة تربية حوالى 6 شهور للوصول إلى إنتاج 0.5 – 1 طن / فدان مع الاعتماد على الغذاء الطبيعى والصناعى.
· يعتبر الجمبرى السويسى (النايلون) الأفضل فى التربية تحت ظروف البيئة المصرية مع استخدام الجمبرى الهندى فى حالة درجات الملوحة المرتفعة.
· الإهتمام بتكوين الكوادر والخبرات الفنية فى مجال تفريخ واستزراع الجمبرى البحرى تعتبر من عوامل نجاح الاستزراع البحرى للجمبرى فى مصر.
· الأمراض التى تصيب الجمبرى البحرى المستزرع تؤثر تأثير كبيراً على الانتاج وتسبب خسائر ضخمة وتقلل من نجاح وانتشار مزارع الجمبرى البحرى فى مصر والعالم.
واليكم أشهى أطباق الجمبرى ( والبهناء والشفاء)