كل ما تريد عن رواية أهل الكهف لتوفيق الحكيم ملخص اهل الكهف شخصيات اهل الكهف تحليل رواية اهل الكهف تلخيص رواية اهل الكهف
حياة الكاتب
ولد توفيق الحكيم بالإسكندرية سنة 1878. ولما بلغ سن السابعة ألحقه أبوه بمدرسة حكومية ولما أتم تعلمه الابتدائي اتجه نحو القاهرة ليواصل تعلمه الثانوي ولقد أتاح له هذا البعد عن عائلته شيئا من الحرية فأخذ يعنى بنواح
ي لم يتيسر له العناية بها إلى جانب أمه كالموسيقى. وبعد حصوله على الباكالوريا التحق بكلية الحقوق نزولا عند رغبة والده الذي كان يود أن يراه قاضيا كبيرا أو محاميا شهيرا.وفي هذه الفترة اهتم بالتأليف المسرحي فكتب محاولاته الأولى من المسرح مثل مسرحية "الضيف الثقيل" و"المرأة الجديدة" وغيرهما إلا أن أبويه كانا له بالمرصاد فلما رأياه يخالط الطبقة الفنية قررا إرساله إلى باريس لنيل شهادة الدكتوراه. لقد وجد في باريس ما يشفي غليله من الناحية الفنية والجمالية فزار المتاحف وارتاد المسارح والسينما. وهكذا نرى الحكيم يترك دراسته من أجل إرضاء ميوله الفنية والأدبية.وفي سنة 1928 عاد توفيق الحكيم إلى مصر ليواجه حياة عملية مضنية فانضم إلى سلك القضاء ليعمل وكيلا للنائب العام في المحاكم المختلطة بالإسكندرية ثم في المحاكم الأهلية.وفي سنة 1934 انتقل الحكيم من السلك القضائي ليعمل مديرا للتحقيقات بوزارة المعارف ثم مديرا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية.
سنة 1934 ليعمل في جريدة "أخبار اليوم" التي نشر بها سلسلة من مسرحياته وعندما أنشئ المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب عين فيه عضوا متفرغا . ولقد منحته الحكومة المصرية اكبر وسام وهو "قلادة الجمهورية" تقديرا لما بذله من جهد من أجل الرقي بالفن والأدب وغزارة إنتاجه كما منح جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1961.ومن مؤلفاته نذكر أهل الكهف - شهرزاد - براكسا - صلاة الملائكة - بيجماليون - اللص - الصفقة - السلطان الحائر - الطعام لكل فم - بنك القلق - راهب بين النساء.
صدر لتوفيق الحكيم عام 1933 (أهل الكهف)،وتوالىنتاجه الفني بعد ذلك حتى أربى على أربعين كتابا ومسرحية من أشهرها : محمد،شهرزاد،عودة الروح،عصفور من الشرق،يوميات نائب في الأرياف،رصاصة في القلب،الرباط المقدس،أهل الكهف،تحت شمس الفكر،الأيدي الناعمة،بيجماليون،مسرح المجتمع،فن الأدب.
وقد احتل توفيق الحكيم بنتاجه الأدبي مكانة ممتازة في عالم الأدب، وكرمته الدولة بإعطائه جائزة الدولة قبل الثورة والجائزة التقديرية للدولة عام 1961، كما
أعطاه الرئيس جمال عبد الناصر أكبر وسام للدولة للفنون والآداب
الكهف: دراسة وتحليل
شخصيات القصة
- الوزيران مرنوش ومشلينا اللذان فرَّا من بطش الملك الوثني دقلديانوس الذي كان يكره المسيحيين.
- الراعي يمليخا الذي ترك غنمه ونام مع صاحبيه في الكهف.
- الكلب قطمير.
- الإمبراطور المسيحي الصالح (تيدوسيوس)الثاني .
- بريسكا حفيدة بريسكا الجدة التي أحبها مشلينا.
- غالياس مربي بريسكا.
المكان
: كهف قرب مدينة يطلق عليها (طرسوس
الزمن
: على عهد الإمبراطور المسيحي الصالح (تيدوسيوس)الثاني الذي تولى عرش الإمبراطورية الرومانية الشرقية فيما ب 408 م ـ 450
الباعث على تأليفها
ــ مسرحية أهل الكهف من نتاج الحكيم وهو في ريعان شبابه ، كتبها في خريف 1928 بمقهى صغير بضاحية الرمل بالإسكندرية ، ـ ويظهر أن مشكلة الزمن والموت والحياة والبعث والنشور كانت تلح على ذهنه فكانت هذه المحاولة الأولى في معالجة مشكلة الزمن وصراع الإنسان معه.
