"تحجيل الطيور"
تحجيل الطيور: تقنية علمية مهمة في علم الطيور؟
أم فقط هواية ممتعة لمحبي ومراقبي هذه الكائنات؟
تحجيل الطيور هو أسلوب
أو أداة مهمة للباحثين في مجال علم الطيور، خاصة في دراسة تطوّر حياة
الطيور على مر العصور. وكذلك" لدراسة الأنواع، الكثافة، خطوط المسار،
والتوزيع الجغرافي لهذه الكائنات.
إذ أن معظم البيانات التي تستخلص من هذا النشاط والتي يقوم بجمعها هواة متخصصون في هذا المجال، هدفهم الأساسي:
هو "الحفاظ على نوع و بيئة هذه الكائنات"
ما هو علم تحجيل الطيور؟
تحجيل الطيور هو نشاط
من النشاطات العلمية لتحديد نوع أو جنس الطير منفرداً، والمعنى يتضمن وضع
حلقات بلاستيكية أو معدنية في الغالب – ذي أحجام مختلفة وبمواصفات معينة
تعتمد على كل نوع- على رجل الطير بعد الإمساك به بأساليب علمية وخلقية
بواسطة شباك خاصة. بحيث يكون على كل حلقة نقش برمز خاص ورقم تسلسلي، وكذلك
اسم المؤسسة التي يعمل أفرادها بهذا المجال،ومن ثم إعادة إطلاق سراحه الى
الطبيعة وفي موقعه الاصلي بعد أخذ المعلومات اللازمة.
أي تسجيل لطير محجل عند إعادة الإمساك به أو في فرصة وجود حلقة على طير
نافق، يمكن أن تدل على طبيعة تواجد وحياة هذا الطير، بالأخص تحركاته أو
أماكن انتقاله وهجرته.
إذاً، بتحجيل الطير،
يمكن أن نتعرف على سير حياته وبالتالي تحديد و الحفاظ على الأماكن
والبيئات المهمة لتكاثره (في بلادنا خاصة)، دراسة خطوط و الفترات الزمنية
التي يقضيها خلال فترات هجراته، وبعض المعلومات عن الأماكن التي يقضي فيها
شتاءه أو صيفه، وبالتالي استخلاص العِبر من بعض التغيرات
الفسيولوجية(الجسدية) أو الشكلية التي حدثت لبعض الأنواع .
أيضاً، بواسطة التحجيل يمكن التمكّن من معرفة مدى تدخّل الإنسان وأثره
السلبي على البيئة خاصة للطيور من خلال دراسات الإندثار(الأنقراض).
ما الفائدة من المعلومات التي تستخلص من عملية التحليق؟
1- أنواع مختلفة من المعلومات تسجّل بعدما يتم الإمساك بالطير لهدف تحجيله، وهذه المعلومات تتضمن:
أ- عمر وجنس هذا الطير.
2- بعض من المقاييس الفيزيائية : على سبيل المثال، طول
الجناح،الذنب،والمنقار. بحيث أن هذه المقاييس قد تستعمل لتمييز الأنواع أو
الأجناس بين أفراد العائلة الواحدة، إذ أن عددا من أنواع الطيور شديدة
التشابه بين بعضها في أطوار مختلفة من دورة حياتها، مما يصعب تحديد النوع
بدقة إلا إذا تم أخذ بعض هذه القياسات.
3- نسبة الدهن المخزنة: والتي يمكن أن تراها على شكل كتل دهنية صفراء بنسب
مختلقة تحت جلد الصدر. في محاولة لمعرفة مدى مخزون الدهن لهذا الطير
لأغراض هجرته.
4- حالة طرح الريش: وهي خاصية تستعملها الطيور لتجديد ريشها في أطوار
مختلفة من دورة حياتها. لذلك تستعمل هذه الخاصية لتمييز الأنواع عن بعضها
ولتسهيل تحديد عمر الطير.
5- وزن هذا الطير.
6- بعض المعلومات عن المكان الذي امسك هذا الطير به، في محاولة لمعرفة البيئة(الموئل) التي يعيش فيها، نوع معيشته أو نظام غذائه.
7- في حالة إعادة إمساك الطير بواسطة محجل آخر، يتم إعادة المقاييس نفسها.
حيث أن المعلومات المستخلصة من هذه المقاييس تستعمل لدراسة التغيرات
الفيزيائية والفسيولوجية التي حدثت أثناء دورة حياة هذا الطير؛على سبيل
المثال:
8- لزيادة أو النقصان في معدل وزن الطير، إما قبل هجرته الطبيعية أو بعدها.
9- حالة طرح الريش الفصلية و نوعها.
لماذا حماية الطيور تحتاج إلى دراسات التحجيل؟
الطيور هي أكثر
المجموعات المتحركة من الكائنات الحيّة على وجه الأرض، وبالتالي من الصعب
الحفاظ على مجموعات حيّة من أنواع عديدة من هذه الكائنات ببساطة التخطيط
لإنشاء محميات طبيعية لها.
فلتحجيل إسهام في إنشاء مفاهيم أساسية وأولية تساعد في عمليات الحفاظ على
هذه الانواع، إذ أن البيانات والمعلومات المستخلصة من هذه العملية تعطي
مفاهيم واضحة عن تحركات هذه الكائنات وتوزيعها، وعن المواقع المهمة التي
يتم من خلالها عمل أبحاث علمية متخصصة.
فالأولويات الهامة للوصول إلى مفهوم حفاظ النوع، تحتاج إلى معلومات أو
بيانات حول وفرة هذا النوع، توزيعه، فترات وجوده، وبعض من الدراسات
الإحصائية لهذا النوع والتي يتم أخذها من دراسات التحجيل. فالقرارات
الفعّالة لتوجيه هذه الأولويات يلزمها أن تكون مدعمّة ومؤيدة بمفاهيم
علمية حول العمليات الحيوية والبيئية المتضمنة.
لهذا السبب تعتبر عمليات التحجيل ذات أهمية كبرى بحيث أن معظم سِمات
الدراسات الإحصائية، الهجرات، التوزيع الجغرافي، يمكنها أن توّجه من خلال
نماذج ترتكز على دراسات التحجيل.
بالتالي تلعب عملية التحجيل دورا هاما في دراسات تعتمد على تحليل اندثار
الأنواع(انقراضها)، علم البيئات، تجزيء الموئل، دراسات إحصائية ضمن بيئات
صغيرة، فناء أنواع معينة من الكائنات نتيجة التأثيرات السلبية للإنسان على
بيئتها، تأثير المبيدات الحشرية والتلوث وسبل التحكّم بها، المساعدة في
سنّ القوانين الخاصة بالصيد.
إذاً عملية التحجيل لها الاحتمالية أن تزيد في المساهمة بوضع مفاهيم
أساسية في علم المحافظة، إذ أن الكثير من المشاكل المطروحة يمكن أن توجّه
من خلال توحيد دراسات تحجيل لِ مقاييس مكانية كبيرة، وبين دراسات تجريبية
أو شبه تطبيقية لفرضيات مجربّة على نطاقات صغيرة.
يعطيكم العافيه
منقووووووووووول