أسلوب قصة أهل الكهف
ــ إنها أول عمل فني هام يكتبه توفيق الحكيم باللغة الفصحى، وطبيعة المسرحية والشخصيات والفكرة التي يريد علاجها جعلته يعمد إلى البساطة مع فصاحة
الكلمات وصحة الأسلوب، ولكنك تشعر عند قراءتها باهتمام الحكيم بالمعنى أكثر من اهتمامه بالصياغة.
موضوع القصة
ــ لقد وجد توفيق الحكيم قصة أهل الكهف في القرآن الكريم وفي تاريخ المسيحية ،حيث فر نفر من المسيحيين الأوائل من بطش إمبراطور الرومان المتعصب لوثنيته(دقلديانوس) الذي حكم بين 249 م ـ 251 م . وآووا إلى كهف ناموا فيه مئات السنين ،ثم بعثوا إلى الحياة في عصر الإمبراطور المسيحي الصالح (تيدوسيوس)الثاني الذي تولى
عرش الإمبراطورية الشرقية فيما بين 408 م ـ 450 م وكان بعثهم استجابة من الله لدعاء هذا الإمبراطور الذي طلب من ربه أن يُظْهِرَهُ على برهان محسوس لحقيقة البعث ؛ فبعث الله أولئك الفتية.
ولكن توفيق الحكيم يأخذ بما ورد في القرآن حيث جعلهم ينامون ثلاثة قرون وبضعة أعوام ،لا مائتي سنة كما جاء في التاريخ المسيحي،وقد أخذ الشخصيات مما ورد في تفسير النسفي: مرنوش ــ مشلينا ـ يمليخا ـ وكلبه قطمير، وزاد عليهم الفتاة بريسكا،والمربي غالياس.
ــ ومجمل قصة أهل الكهف أن الوزيرين مرنوش ومشلينا قد فرا بدينهما المسيحي من مذبحة دبرها الإمبراطور دقلديانوس الوثني، وأرشدهما الراعي يمليخا إلى الكهف ،وكان مسيحيا مثلهما، وآوى ثلاثتهم ومعهم كلبهم قطمير إلى هذا الكهف ، ثم ناموا ولما استيقظوا ظنوا أنهم لم يناموا إلا يوما أو بعض يوم،وبعثوا الراعي ليأتيهم بطعام ؛وما كاد يفارق الكهف حتى التقى بأحد الفرسان من مدينة (طرسوس) عائدا من صيده ،فطلب منه أن يبيعه شيئا مما معه من الصيد ،وقدم له ما معه من النقود،فوجدها من عهد دقلديانوس،فظن أن الراعي عثر على كنز،ورأى هيئته ولحيته الطويلة فولى هاربا وأبلغ القصر ،وشاع في البلد أن هؤلاء الذين كانوا قد فروا على عهد دقلديانوس من المذبحة قد عادوا إلى الحياة.ثم جاء الحراس ووراءهم جماهير الشعب ليذهبوا بهم إلى القصر،وفي أثناء ذلك أدركوا أنهم قد ناموا أكثر مما قدَّروا لأن لِحَيهم طالت.ولما وصلوا إلى القصر صار الناس يخاطبونهم بالقديسين،ولم يدركوا أنهم مكثوا ثلاثمائة سنة وبضع سنوات ، وكانت هناك فتاة تسمى بريسكا مشابهة كل الشبه لبريسكا ابنة دقلديانوس التي كانت خطيبة مشلينا.
ــ وكان هم الراعي أن يذهب إلى غنمه وهَمُّ مرنوش أن يعود إلى زوجته وولده ، وكان قد أخفاهما في منزل لا يعرفه إلا صديقه مشلينا،وهَمُّ مشلينا أن يلتقي حبيبته بريسكا، ولم يدركوا أنهم بعثوا بعد ثلاثة قرون،وذهب يمليخا يبحث عن غنمه وأدرك أن المدينة غير المدينة والناس غيرالناس وأن كلبه قطمير قد صار عرضة لكلاب المدينة،وأن الحياة قد تغيرت تغيرا تاما وسمع ما قاله الناس من أنهم بعثوا بعد ثلاثمائة عام،فعاد إلى القصر وأخبر صاحبيه بأنه عائد إلى الكهف ،إذ لم يعد هناك ما يربطه بهذه المدينة وبهؤلاء الناس، ولم يدرك صاحباه هذه الحقيقة،وذهب مشلينا إلى بيت الضيوف،وحلق لحيته، ولبس زي الفرسان،وعاد شابا كما كان ينتظر حبيبته بريسكا، ولما رآه مرنوش بهذا الزي فعل مثله ، وخرج يبحث عن بيته أصبح مكانُه سوقا للسلاح ، وسأل شيخا عجوزا عن ولده،فقال:إنه مات في سن الستين بعد أن أحرز نصرا عظيما للدولة في ميدان القتال وأراه أثر قبر متهدم كُتِبت عليه عبارة التكريم. ودارت برأسه الأرض ،كيف يموت ولده في الستين، وهو لايزال في ريعان الشباب؟ وأخيرا أدرك الحقيقة، وعاد إلى مشلينا في القصر وأخبره أنه عائد إلى الكهف مع يمليخا، وحاول مشلينا أن يُثْنِيَه ولكنه أصَرَّ على العودة لأنه لم يعد يربطه بالناس والحياة أي شيء ، وبقي مشلينا ينتظر بريسكا ودارت بينه وبين المربي غالياس محاورات طريفة، ثم ظهرت بريسكا وظنها خطيبته، مع أنها حفيدتها ، وزاد في اللبس أنها كانت تمسك في يمينها نسخة الإنجيل، التي كان قد أهداها لجدتها وتلبس في عنقها صليبا ذهبيا كان قد أهداه لجدتها وصارت تحاوره لكي يفهم فارق الزمن بينهما،وأنه إنما كان يحب جدتها وهو يرى الشبه عجيبا جدا؛حتى كأنها هي لولا ذكاؤها الحاد،وثقافتها،وطلاقة لسانها.وأخيرا يدرك الحقيقة فيودعها، ويعود إلى الكهف. ولكن الفتاة قد أحبته فلحقت به بعد شهر هي ومربيها غالياس وحاولت أن تنقذه وهوعلى وشك الموت ولكن جاءت بعد أن لم يعد ثمة فائدة، وصارَحَتْه بِحُبِّها له وهو يلفظ أنفاسه فصممت أن تبقى معه في الكهف، وكان الملك قد عزم على أن يسد باب الكهف على هؤلاء القديسين فنجا غالياس بنفسه، وترك القديسين الثلاثة، والكلب قطمير، وبريسكا في الكهف ، بعضهم قد مات فعلوبعضهم يعاني حشرجة الموت، وبريسكا آثرت أن تموت مع من أحبت
حياة الكاتب
ولد توفيق الحكيم بالإسكندرية سنة 1878. ولما بلغ سن السابعة ألحقه أبوه بمدرسة حكومية ولما أتم تعلمه الابتدائي اتجه نحو القاهرة ليواصل تعلمه الثانوي ولقد أتاح له هذا البعد عن عائلته شيئا من الحرية فأخذ يعنى بنواح
ي لم يتيسر له العناية بها إلى جانب أمه كالموسيقى. وبعد حصوله على الباكالوريا التحق بكلية الحقوق نزولا عند رغبة والده الذي كان يود أن يراه قاضيا كبيرا أو محاميا شهيرا.وفي هذه الفترة اهتم بالتأليف المسرحي فكتب محاولاته الأولى من المسرح مثل مسرحية "الضيف الثقيل" و"المرأة الجديدة" وغيرهما إلا أن أبويه كانا له بالمرصاد فلما رأياه يخالط الطبقة الفنية قررا إرساله إلى باريس لنيل شهادة الدكتوراه. لقد وجد في باريس ما يشفي غليله من الناحية الفنية والجمالية فزار المتاحف وارتاد المسارح والسينما. وهكذا نرى الحكيم يترك دراسته من أجل إرضاء ميوله الفنية والأدبية.وفي سنة 1928 عاد توفيق الحكيم إلى مصر ليواجه حياة عملية مضنية فانضم إلى سلك القضاء ليعمل وكيلا للنائب العام في المحاكم المختلطة بالإسكندرية ثم في المحاكم الأهلية.وفي سنة 1934 انتقل الحكيم من السلك القضائي ليعمل مديرا للتحقيقات بوزارة المعارف ثم مديرا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية.
سنة 1934 ليعمل في جريدة "أخبار اليوم" التي نشر بها سلسلة من مسرحياته وعندما أنشئ المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب عين فيه عضوا متفرغا . ولقد منحته الحكومة المصرية اكبر وسام وهو "قلادة الجمهورية" تقديرا لما بذله من جهد من أجل الرقي بالفن والأدب وغزارة إنتاجه كما منح جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1961.ومن مؤلفاته نذكر أهل الكهف - شهرزاد - براكسا - صلاة الملائكة - بيجماليون - اللص - الصفقة - السلطان الحائر - الطعام لكل فم - بنك القلق - راهب بين النساء.
صدر لتوفيق الحكيم عام 1933 (أهل الكهف)،وتوالىنتاجه الفني بعد ذلك حتى أربى على أربعين كتابا ومسرحية من أشهرها : محمد،شهرزاد،عودة الروح،عصفور من الشرق،يوميات نائب في الأرياف،رصاصة في القلب،الرباط المقدس،أهل الكهف،تحت شمس الفكر،الأيدي الناعمة،بيجماليون،مسرح المجتمع،فن الأدب.
وقد احتل توفيق الحكيم بنتاجه الأدبي مكانة ممتازة في عالم الأدب، وكرمته الدولة بإعطائه جائزة الدولة قبل الثورة والجائزة التقديرية للدولة عام 1961، كما
أعطاه الرئيس جمال عبد الناصر أكبر وسام للدولة للفنون والآداب
الكهف: دراسة وتحليل
شخصيات القصة
- الوزيران مرنوش ومشلينا اللذان فرَّا من بطش الملك الوثني دقلديانوس الذي كان يكره المسيحيين.
- الراعي يمليخا الذي ترك غنمه ونام مع صاحبيه في الكهف.
- الكلب قطمير.
- الإمبراطور المسيحي الصالح (تيدوسيوس)الثاني .
- بريسكا حفيدة بريسكا الجدة التي أحبها مشلينا.
- غالياس مربي بريسكا.
المكان
: كهف قرب مدينة يطلق عليها (طرسوس
الزمن
: على عهد الإمبراطور المسيحي الصالح (تيدوسيوس)الثاني الذي تولى عرش الإمبراطورية الرومانية الشرقية فيما ب 408 م ـ 450
الباعث على تأليفها
ــ مسرحية أهل الكهف من نتاج الحكيم وهو في ريعان شبابه ، كتبها في خريف 1928 بمقهى صغير بضاحية الرمل بالإسكندرية ، ـ ويظهر أن مشكلة الزمن والموت والحياة والبعث والنشور كانت تلح على ذهنه فكانت هذه المحاولة الأولى في معالجة مشكلة الزمن وصراع الإنسان معه.
أسلوب قصة أهل الكهف
ــ إنها أول عمل فني هام يكتبه توفيق الحكيم باللغة الفصحى، وطبيعة المسرحية والشخصيات والفكرة التي يريد علاجها جعلته يعمد إلى البساطة مع فصاحة
الكلمات وصحة الأسلوب، ولكنك تشعر عند قراءتها باهتمام الحكيم بالمعنى أكثر من اهتمامه بالصياغة.
موضوع القصة
ــ لقد وجد توفيق الحكيم قصة أهل الكهف في القرآن الكريم وفي تاريخ المسيحية ،حيث فر نفر من المسيحيين الأوائل من بطش إمبراطور الرومان المتعصب لوثنيته(دقلديانوس) الذي حكم بين 249 م ـ 251 م . وآووا إلى كهف ناموا فيه مئات السنين ،ثم بعثوا إلى الحياة في عصر الإمبراطور المسيحي الصالح (تيدوسيوس)الثاني الذي تولى
عرش الإمبراطورية الشرقية فيما بين 408 م ـ 450 م وكان بعثهم استجابة من الله لدعاء هذا الإمبراطور الذي طلب من ربه أن يُظْهِرَهُ على برهان محسوس لحقيقة البعث ؛ فبعث الله أولئك الفتية.
ولكن توفيق الحكيم يأخذ بما ورد في القرآن حيث جعلهم ينامون ثلاثة قرون وبضعة أعوام ،لا مائتي سنة كما جاء في التاريخ المسيحي،وقد أخذ الشخصيات مما ورد في تفسير النسفي: مرنوش ــ مشلينا ـ يمليخا ـ وكلبه قطمير، وزاد عليهم الفتاة بريسكا،والمربي غالياس.
ــ ومجمل قصة أهل الكهف أن الوزيرين مرنوش ومشلينا قد فرا بدينهما المسيحي من مذبحة دبرها الإمبراطور دقلديانوس الوثني، وأرشدهما الراعي يمليخا إلى الكهف ،وكان مسيحيا مثلهما، وآوى ثلاثتهم ومعهم كلبهم قطمير إلى هذا الكهف ، ثم ناموا ولما استيقظوا ظنوا أنهم لم يناموا إلا يوما أو بعض يوم،وبعثوا الراعي ليأتيهم بطعام ؛وما كاد يفارق الكهف حتى التقى بأحد الفرسان من مدينة (طرسوس) عائدا من صيده ،فطلب منه أن يبيعه شيئا مما معه من الصيد ،وقدم له ما معه من النقود،فوجدها من عهد دقلديانوس،فظن أن الراعي عثر على كنز،ورأى هيئته ولحيته الطويلة فولى هاربا وأبلغ القصر ،وشاع في البلد أن هؤلاء الذين كانوا قد فروا على عهد دقلديانوس من المذبحة قد عادوا إلى الحياة.ثم جاء الحراس ووراءهم جماهير الشعب ليذهبوا بهم إلى القصر،وفي أثناء ذلك أدركوا أنهم قد ناموا أكثر مما قدَّروا لأن لِحَيهم طالت.ولما وصلوا إلى القصر صار الناس يخاطبونهم بالقديسين،ولم يدركوا أنهم مكثوا ثلاثمائة سنة وبضع سنوات ، وكانت هناك فتاة تسمى بريسكا مشابهة كل الشبه لبريسكا ابنة دقلديانوس التي كانت خطيبة مشلينا.
ــ وكان هم الراعي أن يذهب إلى غنمه وهَمُّ مرنوش أن يعود إلى زوجته وولده ، وكان قد أخفاهما في منزل لا يعرفه إلا صديقه مشلينا،وهَمُّ مشلينا أن يلتقي حبيبته بريسكا، ولم يدركوا أنهم بعثوا بعد ثلاثة قرون،وذهب يمليخا يبحث عن غنمه وأدرك أن المدينة غير المدينة والناس غيرالناس وأن كلبه قطمير قد صار عرضة لكلاب المدينة،وأن الحياة قد تغيرت تغيرا تاما وسمع ما قاله الناس من أنهم بعثوا بعد ثلاثمائة عام،فعاد إلى القصر وأخبر صاحبيه بأنه عائد إلى الكهف ،إذ لم يعد هناك ما يربطه بهذه المدينة وبهؤلاء الناس، ولم يدرك صاحباه هذه الحقيقة،وذهب مشلينا إلى بيت الضيوف،وحلق لحيته، ولبس زي الفرسان،وعاد شابا كما كان ينتظر حبيبته بريسكا، ولما رآه مرنوش بهذا الزي فعل مثله ، وخرج يبحث عن بيته أصبح مكانُه سوقا للسلاح ، وسأل شيخا عجوزا عن ولده،فقال:إنه مات في سن الستين بعد أن أحرز نصرا عظيما للدولة في ميدان القتال وأراه أثر قبر متهدم كُتِبت عليه عبارة التكريم. ودارت برأسه الأرض ،كيف يموت ولده في الستين، وهو لايزال في ريعان الشباب؟ وأخيرا أدرك الحقيقة، وعاد إلى مشلينا في القصر وأخبره أنه عائد إلى الكهف مع يمليخا، وحاول مشلينا أن يُثْنِيَه ولكنه أصَرَّ على العودة لأنه لم يعد يربطه بالناس والحياة أي شيء ، وبقي مشلينا ينتظر بريسكا ودارت بينه وبين المربي غالياس محاورات طريفة، ثم ظهرت بريسكا وظنها خطيبته، مع أنها حفيدتها ، وزاد في اللبس أنها كانت تمسك في يمينها نسخة الإنجيل، التي كان قد أهداها لجدتها وتلبس في عنقها صليبا ذهبيا كان قد أهداه لجدتها وصارت تحاوره لكي يفهم فارق الزمن بينهما،وأنه إنما كان يحب جدتها وهو يرى الشبه عجيبا جدا؛حتى كأنها هي لولا ذكاؤها الحاد،وثقافتها،وطلاقة لسانها.وأخيرا يدرك الحقيقة فيودعها، ويعود إلى الكهف. ولكن الفتاة قد أحبته فلحقت به بعد شهر هي ومربيها غالياس وحاولت أن تنقذه وهوعلى وشك الموت ولكن جاءت بعد أن لم يعد ثمة فائدة، وصارَحَتْه بِحُبِّها له وهو يلفظ أنفاسه فصممت أن تبقى معه في الكهف، وكان الملك قد عزم على أن يسد باب الكهف على هؤلاء القديسين فنجا غالياس بنفسه، وترك القديسين الثلاثة، والكلب قطمير، وبريسكا في الكهف ، بعضهم قد مات فعلوبعضهم يعاني حشرجة الموت، وبريسكا آثرت أن تموت مع من أحبت